السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا امرأة مطلقة ابلغ من العمر 22 عاما منذ أن التحقت بالجامعة وتعرفت على النت وأنا في حالة يرثى لها من الضياع ارغب بالتوبة وأنا أم لفتاة مثل القمر ارتكبت من المعاصي والآثام الكثير والله ارغب في التوبة بدأت أصلي وأصوم الأسبوع كله تكفيرا لما ارتكبت من معاصي ولكن قلبي ميت فسرعان ما ينسى التوبة والله أريد أن أتوب وان يغفر الله لي لكن هذا القلب الميت يرفض العودة يرفض الخضوع فانا لا أحس بما يحسه التائب لا أحس بشي ماذا افعل أيها الناصح افدني.
الأخت الفاضلة/ بنت الإمارات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يردّك إليه ردّاً جميلاً وأن يشرح صدرك للإيمان وأن يزينه في قلبك وأن يبدلك حالاً خيرا من الحال الذي أنت فيه..
أما وإنك تشعرين بحرارة الذنب تشتعل بين الفؤاد, وتشعرين بأن برد التوبة يطفئ هذه النار المشتعلة فأنت إن شاء الله على خير عظيم.
أختي الفاضلة..
الذنوب والمعاصي هي محارم الله التي حذّرنا من الوقوع أو الولوج فيها، "ألا وإن حمى الله محارمه" وبقدر ما يعظم في قلب الإنسان تعظيمه لمحارم الله بقدر ما يكون أبعد عنها وأقرب إلى التوبة والطُّهر والصفاء والنقاء.
لكن المرء طالما وأنه بشر لابد وأن يقع أو يصيب من هذه الذنوب والآثام شيئاً!!
يقول صلى الله عليه وسلم: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون".. فالذنب والمعصية أمر مقدّر على العباد إن هم سلكوا أسبابها
وطرقوا دواعيها. وذلك من طبيعة الفطرة البشرية المجبولة على الضعف والنقص والتقصير والغفلة والنسيان.
لكن الله جل وتعالى جعل لعباده ما يمحون به أثر هذا الذنب وهذه المعصية وذلك بالتوبة النصوح والعودة إلى الله والاستغفار والانطراح بين يديه.
إن العيب كل العيب والذنب كل الذنب أن يقع الإنسان في معصية الله ثم هو لا يتحرّك في قلبه داعي التوبة والأوبة والإنابة إلى الله..
إن المعصية والذنب إنما قدّرها الله تعالى على عباده ليقع الأثر الشرعي لها وهو (الاستغفار) "وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون" وليس يذنبون فينسون ولا يستغفرون!!!
وذلك فضل الله على عباده أن شرع لهم ما تبرأ به نفوسهم من جحيم الذنب وشؤم المعصية.
ومهما بلغت ذنوب العبد، ومهما كثرت أو تكاثرت فإن الله تعالى أرحم بعبده إذا جاءه منيبا إليه باكيا خاضعا منطرحا بين يديه يقول: رب اغفر لي!!
وإن من رحمته جل وتعالى أنه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويتنزّل جلّ وتعالى في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا ويقول: هل من تائب فأقبله هل من مستغفر فاغفر له!!
فلو تأمل الإنسان سعة رحمة الله تعالى لما توانى أو تأخر في التوبة والاستغفار ولما وقع في اليأس والإحباط والقنوط من رحمة الله، قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53)
ورحمة الله إنما ينالها المتقون الذين يخشون ربهم ويخافونه ويعودون إليه ويتوبون من ذنوبهم، وليس أولئك المستهترين بمعصيته المستهينين بنظره جل وتعالى، قال تعالى: {.. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ} (الأعراف: من الآية156).
- يتقون باجتناب أسباب المعصية وإتيان أسباب الطاعة.
- ويؤمنون بآياته، مصدّقين بوعده ووعيده غير متهاونين ولا مغالين.
هؤلاء يستحقون رحمة الله.
ولعلك تتصفحين هذا الرابط:
أدب المعصية !!
أختي الفاضلة.. أوصيك بأمور:
- قاطعي الأسباب التي تدعوك إلى المعصية (هاتف - رقم - رسالة - انترنت - بريد الكتروني - صديقة..) المهم أن تقطعي سبب المعصية.
- ابحثي عن صحبة صالحة تدلّك على الخير وتعينك على نفسك.
- اجعلي جهاز الكمبيوتر في مكان عام من البيت حتى لا تضعف نفسك في خلوتك، واحرصي دائما على أن لا تكوني خالية بنفسك عند تصفّح الانترنت.
- فكّري في تربية طفلتك وتنشئتها نشأة صالحة، وثقي تماماً أن صلاح الوالدين له أثر في صلاح الأبناء في مستقبل حياتهم.
- انشغلي بأمور نافعة تفيدين بها نفسك وغيرك, كالمشاركة ببعض البرامج الدعوية الخيرية من جمع الصدقات وتوزيعها على الفقراء أو صلة الأرحام أو سماع الأشرطة الدينية أو القراءة والاستفادة أو نحو ذلك.
- أكثري من الصوم والصدقة كلما وقعت في الذنب، فإن الصوم والصدقة تزكّيان القلب وتلينه لذكر الله. والحسنات يُذهبن السيئات.
- عليك بقراءة القرآن وسماعه والقراءة في معانيه وتفسيره.
- كلما وجدت في نفسك داعي المعصية افزعي إلى الوضوء وصلاة ركعتين واسألي الله في سجودك أن يحميك ويدفع عنك كيد الشيطان.
- إن وقعت في الذنب وعاودت المعصية فلا تيأسي.. بل عاودي التوبة والإنابة.
فكما عاودت الذنب عاودي التوبة والإنابة، فإن الله يحب أن يسمع بكاء عبده وأمته تائبا منيباً خاضعاً، جاء في الآثار: يا آدم أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المنيبين، ذنب تذلّ بها لنا خيرٌ من طاعة تُدلّ بها علينا!!
وثقي تماما أن الله أرحم بك متى ما عدت إليه منيبة خاضعة، ومن المهم أن تصدقي في توبتك وعلامة الصدق ألتخلّص من أسباب الذنب ودواعيه والندم والعزيمة على فعل الطاعة.
- إن تيسر لك أمر الزواج فلا تمانعي من ذلك وابحثي عن من أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوّجوه.".
أسأل الله العظيم أن يهدي قلبك، وأن يطهر نفسك وأن يدفع عنك كيد الشيطان ورجسه ورجزه.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني