زوجي تقي ومتدين ومحترم ولكني عرفت مؤخرا انه يكلم نساء ويقابلهم في اماكن عامة لمدة ساعتين ويدعوهم للعشاء ولما سألته اقسم انه لا يعمل اي شيئ حرام ولكن لمساعدتهم او لدعوتهم للدين ما رأي الدين في ذلك؟ وهل من حقي الاعتراض ام لا ؟وهل من حقي سؤاله اين يذهب ومع من ام لا؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ، وان يصرف عنكما السوء والفحشاء .
أخيّة . .
الدعوة إلى الله ( عمل صالح ) ومن أحسن الأعمال عند الله " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " .
فتأمّلي الآية واطلبي من زوجك ان يتأمل هذه الآية بصدق . . فالآية تعلّمنا أن ( الدعوة ) تكون من أشرف وأحسن العمل والقول حين تكون :
1 - دعوة إلى الله . ليس فيها أي حظّ من حظوظ النفس وخباياها ومصالحها الخفيّة على الناس . فبعض الناس يكون له مصلحة أو شهوة خفيّة يغلّفها بغلاف الدعوة .. لكن الله علّمنا أن من إسمائه ( العليم الخبير ) فهو " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور " .
وعلى هذا فلا ينبغي للمسلم المؤمن المتديّن حقاً أن يتسخدم هذاالعمل الشريف كغطاء لشهوة النفس ..
ويتأمل قوله " ممن دعا إلى الله " .
2 - " وعمل صالحاً " وهذا من معانيه أن يكون الأسلوب والوسيلة التي يتوصّل بها إلى دعوة الآخرين أن تكون من جملة العمل المباح ليكون صالحاً . وليس من جملة العمل المحظور فالمحظور لا يمكن أن يكون عملاً صالحاً .
3 - ثم ختم الله الاية بقوله : " وقال إنني من المسلمين " وفي هذاالختم البديع معنى جميل . وهو أن الداعي إلى الله مستسلما مسلّماً أمره وأمر المدعو إلى الله ولا يشعر بحال أنه وصيّ على الآخرين وأنه يلزمه أن يهدي الناس إلى الحق .
بعد هذه الوقفة مع هذه الاية نأتي لنعرض الحال على ما قاله الله في كتابه . .
- هل دعوة النساء بطريق الخلوة بهنّ او الاختلاط بهنّ عمل صالح ؟!
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إيّاكم والدخول على النساء " وقال محذّراً من فتنة النساء " إن أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "
والله تعالى قد شرع أحكاماً وآداباً تقضي بأن لا يكون هناك مجال للخولة والخلطة بالنساء لغير ضرورة وعلى قدر الضرورة . .
فكيف إذا علمنا أن الرجل ( مطبوع ) على ( الضعف ) عند النساء . ولذلك لما ذكر الله النكاح والشهوة والإحصان وحدّ الزنا في سورة النساء ختم ذلك بقوله : " وخُلق الانسان ضعيفاً " قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو ضعف الرجل عند النساء .
والله تعالى هو الذي خلق الخلق وهو أعلم بهم وأعلم بحالهم " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " . ولذلك علىالمتعفّف الخائف على دينه أن لا يستهين بأمر النساء ولا يدنو من فتنتهن ثقة برجولته وتمام عقله وكمال عفّته ، فكم من متعثّر غرّته التجربة وغرّه بالله الغرور .
الحمد لله . . يمكن دعوة هؤلاء النساء بربطهن ببعض المراكز النسويّة المهتمة بدعوة النساء ، ودلالتهنّ على صحبة صالحة ، وعدم التعرّض للجلوس معهنّ والتساهل في مخاطبتهن والتحدث معهنّ . إكراما لنفسه وحفظاً لعفاف هذه الفتاة أو المرأة .
لأن الرجل بطبعه ضعيف عند المرأة والمرأة بطبعها تضعف عند الرجل الذي يشعرها بالاهتمام والرعاية ، والشيطان يدخل بينهما ..
وقد قال : " يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان " .
النصيحة لهذا الزوج الطيب ان يكون اكثر اقتداءً زحرصاً على التأدب بأدب القرآن والسعي في غصلاح النفس وتكميلها .
أخيّة . .
واجبك تجاه زوجك مناصحته بالتي هي أحسن ومخاطبته بلطف وتذكيره بالله العظيم وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور .
ولا تتبّعي جواله ولا أشياءه الخاصة ولا تكثري عليه من السؤال : اين ذهبت ومع من !!
لكن ما بين فترة وأخرى ذكّريه بالله . .
وذكّريه أن عنده محارم . .
وما لا يرضاه على محارمه ينبغي أن لا يرضاه على أخواته بأي عذر أو حجّة ، والأعراض ( دين وقضاء ) .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني