السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..أولا أشكركم على اللفته الرائعه منكم في مجال الإستشارات المجانيه ونسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم ...وأتمنى أن يكون صدركم رحبا لتقبل مشكلتي اللتي تأرقني .. أنا فتاة عزباء أبلغ من العمر 19 عاما ...مشكلتي بدأت منذ حوالي 3 سنوات عندما عرفت بإن إحد أولاد عمي يحبني ....وللعلم والمعرفه منذ أن عرفت بحبه لي لم يعد بيننا أي تواصل ولا حتى السلام .... في نفس الفتره أحسست أن هناك كلام يدور بين أهلي وكانوا متكتمين جدا بحيث إذا رأوني داخله عليهم يقومون بتغيير الموضوع فورا ..إلى أن قامت إحدى أخواتي وقالت لي أن إبن عمي تقدم لخطبتي رسميا وكان كلامها معي كإعلام فقط من دون أخذ رأييي بشأن الموضوع ...طبعا أهلي أو بالأصح أمي وأخواتي رفضوا هذا الموضوع نهائيا ووالدي لم يظهر موافقته أو رفضه ...كانت أمي وأحيانا أخواتي يقولين لي بإن هذه الخطبه لن تتم حتى لو كنت أنا موافقه وأنهم هم المسؤلون عني وأن لادخل لي بهذه الخطوبه نهائيا ..طبعا لا أخفيكم علما أني تعلقت بإبن عمي وأحببته لدرجة الجنون ..لكنه لم يعلم بذلك وحتى أهلي كذلك ..توالت محاولات إبن عمي البائسه في معرفة رأي والدي وأهلي ولكن أبي لم يعطيهم ردا واضحا ...يعني لم يقل لهم نعم أو لأ..وهذا زاد في تعلقي بإبن عمي وتعلقه هو الاَخر بي ...ومازاد الطين بله أن في خلال هذه الفتره كان يتقدم لي الكثير من الشباب للخطبه وكان والدي يرد عليهم \"البنت لولد عمها\"وكان هذا الكلام يصل لإبن عمي ويزيده أملا في أن هذا الموضوع سينتهي بخطوبتنا ..ولكنه كان يلاقي العكس مما كان يسمعه..حاول وحاول خلال سنتين ..ولكن الوضع بقى على ماهو ..الإ أن تخلى عن الموضوع ولكن بقلب كسير ...سافر بعدها إلى قريتنا وجلس هناك وحده لفتره طويله ..وطرأت عليه الكثير من التغييرات ..حيث أصبح منعزلا عن الناس يجلس لوحده أغلب الأوقات ..لم يعد يهتم بشكله ومظهره ..وبدأ يكتب أشعارا وخواطر ...طبعا أنا تلوعت وأحترقت بنفس القدر الذي حصل له ولكني أدركت أن هذا هو نصيبنا من الحياة وأيقنت بحديث الرسول صلى الله عليه وعلى اَله وسلم فيما معناه .\"من ترك شيئا لله عوضه الله بأحسن منه\" ولكن مافي القلب بقي محفورا...مرت الأيام وتناسيته إن صح التعبير وركزت أكثر في دراستي حتى تخرجت من الثانويه العامه ولله الحمد ... طبعا قبل فترة 3 أشهر تقريبا قرأت أشعاره اللتي كتبها وكانت كلها مرسله لي وكانت تحوي من الألم والجرح والحرمان ..أحسستها مثل الخناجر في صدري ..وحنيت إليه كثيررررررا حتى إني أفكر فيه كل اليوم ولا يشغل بالي سواه ....هو مازال متعلق بي ..وأنا كذلك .. أنا أريده زوجا لي ولكن أهلي لايريدون ذلك ...حاولت في مرة من المرات أن ألمح لوالدتي عن رغبتي في أن يكون زوجا لي فكان ردها إن كانت هذه رغبتي فلا مانع لديهم ولكنهم سوف يتبرأون مني ولن يعطوني الوجه ولا الإهتمام الذي تحظى به أخواتي المتزوجات ..وأنا لا أريد أن تتم الأمور بهذه الطريقه ..أريد الرضى من الطرفين ولكن عقلية أهلي هكذا مهما حاولت ومهما تكلمت .. الان لم يعد إبن عمي قادرا على التقدم مرة أخرى خوفا من الرد الجافي له ...أهلي لم يكلفوا على نفسهم عناء سؤالي إذا كنت أريد أم لا ..أعلم أن إبن عمي ليس ملاكا وأن لديه عيوب لكن الأشياء الأجمل أكثر ..أهلي يرون الجانب المظلم منه وأنا أرى الجانبين ..... أنا أريده وحبه مازال بقلبي ..ولأكون صريحه لا أتخيل نفسي أن أكون زوجة لغيره ..أريده هو بكل مافيه ..أريده هو .. أرجوكم أسعفوني بالرد والنصيحه فأنا على نار ولهيب وأحترق شوقا وعذابا في كل نفس ولحظه أعيشها .. والعفو منكم على الإطاله وجزيتم الخير سلفا ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك . .
أخيّة . . .
قرار الزواج هو من أهم وأخطر القرارات التي يتخذها الشاب في حياته سواء ( ذكرا أو أنثى )
لأنه قرار في منعطف حياة جديدة تختلف عن الحياةالتي قبله .
وحسن الاختيار هي الخطوة الأهم في بناء الاستقرار بين الطرفين في مستقبل الأيام ..
وهنا أوصاك حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " ..
فالأساس في الاختيار ينبفغي أن يوقم على ( حسن التديّن مع حسن الخُلق ) فذلك ما تبنى عليه الحياة في مستقبل الأيام . . .
الاختيار العاطفي ينبغي أن يضبط بـ ( العقل ) و ( التعقّل ) و ( الحكمة ) . . وينبغي أن تدركي أن طبيعة العلاقة في الحياة الزوجية تختلف كثيرا عن طبيعة العلاقة التي تكون قبل الزواج .. المشاعر تختلف كثيراً في الحياة الزوجية عن المشاعر والخواطر التي تكون قبل الزواج . .
يعني لا تضخّمي سقف التوقّع عندك حتى لا تنصدمي بالواقع ..
الواقع فيه مسؤولية فيه تحديات وتبعات . . ووجود هذه المسؤوليات والتبعات تزاحم هذه المشاعر والعواطف . .
أخيّة . . .
تكلّمي مع والدتك . .
لماذا هي رافضة لهذاالشاب ؟!
افهمي منها ما هي نظرتها ووجهة نظرها . . وتأكّدي أن والدتك مندفعه بدافع الحرص عليك فأنت مهما يكن ( ابنتها ) فلا تظني أن بينها وبينك شيئا حتى تقف في طريق مستقبلك .. لكن هي لها نظرة مدفوعة بحرص الأمومة . .
افهمي منها . .
تكلّمي معها بهدوء . .
ثم تكلّمي مع والدك . .
في الموضوع .. افهمي منه وجهة نظره . .
واعرضي عليهما رغبتك وحاجتك . .
واستمعي إليهما بروح الفتاة التي تبتغي أن تقف على الصواب لا بروح الفتاة التي لا ترى إلاّ رؤيتها فقط ورغبتها فقط !
أخيّة . . .
الانسان بخير وبحبوحة من أمره حين يفتح لنفسه تعدد الخيارات بدل من أن يحصر نفسه في خيار واحد لا يرى نفسه إلاّ من خلال هذاالخيار أو الاختيار !
ثقي أنه لو كان مكتوبا لك فإنه لن يكون إلاّ لك .. لأن " الله غالب على أمره " .
وإن لك يكن من صيبك فإنه لن يكون ولو بذلت كل وسيلة وسبب .
والهل تعالى يقول : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
تأكّدي تماماً أن الزواج ( رزق ) مقسوم . . وما كتب لك من الرزق سوف ينالك وتناليه .
أكثري من الاستغفار مع الدعاء ..
وثقي بربّك .. .
وتفرّغي لحياتك . .
وفي نفس الوقت لا تفتحي على نفسك ثغرة لزيادة التعلّق .. فلا تتابعي أخباره ولا تقرئي خواطره . . حتى تستطيعي أن تختاري قرارك بهدوء ، وفي نفس الوقت لتعيشي حياتك بهدوء بدون أي ضغوطات نفسيّة . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني