زوجة ثانية .. وأنانيّـتي في زوجي سببت لي المشاكل!

 
  • المستشير : زوجة محتارة
  • الرقم : 1995
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 14118

السؤال

انا انسانة متزوجة منذ ثلاث سنوات لدي طفلتان عمري27 سنة زوجي يكبرني بـ 15 سنة متزوج من اخرى قبلي لديها خمسة اطفال المشكلة انا غيورة انانية لدرجة الجنون حبي لزوجي يسيطرعلى تفكيري وهو يحمل الشهادة الثانوية لا افكر سوى كيف امتلكة كيف أجعله يحبني ولكن لم استطع السبب كثرة المشاكل بينا وعدم التفاهم في امور كثيرة حتى في صنع الشاي انا ام احب بناتي لا اريد ان تتأذى احداهن بالضرب حتى لوكان من أبيهم ولكن لا فائدة اصبح يتملل مني لم نعد نستطيع العيش معا تركت عملي كمعلمة واستقريت بالبيت من أجله هو وبناتي ولكن دائماً يراني بعين الطفلة التي ستكبر غدا ولكن يعاود ويقول مللت ولم اعرف ماهو الطريق الانسب للتعامل معك ؟! مللت من حياتي حاولت الانتحار مرات عديدة ولكن نجوت باعجوبة لكن ماهو الحل ؟! الطلاق مستحيل لا استطيع العيش بدونه يفضل زوجته الأولى بالعقل عني ولكنه يحبني وهذا الشي الذي اتاكد منة لاني زوجة وافهم بس ماذا افعل اريد حلا ياناصح لا اريد امثال كنا واصبحنا اريد حلا حياتي سوف تنتهي ارجوكم ساعدوني والله اذا طلقني سوف ياخذ بناتي ولن يفكر بي وخاصة ان اهلي يعيشون بمدينة بعيدة عن بيتي تعبت ماذا افعل؟؟؟

22-01-2011

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .
 وحقيقة أخيّة أهنّئك على هذه الروح الشفّافة والصادقة مع نفسك ، وروح الحب الذي تكنينه لزوجك وبناتك . .

 أخيّة . .
 المسألة ليست مسألة ( امثال ) و ( كنّا ) و ( أصبحنا ) . .
 المسالة مسالة . . أنك تبحثين عن ( حل ) . .
 ومن يبحث عن ( حل ) فمعنى ذلك أن عنده استعداد للعمل والتغيير  دون أن يفرض امام نفسه أي قيود او عوائق ..
 ودائما اي ( حل ) يحتاج إلى ثمن . .  وبعض المشكلات ( ثمنها ) قد يكون فيه نوع من التضحية والتعب والبذل والعطاء . .
 هذه الأمور لابد أن توطّني نفسك عليها ..
 الاستعداد  للتفهّم . .
 الاستعداد لبذل الثمن . .

 أخيّة . .
 نخطئ كثيراً .. حين نتوقّع  اننا سنكون سعداء إذا تغيّرت الأمور أو الظروف من حولنا . .
 يخطئ الفقير الذي يعتقد أن سعادته  ستكون غذا كان غنيّاً !!
 وكل شخص يعتقد أن سعادته مرهونة بتغيّر الحوال والظروف من حوله سيبقى تعيساً  لأنه وبكل بساطة .. ربط سعادته بالأشياء التي لا يمكنه التغيير فيها !
 إذن . .  سعادتنا تكمن في ( دواخلنا ) .. ولا يمكن أن نشعر بالسعادة إذا لم نشعر بها من دواخلنا ونصنعها في دواخل أنفسنا وليس في الأشياء من حولنا  . .
 هناك الكثير من الأغنياء يعيشون في القصور والبهرجة لكنهم لا يشعرون بالسعادة . .
 لأنهم صنعواالسعادة في الأشياء من حولهم ولم يصنعوها في أنفسهم .

 أخيّة . .  .
 اتفقنا إذن أن السعادة تبدأ من ذواتنا ودواخلنا ...
 إذن تعالي نفتش في أنفسنا ماهي الأشياء التي تؤثّر على مستوى شعورنا بـ ( السعادة ) !
 أنت تقولين في رسالتك أنك ( غيورة أنانية لدرجة الجنون ) ( لا أفكر سوى كيف امتلكه ) !
 المشكلة إذن هنا . .
 إذا اردت السعادة لنفسك .. فهذا طرف ( الخيط ) أن تغيّري أنت من مشاعرك  وتضبطي  وجدانياتك . .
 زوجك يحبك  .. وأنت تدركين ذلك ( كما تقولين ) . .
 إذن المشكلة ليس في أن زوجك ( ملّ ) منك .. ولا في عدم التفاهم .. ولا في انه يراك بعين الطفلة !
 وذلك لأن سلوكيات زوجك ربما هي ردّة فعل  تجاه ( أنانيّتك ) و ( إفراطك في الغيرة ) وشعوره بأنك تريدين ( امتلاكه ) !
 لأن الرجل بطبعه - أي رجل - لا يحب أن يشعر بأنه مملوك أو محاصر أو أنه وقف لزوجته أو لأي أحدِ ما !
 هذا طبع ( الرجل ) وكل رجل أنه لا يحب الشعور بالمحاصرة والامتلاك !
 الحل إذن يا أخيّة يبدا من أن تفكّري بجدّيّة وبخطوات ايجابيّة في ضبط ( غيرتك ) و ( أنانيّتك ) .
 وحين تعتقدين أن الحل يكون في تغيّر الأشياء من حولك .. فصدقيني  لن تنتهي مشكلتك .
 حتى ولو ظفرت بزوجك ، ولو كان زوجك أنت فقط وليس له زوجة أخرى .. فإنك على وشك أن تخسرينه ما  دامت هذه المشاعر في نفسك لم تنضبط !
 هناك زوجات تطلقن من أزواجهم وأزواجهم غير معدّدين .. والسبب  ( الإفراط في الغيرة ) .
 إذن الحل ليس في أن تتغير الأمور من حولك ..
 الحل في أن تغيّري أنت من نفسك ..
 لأنك وبكل بساطة تستطيعين - ولو بجهد ومجاهدة - أن تغيّري في نفسك ، لكن لا تستطيعين أن تغيّري  في الأشياء من حولك !
 ليس في قدرتك أن تُنهي زوجته الأولى !
 ليس في قدرتك أن تغيّري مشاعره  سواء نحوك أو نحو زوجته الأولى !
 لكنك تقدرين أن تغيّري في نفسك ..
 
 أخيّة . .
 اسمحي لي أن أسألك ..
 ولماذا ( الأنانيّة ) و ( الإفراط في الغيرة ) ؟!
 لأجل أن يحبك ؟!
 أو لأجل أن تمتلكيه أنت فقط .. ولا عبرة هل يحبك أم لا ؟!
 إذا كان لأجل أن يحبك .. فثقي تماماً أنه يحبك حين يشعر منك  بالتقدير واحترام  حياته واهتماماته ..
 ثقي تماماً أنه يحبّك .. حين لا يشعر بمحاصرتك له ولشعوره .. لأنك بذلك تعاكسينه في الاتجاه !
 
 مّأ إن كانت غيرتك وأنانيّتك فقط لأجل أن تمتلكيه ولا عبرة هل يحبك أم لا .. ففي الحقيقة لا أعتقد أن الحياة ستدوم لك على رخاء .. لأنك ستبقين في صراع مع نفسك ومع واقعك .

 ثم أخيّة . .
 إن كانت غيرتك لأجل أن يحبك . .
 فتأكّدي وثقي أن ( الحب ) رزق مقسوم .. ألم تقرئي قول النبي صلى الله عليه وسلم في زوجته خديجة رضي الله عنها : " إنّي رُزقت حبها "  .. فالحب ( رزق ) ..
 وكل إنسان قد كتب الله له رزقه  قدره ووقته من يوم أن كان في بطن أمه .
بمعنى أن رزقك من ( الحب ) قد كتب لك من يوم أن كنت في بطن أمك .. مما يعني أن وجود زوجة ثانية في حياة زوجك لا يعني أن رزقك سينقص ، كما أن امتلاكك لزوجك لا يعني أن رزقك من ( الحب ) سيزيد عن القدر الذي كُتب لك من يوم أن كنت في بطن أمك .
 إذن إذا كان ( الحب ) رزق مقسوم .. فلماذا الأنانيّة ؟!
 هل تعتقدين أن وجود هذه الزوجة يغيّر من مقادير الله تعالى التي كتبها الله لك مذ كنت في بطن أمك ؟!
 أرجوك أخيّة . .  أحسني الظن بالله .
 واملئي قلبك رضا بما كتب الله لك وقسمه لك  . .  ستكونين أسعد الناس بالرضا .
 وستجدين أن الأمور من حولك تتغيّر  بمجرّد ما إن تغيّري في نفسك ..
 اقرئي قول الله : " إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم " .
 لاحظي أن تغيير الأشياء لن تتحقق حتى نغيّر ابتداء ( ما في أنفسنا ) .

 أخيّة . . .
 السعادة والهدوء والاستقرار في الحياة الزوجية . .  تتحقق بالقرب وتحسين العلاقة مع الله .
 اسألي نفسك حين تجدين من زوجك نوعا من الملل أو التعامل الجافي ..
 اسألي نفسك .. كيف هي علاقتك مع الله ؟!
 إن طبيعة علاقتنا مع الله ستنعكس بالأثر على طبيعة العلاقة بيننا وبين الناس  ، وخاصة فيما بيننا وبين شريك الحياة ...
 فإذا وجدت جفوة أو فجوة بينك وبين زوجك .. فمباشرة راجعي علاقتك مع الله .
 ومن كان لله كما يحب .. أعطاه الله ما يحب .

 أسأل الله العظيم أن يصرف عنك السوء والفحشاء ..
 والله يرعاك ؛ ؛؛

22-01-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني