أنا رجل متزوج.... ومقاطع والد ووالدة زوجتي... سؤالي من لهم الأحقية في صلة الرحم؟ هل الوالدين والإخوان والأخوات فقط الرجاء عدد لي من هم بالضبط؟ وجزاكم الله خير

الأخ الفاضل عبد الرحمن سلّمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

قال ابن حجر في تعريف الرحم: "يطلق على الأقارب وهم من بينه وبين الآخر نسب، سواء كان يرثه أم لا، سواء كان ذل محرم أم لا، وقيل هم المحارم فقط، والأول هو المرجح؛ لأن الثاني يستلزم خروج أولاد الأعمام وأولاد الأخوال من ذوي الأرحام وليس كذلك. قال القاضي عياض: "ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة. قال: والأحاديث في الباب تشهد لهذا ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، و أدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، فلو يوصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعاً، ولو قصّر عما يقدر عليه وينبغي له، لا يسمى واصلاً". قال القرطبي: (الفتح 10/418: الرحم التي توصل عامة وخاصة، فالعامة رحم الدين وتجب مواصلتها بالتودد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، وأما الرحم الخاصة، فتزيد النفقة على القريب وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم، قال ابن حجر: "وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفاراً أو فجاراً فمقاطعتهم في الله هي صلتهم، بشرط بذل الجهد في وعظهم ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى". قلت: وقد جاءت الأحاديث بالإحسان إلى الرحم حتى ولو كانوا مشركين وقد بوّب الإمام البخاري رحمه الله وفي الصحيح باباً فقال: "باب صلة الأخ المشرك".. وذلك لعظم حقهم وفضل وصلهم. ولهذا فنصيحتي لك أن تحسن إلى والدي زوجتك وأن تغفر لهما زلاتهما إن ظهر منهم زلات. وأن تناصحهما بالأسلوب الأمثل والأحكم.