السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رجل تزوج بمرأة وطلقها بعد عدة اشهر وهي حامل بطلب منها لانها لاتستطيع تحمل الفقر والانقياد لزوجها . وتزوج هذا الرجل باخرى وتحملت فقره وكانت بارة به بعد سبع سنوات تزوج الرجل بثانية وهي طليقته تزوجها لاجل ابنته لتكون تحت رعايته وتربيته لكن الرجل يعامل زوجته التي صبرت معه معاملة افضل من الثانية التي لم تتحمل وتخلت عنه ، ويقول بانه لايملك اي مشاعر اتجاها ويعلل ذلك بانه الدين قبل سبع سنوات عندما يتودد لها ورفضته لقلة ماله علما بانه يعدل بالانفاق عليهما . فما توجيهكم له وللمرأة لانها تحاول التودد له لكنه جاف بمشاعره تجاها . في الوقت الذي يعطي الاخرى مشاعر وحب وود ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم ان يصلح ما بينكم ويديم بينكم حياة الودّ والرحمة . .
الزواج والعلاقة الزوجية ليس محطة لتصفية حسابات !!
مجرّد العقد بين الزوجين فذلك يعني أن كلا الطرفين دخل في عبادة عظيمة حقها التعظيم ومراعاة حدود الله وتعالى في هذه العلاقة .
وهذا يعني أن كل طرف مسؤول مسؤولية كاملة أمام الله عن هذه العلاقة .. فقد قال صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته .. " .
وجود الحب أو عدمه ليس مبرراً ولا عذراً للتقصير في الحقوق الواجبة على كل طرف تجاه الطرف الآخر . .
عدم الحب لا يعني الظلم ..
لأن الظلم ظلمات يوم القيامة . .
والحياة الزوجيّة أسمى من ان تكون محطة لتصقبة حساب كل طرف مع الطرف الآخر . .
وعلى الزوج والزوجة أن يستشعر أن الله ينظر إليه .. وان ما يقوم به في هذه العلاقة هو عمل يتقرب به إلى الله فهل يسرّه ان يتقرّب إلى الله بعمل ( انتقامي ) ؟!
ثم إن كان هذا الزوج أرجع طليقته ( زوجته الأولى ) لأجل ( ابنته ) .. فإن مصلحة البنت ليس أن تعيش بين أبوين فحسب !
بل مصلحتها أن تعيش بين أبوين مستقرّين نفسيّأ وعاطفيّاً . .
وإلاّ فإن وجوده بين أبوين متنافرين متشاحنين .. تسودهما روح الانتقام أو الشحناء .. فإن ذلك ينعكس أثره على الأطفال وعلى شخصياتهم ونفسياتهم وسلوكياتهم . .
فنكون قد جنينا على أبنائنا من حيث أردنا الاعتناء بهم !
نصيحتي لهذا الزوج ولكل زوج ..
أن يستشعر قيمة العلاقة الزوجة وقيمة هذه الرابطة عند الله ، وليس عند نفسه ..
فالله تعالى عظّم رابطة الزواج وعقد الزواج حتى جعل عقد الزوجية من الآيات الدالة على ربوبيّته ووحدانيّته ..
على الزوج أن يستشعر أنه في عبادة وانه يتقرّب إلى الله فليحسن العمل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " .
أن يستشعر الزوج أن الانتقام لن يُرجع الماضي أو يمحوَ ما كان في الماضي بقدر ما إنه يكرر نفس المشكلة ويراكم من النتائج السلبية سواء عليه أو على زوجته او على ابنته .
كما أن على الزوج ان يستشعر أن كل قدر من اقدارالله له فيه خير ورحمة به ..
وعليه أن يستشعر أمانة التربية .. فإن ابنته أمانة في عنقه ومن حقها أن تعيش بين أبوين يسودهما التوافق والتفاهم لا الشحناء والتباغض .
والنصيحة لهذه الزوجة . .
أن تستفيد من دروس الحياة . .
فالمال والمادة ليس هو ( السعادة ) بقدر ما إنه يكون سبباً في تعاسة الانسان . .
ولعلك لاحظت هذا في واقع حياتك . .
السعادة تكمن في دواخلنا . .
في الحب ..
في الصبر ..
في التوافق . .
في المعاونة والتعاون . .
في الرضا .. والتعايش مع الواقع بايجابيّة .
أكثري من الدعاء مع الاستغفار . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني