السلام عليكم ورحمه الله وبركاته: انا فتاه تعرفت على شاب من احد مواقع التعارف واستمرت علاقتي به اكثر من خمس شهور الى الان حاولت اني اقطع علاقتي به فلم استطع لتعلقي به وهو يقول لي انه لا يستغني عني وطلب مني اني اتزوجه المشكله اننا لا نثق في بعض وطول فترة علاقتي به كان يكذب في بعض الامور وانا كنت صريحه معاه في اغلب الامور المشكله انني احس ان هذا الزواج لن يستمر ولن استطيع ايضا اني اثق به الى حدا ما وهو كذلك لكن يقول لي لا انا اثق بك . فارجوا انكم تساعدوني ولكم مني جزيل الشكر والاحترام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يكفيك شرّ نفسك وشرّ الشيطان وشركه ويكفيك شرّ كل ذي شر . .
أخيّة . .
اسمحي لي أن أسألك :
على أي أساس أنت متعلقة به مع أنك لا تثقين به ؟!
هل هو تعلّق ( شهوة ) ؟!
أو هو تعلّق لوجود فراغ عاطفي في حياتك وتكمّلين هذاالفراغ بمثل هذه العلاقة غير المسؤولة في ظاهر الأمر ؟!
ماذا يكون لو تعرّفت على غيره .. هل ستتعلقين به ؟!
وهل ستسمحين لقلب أن يكون شمّاعة أو سنّارة يتعلّق بكل أحد او ينعلّق به اي أحد ؟!
ما الفرق إذن بينه وبين غيره حتى تتعلٌّي به هو مع عدم ثقتك به ؟!
أخيّة . .
لا يوجد هناك شيء اسمه ( حاولت ولم أستطع ) . .
لأننا في الواقع نخلط بين ( الارادة ) و ( الأمنية ) . . !
نحن حين يؤلمنا سوط الضمير وتأنيب الضمير نبقى في صراع نفسي بين الفضيلة التي تكمن في دواخلنا وبين الواقع الذي نعيشه . . فنحاول أن نخفّف سياط الضمير وتأنيبه بمثل هذه الأسلوب ( حاولت ولم أستطع ) !!
نحن نتمنى أن نقطع العلاقة لكننا لا نريد !
لذلك أخيّة . .
الإرادة تختلف عن الأماني في أمر مهم وفارق مهم للغاية .. وهو فارق ( الخطوة العملية الايجابيّة ) . .
وأن لا نستصعب أي خطوة في سبيل الحل .. ولا نقول هذا الحل صعب وهذا بسيط .. لن الحلو لا يمكن أن تكون على المزاج . .
سيما وأن بعض المشكلات غذا أردنا التغغير فيها فتحتاج إلى ثمن . . وثمن التغيير قد يكون باهضاً ..
أخيّة . .
الزواج علاقة مقدّسة . .
علاقة طاهرة . .
ولا يمكن ان تبدأ هذه العلاقة الطاهرة بعلاقة من خلف الأسوار أو تحت جنح الظلام !
وحين تكون البدايات ( مظلمة ) فإن الظلام لا يورث إلا الخوف والهمّ والحزن والتوجّس والريبة . .
ولذلك الحياة الزوجية ليست حياة حب وعلاقات عاطفية . . بل هي حياة مسؤوليّة وامانة .
وتحتاج أن يكون كلا طرفيها على قدر الأمانة والمسؤوليّة . .
ومن يتجرّد من مسؤوليته تجاه مروءته مه أخواته المسلمات فيغرّر بهنّ أو يتلاعب بمشاعرهنّ وعواطفهنّ فكيف يُؤمن ان يرعى مسؤولية زوجة وابناء وحياة فيها تبعات ومشكلات وتحديات ؟!
ونفس الكلام يقال في الفتاة ايضا . . فمن لا ترعى امانة ثقة أهلها بها وثقة من حولها بها فكيف ستقوم بواجب الأمانة في رعاية وحفظ غيبة زوجها . .
والله تعالى قد وصف الصالحات بقوله : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " .
أخيّة . . .
النصيحة لك . .
قطع العلاقة مع هذا الشاب ، وان ستفيدي من تجربة الحياة ولا تكرّري نفس الخطأ مع غيره وبنفس الطريقة . .
لأن التهاون قد تكون نتائجه وخيمة . .
ويكفيك أن تستشعري حجم الألم والهمّ والذي يحيط بك وانت تشعرين بضعفك عن أن تقطعي العلاقة معه مع ما تجدين في نفسك من تأنيب الضمير والشعور بأنك على خطأ . .
فهذا مؤشّر على بداية الطريق يقول لك الاستمرار سيزيدك همّا وغمّاً . .
المستقبل في هذا الطريق لن يزيدك إلاّ ظلاماً . .
لذلك إذا أردت قطع العلاقة بهذا الشاب .. كل ما عليك :
- أن تقرّري قطع العلاقة معه .
- أن تبدئي خطوات عملية للمقاطعة . . تخلّصي من ايميلك والموقع ورقم الهاتف الذي يعتبر هو حلقة الوصل بينك وبينه .. تخلّصي من كل رسائله أو محفوظاته عندك .
ولو اضطررت إلى أن تتخلّصي من ( النت ) في سبيل أن تحافظي على حياءك وادبك وعفّتك وثقتك بنفسك فذلك لن يكون صعباً مهما تهيا لك انه صعب !
- غيّري من حالك وواقعك مع الله . فإن القلب حين يميل ويتعلّق بالبشر فذلك يعني أن هناك خللاً في العلاقة الايمانية بينك وبين الله . . هناك ضعف في الحب والتعظيم لله تعالى في قلبك لأن حب الله وتعظيمه حين يمتلئ في القلب فغنه لن يزاحمه أي حب غير حب الله تعالى وتعظيمه . لذلك ابدئي مع نفسك خطوات في التغيير مع الله . .
اهتمي بصلاتك . .
اهتمي أن يكون لك وردا من القرآن .
حافظي على الأذكار ..
اهتمي أن تكون حولك صحبة صالحة . .
- لا تكثري من دخلو الانتر نت خاصة في لحظات الخلوة مع نفسك أو في أوقات لا هدف لك فيها من النت . . حين لا يكون لك هدف واضح ومفيد من تصفح الانتر نت فاتركي تصفحه ولا تفتحيه .
وتذكّري كما قلت لك . . الأمر يحتاج منك إلى صدق في الإرادة . .
ولا تقولي لم أستطع .. لأن الله قال : " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم "
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أفلح إن صدق " .
فالفلاح والمعونة من الله للعبد مرتهنة بقدر ما يقوم في قلبه من صدق الارادة والعزيمة . .
والله تعالى يعلم السر واخفى ..
حفّزي نفسك لمقاطعة هذا الشاب بتذكّر واستحضار العواقب والمآلآت . . فلئن كان الله يسترك ويسترك ثم أنتِ لا تستشعري نعمة الستر فيوشك الأمر أن ينفضح . .
فماذا سيكون موقفك لو افتضح أمرك بين أهلك وجماعتك .. ماذا سيفيدك هذا الشاب ؟!
صدقيني يا أخيّة . . هو إنما يستخدمك كما يستخدم ( المنديل ) يختاره نظيفا حتى إذا دنّسه رماه وداسه بقدميه !
أكثري لنفسك من الدعاء . .
مع الاستغفار . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني