السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا ، أود استشارتكم في موضوع متعلق بزوجي . اتصلت إحدى نساء أهل الحي على زوجي بحجة إصلاح بينها وبين زوجها بداية - باعتباره إمام المسجد - ، ثم تطور الموضوع حتى صار هناك رسائل حب وعشق وللأسف متبادلة بينهما ، ومكالمات كانت مدة نصف ساعة أو ثلث ساعة في الأخير أصبحت المكالمة الواحدة ساعة وعدة دقائق ، وطبعا تغير علينا في البيت ، أصبح جسد بلا روح ، كل تفكيره وهمه (...) ، يقول : مسكينة ، بهدلها زوجها ،... كلمته عدة مرات وخوفته بالله ، وقلت له : اتق الله واحفظ أولادك وبناتك ، ثم هددته بفضحه لكن دون جدوى ، لا زال على علاقته ، أصعب شيء كان عندما يأتيني الصباح في نهاية الأسبوع - الخميس أو الجمعة - وعليه آثار المكالمة ويطلب حاجته ، بعد أن حرضته وهيجته . واستمر هذا الحال عدة أشهر ، وإن تكلمت عنها أو جبت سيرتها يغضب ويثور كأنها زوجته أو إحدى محارمه ، لدرجة يقول : انت ماحسيتي فيها ، لو كنت مكانها لفعلت أكثر منها ، أصلا أنا أعرف عنها أكثر منك . طيب ماذنبي ؟ بعد عشر سنوات تعبانة مع زوجها - حسب كلامها - والآن عندما عشقت صوت زوجي - كما كتبت في رسالة من رسائلها - قررت أن تنفصل من زوجها لتتزوج الإمام ؟!! وعرضت عليه كثير الزواج منها . ثم نهاية الموضوع : كلمتها بالجوال وهددتها إن لم تترك المكالمات وتقطع العلاقة سأحيل الموضوع لأهل الشأن ، وأقفلت الخط ، فورا اتصلت عليه ولا أدري ماذا افترت علي وقالت له ... ثم دخل البيت وابتدأ بضربي بالعقال على ظهري رغم أني حامل وهو يعلم به ، وبعد عدة أيام نزل علي نزيف - أكرمكم الله - وأسلبت بعد يومين ، وبعد ضربي أخذ مني الجوال ، وطردني من البيت ، وقال : اذهبي لأهلك ماعاد لي عين فيك . وخرج من البيت وذهب لزوجته الأولى ومن ذلك اليوم هجرني في البيت ولم يأتيني ، واليوم ثمانون يوما على هجره . تركته حتى يهدأ ، ولم اتصل عليه تلك الفترة ، وبعد خمسين يوم على الهجر كلمته أن يعود للبيت ولا يدع مجالا للشيطان على الأقل من أجل الأولاد ، لكنه يقول : باقي ماانتهى الهجر .. وهو مصر على هجرانه حتى الآن ، رغم أني لم أفضحه وأخبر أهلي بالموضوع .. فما نصيحتكم ؟ هل استمر على الصبر حتى يعود من نفسه أم ماذا أفعل ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
وأسأل الله العظيم أن يصلح الشأن ويكفيكما شرّ الشيطان وشركه . .
أخيّة . . .
الرجل - مهما بلغ في ورعه وتقواه - إلاّ أنه إذا فتح على نفسه باباً من جهة النساء فإنه إن لم يكن حازماً فإنه سيضعف أو ينجرّ إلى ضعفه نحو النساء .
فالرجل ضعيف عند المرأة ، وقد قال الله : " وخلق الانسان ضعيفاً " قال ابن عباس - وهو ترجمان القرآن - : هو ضعف الرجل عند ذكر النساء .
وما دام أن الأمور تطوّرت بينك وبين زوجك إلى هذا الحدّ . .
اكتبي له رسالة تذكرينه فيها بالميثاق الغليظ الذي بينك وبينه بعقد ( الزوجيّة ) . وأفهميه أن من تعظيم الله تعظيم العقود التي شرعها الله تعالى ووصفها بـ ( الميثاق الغليظ ) .
ونبّهيه أن تلك الزوجة أجبرتها الظروف لتتصل بك وتشكي لك حالها مع زوجها !!
فهل يرضى أن تكوني أنت في موقفها وتجبرك الظروف لتشتكي زوجك إلى غيره ؟!
وهل يرضى لك أن تنشا بينك وبين من تشتكين له علاقة تصل إلى درجة الحب !!
ذكّريه في هذه الرسالة أن تلك المرأة ( اتصلت به ) تأتمنه على نفسها وسرّها . . والمسشتار مؤتمن . . فيكف والحال قد تطوّر إلى إفساد ما بين الزوجة وزوجها وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منّا من خبب زوجة على زوجها " .
ذكّريه - وهو الإمام - بقول الله تعالى : " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيّتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعلمون محيطاً " .
اسأليه .. ماذا سيكون موقفه لو فضح الله أمره وامر هذه الزوجة امام زوجها وأهلها كيف سيكون موقف الناس واهل الحيّ منه - وهو الإمام - !
ذكّريه أن الله أحق بالحب والتعظيم والمراقبة . .
ذكّريه في رسالتك أن بينك وبينه ( عقد الزوجيّة ) وأنت باقية على الميثاق إلاّ أن ينقضه هو بيده .. فحينها ستشتكينه لكن ليس إلى الناس .. وإنما إلى ( الله ) . .
ذكّريه أن عنده بنات . . والأعراض ( دين وقضاء ) . .
هذه الأفكار اكتبيها له في رسالة سواء على ايميله أو حتى رسالة مكتوبة على ورق .. اجعليه يتأمل فيها ويقرؤها بعيدا عن ضجيج النقاش والتحاور . . لأن الرجل - بطبعه - لا يحب أن يكون في موقف المدان أمام زوجته . .
ولا تنسي أن تكون روح ( الحب ) و ( الشوق ) بادية في كلماتك ومن بين حروفك .
اهتمي بأولادك وانشغلي بهم .. واجعليهم هدفك واهتمامك . .
هو سيعود إليك . .
أكثري من الاستغفار . فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني