السلام عليكم ...نفع الله بعلمكم وزادكم من فضله ... لدى إبن بلغ من العمر 22 سنة ولله الحمد وهو أكبرهم ... متعلم وناضج العقل مقارنة بمن هو في سنة .. ولكن لديه مشكلة الثقه في نفسه بسبب طوله فهو قصير (ليس بالقصر المعيب) ولكنه يريد عمل عملية التطويل وقد إستشارني وحاولت إقناعه بأنه ليس بقصير المعيب له .وأن الله خالقه بهذه الصفات . ومع ذلك فهو متفهم للأمر ولكنه مصرّ بشدة لشئ في نفسه ..وأخاف عليه أن تصيبه عقدة نفسيه من ذلك لأنه يقارن بينه وبين الاخرين وزادت معه في الآونة الأخيرة . فهو يتجنب الأخرين بسبب ذالك ...فسؤالي ماهو الحكم الشرعي في العملية ؟ وماهي نصيحتكم لي في ذالك ؟ لأني لا أريد أن أخصر صراحته معي فيما يخصه ومشاكله التي تحدث له ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصلح لك في ذريّـك وان يجعله قرّة عين لك . .
وهنيئا لك هذا الاحساس الأبوي ، والشفافيّة في العلاقة بينك وبين ابنك . .
أخي الكريم . .
العمليات التجميليّة تنقسم غلى قسمين :
- عمليات جمليّة ( ضروريّة حاجيّة ) كإزالة عيب أو إصلاح تشوّه أو رتق فتق أو نحو ذلك .
فهذه العمليات مما تدعو إليه الضرورة . وهي جائزة .
- عمليات تجميل ( تحسينيّة تكمليّة ) يقصد مها فقط زيادة التحسين والتجميل .
والعمليات من هذا النوع هي التي لا يجوز للإنسان عملها لأنه نوع من تغيير ( خلق الله ) تعالى . ومن هذا النوع ( عمليات تطويل القامة ) . فتطويل القامة أمر تحسيني وليس ضروريّاً . . وقد ورد النهي الشديد عن تغيير خلق الله تعالى . قال تعالى : " إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً* لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً "
ولاحظ الترهيب في قوله ( فقد خسر خسراناً مبيناً ) ..
فإن الإنسان قد يقصد بهذا التغيير تحسيناً وتجميلاً فلربما انقللب الأمر عليه فصار كما وصف الله ( خسر خسراناً مبيناً )
ولذلك من الجيد أن تتصارح مع ابنك في هدوء ..
اسأله : لماذا يريد أن يعمل العمليّة .!
اسأله ما هو مرجعه في الاقدام أو الإحجام ؟!
هل مرجعه رغبته النفسيّة أم الشرع ؟!
اسأله ماذا لو انك فعلا قمت بعمل العمليّة ولم تنجح أو صارت لها آثار جانبيّة أخرى ؟!
بيّن له حكم الشرع . .
ذكّره أن قيمة الإنسان ليس في شكله أو جسمه .. لأن الشكل والجسم واللون لا يد للانسان في اختياره لنفسه .
لكن له يد في أن يختار لنفسه العلم والمعرفة والتميّ. والابداع والانجاز . .
دعّم كلامك بقصص بعض المتميزين من المصابين بإعاقات بدنية عضوية ( كالصم والبكم ) و بعض فاقدي البصر . .
افهمه أن هذه هي القيمة الحقيقية للانسان ..
لأن الانسان قد يمرض فيسقط جسمه وقد تصيبه أمور لا يد له فيها ... فربما ينتهي الجسم والجمال والصورة لكن تبقى القيم الحقيقية ..
ذكره أن الشيخ ابن باز رحمه الله كان أعمى !
ومع ذلك قبضت روحه ولكن لا يزال هو حيّأ بينكم بعلمه وذكره والترحّم عليه . .
اجعله يقرأ في سير المتميّزين ..
وحاول ان توجّه اهتمامه لهذا الجانب . .
بيّن له أن الخير كل الخير في ( الرضا عن الله ) . . وأن الخسارة كل الخسارة في السخط والجزع والمخالفة .
واتلُ عليه قول الله : " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون "
أنت ايضا ساعده على أن يكون مبدعا منجزاً ، فما دام أن عندك الاستعداد لدفع تكاليف عملية جراحيّة فسخّر هذاالمال في إشراكه في دورات مهنية تدريبية تقنية تعليمية أو نحو ذلك .. اجعله يشعر بقيمته من خلال انتاجه وعطاءه . . وساعده على الانتاج والعطاء .
والله يرعاك .؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني