الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يرزقك حسن البرّ بوالديك ، وان يحقق لك أمانيك في رضاه .
بنيّتي ..
لوسحمتِ لي أن اسألك .. : ماذا كانت مشاعرك تجاه والديك حين كنت في المراحل العمرية الأولى من حياتك ؟!
هل كنت تنظرين إليهما على أنهما سبب تعاستك وشقائك .. أم كان عندك شعور بالميل والانجذااب إليهما والأنس بهما والبكاء والقلق من غيابهما ؟!
إذن مالذي تغيّر ..؟!
ابوك هو أبوك ..
أمك هي أمك ..
ماذا تغيّر ؟!
الذي تغيّر هو ( طريقة تفكيرك ) أو الفكرة التي في بالك ؟!
أنتم الآن تعيشون في بلد غير بلدكم ..
وأعتقد أن وضعكم المادي مقبول ..
وأسرتكم مترابطة ..
تعيشون في أمن ..
فأين المشكلة ؟!
هل المشكلة في أن والدكم لم يبنِ لكم بيتا في بلدكم ؟!
هذه المشكلة هل هي مشكلتك أم مشكلة والدك ؟!
إذا لم يبنِ فهي مشكلته هو وليست مشكلتك .. أنتِ أمورك موفرة لك ، ومن واجبه أن يوفّر لك سكنا ، وهاأنت تسكنين . ليس شرطا أن يكون السكن ملك .. الأهم أنه يسكنكم مسكنا مناسبا .!
هنا إذن لا مشكلة !
قد تكون المشكلة .. في ( الخطّاب ) الذين يتقدمون لك في ( بلدك ) .. ووالدك يرفض .
أعتقد أن مشكلتك ( تدور هنا ) !
بنيّتي ..
العنوسة .. ليست مرحلة عمريّة تصل إليها الفتاة بقدر ما هي حالة نفسيّة ، وشعور نفسي .. بعض الفتيات لا تزال في عمر البكور 16 – 17 سنة ، ومع ذلك تشعر أنها ( عنّست ) !
وبعض الفتيات تصل إلى عمر 35 – 40 ومع ذلك تشعر بالتفاؤل والحيوية والأمل .
الأمر يدور حول طريقة تفكيرنا وتفسيرنا للأمور والمواقف .
لأن والدك يردّ الخطّاب .. فأنت تشعرين بالعنوسة ..
هذا الشعور بالعنوسة .. ينعكس على مشاعرك بالتوتّر والشعور بالألم والتعاسة والشّقاء .. فتخرج معك فكرة ( والدي سبب تعاستي ) ؟!
كيف لو عرفت أن تغرّب والدك عن وطنه وأهله .. كل ذلك من أجلك أنت واخوانك وأخواتك !
ربما قد لا يظهر لك سبب وجيه لهذه الغربة ، لكن بالتأكيد عند والدك سبباً أجبره أن يغترب عن وطنه واهله .
لذلك نصيحتي لك ياابنتي :
1- كلما كنتِ أكثر برّا بوالديك وصبراً عليهما . كلما اذاقك الله حلاوة هذاالبرّ بتيسير أمورك وتسخير الأمور لك .
2- أن تؤمني ايمان اليقين .. أن الزواج رزق مقسوم ، وكل إنسان قد قسم الله له رزقه وكتبه له من يوم أن كان في بطن أمه ، فلا تظنّي ابداً أن والدك أو والدتك يستطيع أن يمنع رزقاً قد كتبه الله لك . يستحيل ذلك لأن الله هو الذي يأمر وينهى .. ولك في موسى عليه السلام ( عبرة ) إذ أراد فرعون أن يقتله ، ومع ذلك عاش في كنفه وقصره .. فأي قوة مهما بلغت لا يمكن أن تمنع عنك رزقا كتبه الله لك .
3- اقتربي من اهتمامات والدك .. الوالدين كلما كبرا في السن .. احتاجا إلى القرب العاطفي من ابنائهم وبناتهم .. اقتربي منهما فقط لتعيشي الشعور الذي يعيشانه تجاهك أنت وإخوانك واخواتك ، ولتتفهمي موقف والديك بطريقة صحيحة .
4- احرصي على أن تهتمي بمانيفعك .. ولا تنشغلي بالمجهول . الزواج ليس كل شيء في الحياة !
بعض الفتيات قد تستعجل الزواج فيكتب الله لها زوجاً يذيقها المذلّة والهوان . فتتمنى لو أنها بقيت في بيت والدها ... لا أخوّفك من الزواج .. لكن أقول لك ما دام ان الله لم يكتب لك الزواج حتى الآن فهذا يعني أنه لا يزال يصرف عنك أزواجاً سيئين من حيث لا تشعرين وقد قال الله ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
5- أكثري لنفسك من الدعاء مع كثرة الاستغفار ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
23-05-2013