السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم ... سعيدة أن في أمتي من يملك عقلاً صائباً وذهناً رشيداً وأناساً مخلصين أحسبهم والله حسيبهم ولاأزكي على ربي أحداً أنكم عاليون الهمة بليغون الأثر أشكر لكم اتاحة هذه الفرصة للتواصل معكم واستشارتكم فيما يشكل علينا . أشكركم أخـوتي الفضلاء على روعة كلماتك النيرة بموقعكم الرائع وليهنكم والله الأجر والمثوبة وتفاعل الناس معكم لو كنت أعلم غير الشكر منزلة *** أوفى من الشكر عند الله في الثمن أخلصتها لك من قلبي مطهرة *** شكراً على ما أوليت من حسـن لا أطيل عليكم حماك الباري واسمحوا لي بذكر ما أهمني وأشجاني على السريع المفيد المختصر . بداية أنا طالبة بإحدى الجامعات امتن الله علي بصديقة صالحة رفيعه الخلق ولكن شاء الله وتتزوج وانتقلت مع زوجها إلى امريكا للدراسة استمرت علاقتي معها برسائل جوال واتصال هاتفي طيلة اربع سنوات مضت والان هي باقي لها بحول الله 7 سنين وترجع للسعودية .. الاشكالية هنا أنها بعد سفرها يؤسفني ان اقول : انها انحرفت اخلاقيا وقل تدينها والذي دلني على ذلك صفحتها الشخصية على الفيس بوك كونها تشيد وتفتخر بمغنين وافلام تدمي القلب ولم تكتفي بذلك وفي كل مرة تضع مايروق لها في البروفايل الشخصي لها الأفلام الشنيعة والصور الخالعة التي تعجبها والمغنين المميزين لديها لا أكتمك حديثا انني تألمت جدا لما آلت اليه امورها وحزنت حزناً بالغا لها ... وبفضل الله كتبت لها رسالة بالإيميل نصح وتوجيه وبإسلوب لطيف ولكنها لم تؤثر فيها ومازالت الى الآن في طريقها .. حاولت الاتصال بها مرارا للإطمئنان عليها وحتى ألطف العلاقة بيني وبينها ولاأريد أن يتسلط عليها الشيطان وتنجرف لما هو اخطر من ذلك والى يومك هذا لم ترد علي سؤالــــــــي الآن بارك الله في عمرك : كيف انصحها ويعلم الله انني اعتبرها اختا لي ومابرأيك الطريقة السديدة في نصح المبتعثين ؟؟؟ أيضا على كثرة سؤالي عنها واتصالي بها والتواصل معها لا أرى ابدا مبادرة منها في ذلك واصبحت الوم نفسي على الحفاظ بحبل الود الذي بيننا في حين انها ان صح التعبير \" مطنشه \" لي ولاتعيرني اهتماما وفكرت عدة مرات ان انسى صحبتها واقطع ماكان بيننا فهل هذا صحيح . أعتذر عن الاطاله ولكنها نفـثة مصدور لم ابثها الا لمن وثقت في علمه وحكمته ومشورته بارك الله في عمرك ووقتك وأدامك بخير وعافية دائما .والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
 وأسأل الله العظيم أن يهدي ضال المسلمين وان يردّه إليه ردّاً جميلا . .
 وشكرا لجميل لطفك وحسن ظنك وصدق مشاعرك . .  وإنّا إذ نشكر لطفك نسعد بك أختا ناصحة طيبة نافعة . . .  حي هلا بك وبكل قارئ وقارئة .
 ثم هنيئا لك أخيّة هذه الروح الشفافة الطيبة ، والنفس الوفية  ، والقلب الطاهر  الكريم . .
 حرصك وشعورك بالألم على صديقتك يدل على نبلك ووفاءك للصداقة التي بينك وبين صديقتك . فهنيئا لك أخيّة  هذا الايمان في زمن المصالح وحب الذات !

 أخيّة . .
 إن أحب إنسان وأعظمهم عند الله وارفهم مكانة ومنزلة عند ربه هو محمد صلى الله عليه وسلم  ، ولقد كان من أعظم محبوباته صلى الله عليه وسلم أن يهتدي عمه أبو طالب إلى الاسلام ومع ذلك يموت على الكفر فيتألم النبي صلى الله عليه وسلم فينزل الله عليه : "  إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " .
 فتطمئن نفسه لأنه يعظّم الله في نفسه ولأنه أدرك بيقين معنى قوله ( وهو أعلم بالمهتدين ) فاطمأنت نفسه  لكمال معرفته بربّه سبحانه وتعالى .

 أخيّة . .
 الهادية منحة من الله . .
 هبة من الله . .  يهبها من يشاء من عباده .
 الانسان لا يملك من أمر هداية الناس إلاّ  بذل الجهد والوسع وعدم اليأس ، وهذا ما نتعمله من قول الله ( ولكن الله يهدي من يشاء ) إنه يضيف الهداية إلى نفسه .. والمؤمن الناصح يؤمن بأن الله رحمن رحيم كريم حليم  لذلك هو لا ييأس من أن يبذل اسباب الهجاية للناس وهو يستشعر في نفسه معنى أن الله هو الرحمن الرحيم الحليم الحيكم . .
 إن إضافة الهجاية إليه سبحانه فيه تحفيز للصادقين أن يحرصوا ويثبتوا ويستمروا في بذل الهجاية للناس ولا يصيبهم الاحباط ويستبطئوا النتائج !

 أخيّة . . .
 الحالالذي تعيشه صديقتك هناك يختلف كثيرا عن الحال الذي نعيشه نحن في كنف بيئة مسلمة ودولة مسلمة ومجتمع مسلم  شعائر الاسلام فيه ظاهرة .
 ولذلك ينبغي على كل شاب وشابة أن يعمل بالوصية النبويّة " تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة " .
 فحين يكون الانسان في بد الاسلام ، ومجتمع الاسلام ، وبيئة مسلمة فإن عليه أن يستثمر  حايته هذه في تكريس معاني الايمان والاستزادة والقرب من الله  كنوع من الزاد يتزوّد به في بلاد الغربة حين يضطر للسفر إليها لسبب دراسة أو نحوها . .
 هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لكل شاب ( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) .
 كما أن من أسباب الثبات على الدين والمبادئ في بلاد الغربة . .
 أن يحرص الانسان أن يكون له ( خبيئة عمل صالح )  يداوم عليه ويحافظ عليه مهما كانت الظروف . فلعل الله يثبته بسبب هذا العمل ( المخبوء ) ولو كان عملاً يسيراً .
 ومن اسباب الثبات على الدين في بلاد الغربة . .
 أن يحرص الانسان على البحث عن صحبة صالحة  وجيران صالحين في مثل تلك الديار يعينونه على نفسه ودينه ..
 

 أخيّة . .
 التمسي لأختك العذر ، فإنها في تلك البلاد تعاني  ما لا تعانيه أنت في هذه البلاد . .
 الفتن هناك حولها من كل جهة . .
 المجتمع غير محافظ . .
 كل شيء هناك يدعو للتفلّت . .
 ولذلك تخيّلي واستحضري معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " القابض منكم على دينه كالقابض على الجمر " .
 فاستحضري صورة القابض علىالجمر يا ترى كم فيه من القدرة والتحمل لتدوم قبضته على الجمر ؟!
 إن وجودها في ذلك المجتمع لا أقول يبرر لها تصرفها ، لكنه  يلتمس لها العذر عندك في أن تثابري في الحرص عليها بالمراسلة والتواصل حتى لو لم تجدي منها تجاوباً .
 لا تركّزي كثيراً على النصيحة المباشرة بقدر ماتركّزي على النصيحة غير المباشرة . .
 اكتبي في حائطها على الفيس بوك رسالة شوق إليها وسؤال عن حالها . .
 شاركي على حائطها ببعض المواضيع الجميلة والمؤثرة والمقاطع المؤثرة ايضا . .
 كنوع من الرسائل غير المباشرة لها . .
 وهكذا . .

 أكثري لها من الدعاء بالخير . .
 وتأكّدي أن جهدك إنما هو جهد ( الداعية ) لا جهد ( الوصاية ) عليها !
  ( والله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين )

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛