السلام عليكم ورحمته وبركاته: انا فتاه ابلغ من العمر22سنه ,طالبه في مرحلة الجامعة ، مشكلتي أنّي دخلت على موقع للتزويج الشباب والفتيات موقع محترم جدا وسجلت باسم ان ابحث لصديقتي ، وهو في الحقيقه لي انا ,اضطررت ان اقول لصديقتي لان اهلي يرفضوا هذا المنطق تمام وانا لي حق ان اختار زوجي بمثل ما أنا اريد والسبب الاخر ان عادات المجتمع لاتقبل بهذا ، واراد الله ان لقيت انسان توافق معي جدا في كثير من الامور و لكن المشكله الاساسيه هنا انا غلطت عندما دخلت بقولي أنّي ابحث لصديقتي الشخص الان يطلب مني ان يتحدث معها ( الي هي انا ) بمثل ماقد تحدث معي يريد ان يتكلم معها بذاتها , سؤالي كيف را ح اتصرف وبكل مصداقيه انا لاريد ان اتحدث معه خوفا من المستقبل ان يعايرني رغم انه هو يتمنى ان يتحاور مع شريكة حياته قبل كل شيء طبعا بطرق مشروعه حتى يتم الزواج بشكل سليم, لايمكن ان اتزوج شخص ولا يعلمون اهلي كيف أتى . اهلي ابد لا يمكن ان يقبلوا بمثل هذا الشيء ,ساعدوني الله يجزاكم بالخير .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عينك . .
أخيّة . .
قرار ( الزواج ) هو من أخطر وأهم القرارات في حياة الشاب ( ذكرا أو انثى ) ، ولأن قرار الزواج بهذه الأهمية والخطورة في حياة الفتاة فإنه ينبغي أن يكون اتخاذ القرار بطريقة ( مسؤولة ) وعلى أسس واضحة ومعطيات واقعيّة بدون مثاليّات أو تكلّف أو تزييف .
والانسان مهما بحث عن وسائل وأسباب ( آمنة ) فإنه لن يجد ( أنسب ) ولا ( آمن ) من الأسباب والوسائل الشرعيّة ، وذلك لأن الشريعة شرعها ( علاّم الغيوب ) .. شرعها ( الحكيم الخبير ) الذي يعلم خلقه ويعلم حاجاتهم ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .
ولذلك شرع للخاطبين ( الرؤية الشرعيّة ) . .
وهي الوسيلة التي يمكن أن يتعارف بها ( الخاطبين ) بطريقة آمنة وتحت ( الأضواء ) لا من خلف الأسوار وفي جنح سراديب ( النت ) . .
أمّأ أن تسكلي ( وسيلة ) أنتِ تعرفين مسبقاً أنها وسيلة لا يقبلها مجتمعك ولا تقبلينها أنت ايضاً - بغضّ النظر عن كونها وسيلة صحيحة أو غير صحيحة - لكنك سلكت وسيلة أنت غير مقتنعة بها . .
فكيف تريدين أن تقرّري قراراً خطيراً في منعطف مهم من منعطفات حياتك بطريقة أو وسيلة أنت غير مقتنعة بها ؟!
نصيحتي لك أخيّة :
1 - أن تُدركي أن الزواج رزق مقسوم ، وكل إنسان قد كتب له رزقه من يوم أن كان في بطن أمه . وكل رزق لا يأتي إلاّ في أجله ووقته . فلا يمكن أن تنالي رزقا مقسوما لك قبل أوانه ولا يمكن أن يتأخر عنك رزق مكتوب لك ولو للحظة .
2 - أنت لا زلت في مقتبل عمرك . وأمامك مستقبل ( دراستك ) . . لا تشتتتي اهتمامك وانتباهك وتركيزك بسلوك مثل هذه الطريقة لـ ( الزواج ) . .
نعم .. انصرفي نحو اهتمامك وعلمك ودراستك وابداعك .. ورزقك يأتيك .
3 - قد تقولين - وتقول غيرك - انه من حقك أن تختاري شريك الحياة الذي يناسبك وليس الذي يختاره لك أهلك ..
نعم .. هذاالحق ايضا كفله لك الشرع ، فلا يمكن لأحد مهما بلغت مكانته أن يلزمك أو يجبرك على اختيار شريك لا تريدينه . .
والشرع قد علّمك كيف تختارين من تأنس إليه نفسك بامتثال أدب الشرع :
- " إذا خطب لكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه "
هذه الخطوة الأولى : ان تبحثي في الخاطب عن دينه وخلقه .. وهذا ما لا يمكن أن تعرفيه من خلال جوار بينك وبينه لأن كل طرف لابد وان يزيّن نفسه للطرف الآخر ..
إذن كيف يُعرف هذا ؟!
يُعرف بالسؤال عنه في حيّه وفي عمله وفي مسجد الحي وسؤال أهله وقراباته وجيرانه واصدقائه .
- الخطوة الثانية : ( الرؤية الشرعيّة ) ..
من حقك أن ترنيه ويراك لكن تحت الأضواء .. وتجلسين معه ويجلس معك ، وتكلمينه ويكلمك . . كل هذا تحت الأضواء وبطريقة آمنة .
- الخطوة الثالثة : الاستتشارة والاستخارة .
أيّ شيء أعظم من أنك تستخيرين الله ( العليم الحيكم ) في شأن الخاطب الذي يتقدم لك ؟!
إنه يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك لأنه أعلم بحالك وأعلم بحاجتك ، وأعلم به وبمكنونات نفسه ، ومهما حاول الخاطب أن يُخفي عنك عيبه لكن ذلك لا يخفى على علاّم الغيوب ..
إذن استخيري ربك في الأمر ..
أما سلوك طريقة ( التواصل ) عن طريق الانترنت وبصورة ( مخفيّة ) هي وسيلة لا تزيدك إلاّ همّاً وحيرة ، وربما جرّتك إلى الندم .
4 - لا أزال اقول لك .. اقطعي تواصلك مع هذا الشاب ، لن بقاء التواصل بينك وبينه وليس بينكما اي رباط أو إطار شرعي . . فإنه ( خطوة ) من خطوات الشيطان . . ويكفيك في الدلالة على ذلك ( معرّتك ) من أن يكتشف أحد أمركما !
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وكرهت أن يطّلع عليه الناس " .
فإن كان ولابد فأعطيه رقم شيخ أو قريب تثقين به ليتواصل معه ، ويقوم هذا الوسيط الثقة بدلالته على أهل بيتك . .
ولا يخدّعنك بمعسول الكلام وانه يريد أن يتحاور ليعرف طباعك ومن هذا الكلام الذي يستغله ضعاف النفوس في اصطياد الفتيات الحرائر فرائس لهم!
حماك الله وكفاك . . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني