في البداية أتقدم لكم بالشكر الجزيل على ما تقدمونه في هذا الموقع من نصح وأرجو من الله العلي القدير أن يجعله في موازين حسناتكم مشكلتي تتلخص في الآتي:- تقدمت للزواج من أحد قريباتي وكانت ولله الحمد والمنة على قدر من الجمال والخلق والدين وطيبة وحنونة وأكثر من ذلك أنها تحبني وأحبها لكن بعد مرور الأيام وبعد أن رزقنا الله بالابن الأول جاء والحمد لله معاقا في المخ وقلت الحمد لله كله من الله ولا راد لعطائه ورزقت بعده ببنت كانت أحسن من أخيها والحمد لله ولكن عند زيارتنا للدكتور لزيارة الطفل السليم نصحنا بعدم إنجاب الأطفال بعد هذه البنت وقال احتمال أن يأتي كل مولود معاق بحكم قرابتي من الزوجة.... ولكن تركنا نصائح الدكتور وعلى ما يقولون خليها على الله غير أن كلامه كان فيه شي من الصحة خصوصا بعد مجي الطفلة الثالثة والذي كانت معاقة في المخ أيضاً. حينها جلست أبكي على حظي وعلى مستقبل هؤلاء الأولاد في مجتمع كل شي فيه مادي واسودت الدنيا في عيني وأنقلب ذلك الحب جراح كلما تكلمنا فيها وكأنها سكاكين تنغرس في جسدي غير أنني رجل مؤمن فأتعوذ من الشيطان وأقول الحمد لله على عطاياه لما أرى من هم أسوأ مني أحمد الله على ذلك وأتحسر بحسره لا يعلمها إلا الله حينما تتم زيارة أخواني وأطفالهم إلى بيتي. ولكن مع هذه الوضع وزوجتي الصابرة تصبرني وأرى في عينيها دموع تخفيها وأخرى تنزل رغم عنها وهي تقول هل تريد أن تتزوج لتنجب طفل يحمل اسمك ويكون سليما؟ أنا لا أمانع تقولها وكأن سكينة مغروسة في قلبها وأنا أعرف أنه ليس من قلبها. غير أنني بقيت في حيرة من أمري ودخلت إلى مواقع الزواج وأنا لا أهتدي إلى شيء كوني أول مرة أبحث عن ذلك لعلي أن أجد حل لمشكلتي حتى اهتديت إلى موقعكم وتوسمت فيكم خير لمعاناتي وطرحها عليكم لتنصحوني بما ترونه حلا لمعاناتي هل ما أقوم به صحيحا وهل فكرة الزواج من ثانية والحال ما ذكر ستحل مشكلتي؟ وأخوف ما أخافه فتح البيت الثاني لأنني موظف براتب ضعيف و أعرف أن ذلك يفتح بابا كبيرا لزيادة مصروفاتي أفيدوني بحل وبنصحكم بارك الله فيكم..... أخيكم / الحيران
أخي الكريم / سالم
سلّم الله قلبك من الهمّ والحزن وأعطاك من خير ما تتمنى في عفو وعافية..
أخي الكريم..
كم هي والله بشرى ورحمة لو يستشعر الإنسان ذلك في أقدار الله عليه، فإن المؤمن الصادق هو الذي ينظر إلى حكم الله وقدره وقضائه بعين الرحمة والاستبشار بالخير مهما ظهر في هذه المصيبة والبلاء من التعب والمشقة لكن ذلك في حقيقته رحمة وخير للعبد، لأن الله جل وتعالى خلق خلقه وهو أعلم بهم وأرحم بهم ورحمته وسعت كل شيء.
وتأمل معي هذه البشارة التي يبشرّك بها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه."
فما قيمة الحياة والمال والأبناء والزوجات في مقابل نعمة الإيمان ونعمة الفوز برضا الرحمن والقدوم عليه جل وتعالى طاهراً نقيّاً؟!
صحيح أن النفس جبلت على حب الأبناء والسعادة بهم فهم زينة الحياة كما وصف الله بقوله: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} وقال: {زُيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين..}
لكن يبقى أنهم زينة وهم هبة الله تعالى لعبده وعلى العبد أن يقبل هبة الله له وأن يصبر على ذلك فإن السخط والجزع لن يشفي له مريضاً ولن يزيده إلا وهناً وهمّاً وغمّاً، والإيمان والرضا ما يزيد المؤمن إلاّ يقيناً واطمئناناً وسعادة في الدنيا والآخرة: {إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
أخي الكريم...
كم والله أُكبر فيك وفي زوجتك هذا الإيمان والرضا والصبر الذي عاقبته المسرّة والفرج - إن شاء الله - طال الزمن أم قصر.
نصيحتي لك أخي الكريم:
- أن تسعى أنت وزوجتك للعلاج إن كان في ذلك مجال عسى الله أن يدفع عنكم هذا البلاء بحسن النية والقصد وحسن التعلق به جل وتعالى.
- أيضا أن تسعى إلى علاج أبنائك إن كان ذلك متاحاً وممكناً.
- بالنسبة للإنجاب لعلك تتوقف الآن عن الإنجاب حتى تطلب العلاج ما أمكنك لذلك سبيلاً، واعلم أن من أهم العلاجات قبل علاجات البشر هو علاج الدعاء وحسن الابتهال إلى الله والتضرّع إليه.
- الزواج من ثانية والحال هذه قرار منطقي، لكن ينبغي عليك أن تنظر حالك وواقعك وهل في مقدورك فتح بيت آخر مع الحفاظ على ودّ الزوجية بينك وبين زوجتك الأولى.
- لك أن تنظر هل هذه الإعاقة تحدث بينكما لكونكما قريبين من بعض، أو أن ذلك متعلق ببعض الأمراض الوراثية والجينات سواء عندك أو عند زوجتك، فإن كان الأمر فقط لكونكما قريبين من بعض بحيث لو انفصلتما عن بعض تحسّن الحال في الأبناء فهنا لا بأس من أن تفترقا وتثقا بوعد الله لكما بالغنى والتوسعة كما وعد في قوله: {وإن يتفرقا يغن الله كلاًّ من سعته..}
أما إن كان الأمر متعلق ببعض الجينات وأن أحدكما يحمل هذه الجينات الوراثية فليس لك إلا الصبر وحسن التعلق بالله والثقة به والمحافظة على الودّ بينك وبين زوجتك وإن أمكنك فتح بيت آخر فهو حسن.
من المهمّ يا أخي الكريم أن لا يشغلك هذا البلاء عن أن تفيض بمشاعر الحب والحنان تجاه زوجتك وأن تجتهدا سوياً في إسعاد بعضكما بحسن التبعّل والعشرة بالمعروف.
أسأل الله العظيم أن يفرج همّك وأن يعطيك وزوجتك من خير ما تتمنون في عفو وعافية..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني