ساعدني ساعدك الله أنا شاب عمري الآن 25 سنة و قد التزمت تقريبا في صيف سنة 1998م مع خيرة من الشباب ووالله وجدت السعادة الحقيقية ووجدت بفضل الله النور في القلب والحمد لله وجدت الهداية و حلاوة الإيمان والسعادة التي ما بعدها سعادة. وكنت للأسف أرتكب العادة السرية ولا أهتم كثيرا بالخلوات ولم أهتم بأعمال القلوب ثم قبل حوالي سنة ونصف بدأت أشعر بالضيق و قساوة القلب وهذا بسبب آثار الذنوب والمعاصي ثم بعد فترة زاد الران على القلب وزادت الهموم وكثرت حتى أني فكرت بترك العمل تكرارا (لقد أصبت الآن بالانتكاس)... نعم هذه هي الحقيقة المرة!! بعد أن كنت داعيا إلى الله وظاهرا بمظهر السنة من دشداشة و لحية منورة لوجهي وبعد أن كنت شديد البر بوالدي وبعد أن كانت لا تفوتني صلاة الجماعة وواصلا لرحمي وطالبا للعلم الآن وما أدراك ما الآن لا أستطيع حتى أن أتوب ولا أن أعمل الحسنات أنا الآن أعيش أسوأ أيام حياتي!! لقد انتكست, أعيش الآن في ظلام كل شيء في الحياة مظلم, عيني عليها غشاوة وقلبي مات من زمان وأعيش الآن في ضياع و ضلال, وأصبحت لا أصلي وان صليت لا خشوع بالمرة وأحس أن أعمالي غير مقبولة, وأنا كذلك عاق لوالدي وأنا أسمع الأغاني, وقلبي لا ينكر المنكرات... إلى غير ذلك من الأمور التي لو ذكرتها لك لضاق قلبك بها, لا يوجد بركة في وقتي وأنا لست منتجا أنا فاشل في الحياة!! حتى أني كثيرا فكرت في ترك البيت و العمل والذهاب إلى مسجد للعيش فيه إما أن أموت فيه أو أن يغفر الله عز وجل لي!! وكذلك فكرت في الذهاب إلى الصحراء والمكث فيها ثم ملازمة البكاء إلى أن أموت أو أوفق للتوبة! لقد كنت سعيدا بالطاعات والآن أنا شقي مطرود محروم مسكين حقير, لقد كرهت نفسي وكرهت الدنيا لا أستطيع حتى الدعاء و لا الإنابة, لقد مللت من نفسي دلوني أرشدوني ساعدوني أريد بصيص أمل في هذه الحياة!! ربما الله عز وجل كتبني في الدرك الأسفل من النار... لا أتحمل النار... أنا مسكين مشفق على نفسي ماذا أفعل كي أنال رضا الله عز وجل ردوا علي بسرعة وجزاكم الله كل خيرا الموضوع: شاب انتكس بعد الهداية) والسلام عليكم
الأخ التائب / ....... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أيها التائب الحبيب إلى الرحمن.. أسأل الله العظيم أن يردّك إليه ردّاً جميلاً وأن يطهر قلبك وينور بصرك وبصيرتك.. أخي عبد المجيد.. هل تعلم ما معنى (المجيد)!! المجيد: أي كثير الإحسان إلى عباده بما يفيضه عليهم من الخيرات!! يا سبحان الله.. ما أعجب ذلك مع ما تشكوه من حالك!! إنك لو تأملت بتدبّر معاني اسم الله (المجيد) لوجدت أنك أمام رحيم ودود يحب التائبين بل ويفرح فرحاً بتوبتهم!! فهل أحد أعظم من الله؟! ألا ترى كيف أن الله رحيم بك.. أعطاك السمع والبصر واليدين والرجلين وجعل لك قلباً ورأسا وصورة حسنة وجمالاً، هذا وأنت له عبد ربما تعصيه وتعصيه، ومع ذلك هو لم يسلبك هذه النعم العظيمة فلماذا يا أخي تظن أن الله يعذّبك؟! لماذا تظن أن الله يكتبك في الدرك الأسفل من النار؟!! لا يا أيها الحبيب التائب.. لا تظن بربك الكريم المجيد الرحيم الغفور أن يفعل بك ذلك!! أخي الحبيب.. خلق الله عباده وجعلهم مفطورين مجبولين على النقص والخطـأ، فليس أحد من البشر إلاّ ويقع في معصية الله جل وتعالى إلا من عصم الله من أنبيائه ورسله. جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون"!! إن الله تسمى بالغفور، ولو لم يذنب الناس فماذا يغفر الله؟! إن الذنب والمعصية ليست عيباً ولا فشلاً.. إنما العيب والفشل هو أن لا نعود إلى الله ولا نستغفر، تأمل قوله: "لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون" أي يُتبعون ذنبهم بالاستغفار والتوبة!! إذن أيها الحبيب التائب: لا يمكن لبشر أن يعيش في الدنيا بغير أن يعصي ولا يذنب، بل لابد من الذنب والمعصية. فالمطلوب منك ليس أن لا تذنب ولا تعصي نهائياً، إنما المطلوب منك: 1 - أن تجاهد نفسك على أن لا تقع في المعصية. فإن وقعت: 2 - فاستغفر وقل: رب اغفر لي ذنبي وانطرح بين يديه وابكِ، واعلم أن الله يحب هذا البكاء وهذا الانطراح حين يكون من قلب صادق. وإني والله أقرأ من بين كلماتك صدق أحاسيسك ومشاعرك، فليتك أن تتوج هذا الصدق بالدمعة الحارة وبالاستغفار والتوبة. واسمع إلى مناداة الله لك في الحديث القدسي بقوله: "يا ابن آدم, إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء, ثم استغفرتني, غفرت لك, يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا, ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا, لأتيتك بقرابها مغفرة." وفي الحديث: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل" فهل يا أخي أحد يُفرط في هذه الرحمة التي يمنحها الله لي ولك؟! الله العظيم بقهره وملكه وجبروته يبسط لي لك يده ويقول: يا عبدي تب وارجع إليّ!! يا عبدي استغفرني.. يا عبدي اسألني اجب لك سؤالك..!! ما أعظمك يا ربي.. وما أحلمك.. فقط تب واستغفر واعقد العزم على أن لا تعود للمعصية، فهل نفرّط في هذا النداء الرباني الروحاني. أخي التائب الحبيب.. - إذا تكاثرت عليك الذنوب فاستغفر ولا تيأس من كثرتها فإن الله لا يتعاظمه شيء. - احرص أشد الحرص على أن لا تترك الصحبة الصالحة حتى لو ظهرت عليك آثار المعصية، لأن بعدك عنهم يزيد من قوة سلطان الشيطان عليك، ابقَ معهم واصحبهم واطلب منهم أن يأخذوا بيدك ولا يصدّنك الشيطان عن مجالستهم ويوسوس لك بأنك مذنب عاصي فإن كل الناس تذنب. - احرص حبيبي الغالي أن تتخلّص من كل شيء يدعوك إلى المعصية من صحبة فاسدة أو وسائل تغريك بالمعصية وغير ذلك. - أبداً أبداً مهما أذنبت فلا تترك الصلاة، لأن الصلاة نور، حتى لو لم تجد فيها خشوعاً جاهد نفسك على أدائها والخشوع فيها، المهم أن لا تترك الصلاة. - اجتهد في برّ والديك واسمعهم الكلمة الطيبة والبسمة واطلب منهم الدعاء فإن دعاء أبويك لك من الدعوات المستجابة. - إن لم تستطع برّ أبويك فلا تعقّهما. - عوّد لسانك على الاستغفار، وكلما تنبهت إلى أنك لا تستغفر فاستغفر في كل وقتك وشأنك. إن الشيطان يزين لك أنك لا تستطيع التوبة!! والله تعالى يخبرك بأنك تستطيع إذ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} فالله يأمرك بالتوبة وهو جل وتعالى من رحمته لا يأمر عباده بشيء إلاّ وهم يستطيعونه. ثق تماماً أيها الحبيب أن انشراح صدرك لابد وأن يكون له سبب، وسبب انشراح صدرك هو أن تعود إلى ربك وأن تنطرح بين يديه. إن الهروب عن الواقع إنما يزيد من تسلّط الشيطان عليك، ومواجهتك لواقعك بما يستلزمه من المواجهة هو سبيل انتصارك. أرأيت لو أنك عطشت أو لست تشرب الماء؟! أرأيت أنك لو جُعت أو لست تأكل؟! كذلك إذا ضاق صدرك... اغسله بماء دمعك وغذّه بصادق استغفارك ومناجاتك لربك. أهديك هذه الروابط لعلك تجد فيها ما ينفعك: http://www.twbh.com/sounds.php?ID=104 رابط آخر: http://www.thekra.org/ اللهم رب تقبل من أخي توبته وثبته عليها وأصلح له شأنه كله واصرف عنه شرّ الشيطان وشركه.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني