السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل الله تعالى أن يمدكم بتوفيقه وإعانته وتسديده ، أيها الإخوة أحتاج إلى مشورتكم في موضوع زواج بزوجة ثانية وذلك لما يلي: 1ـ زوجتي مريضة مرض مزمن وخطير ولم أعلم به إلا بعد الزواج وهذا المرض يتكرر عليها من ناحية الشدة وعدمها إلا أنه لا ينفك عنها غالبا وأسأل الله لها الشفاء . 2ـ في حين مرض زوجتي وقرة عيني تذهب إلى أهلها وتجلس ما يقارب الشهر والشهرين وأنا أعذرها في ذلك فهي لا تستطيع القيام بالبيت فضلا عن الزوج والأبناء . 3ـ يعلم الله وحده حبي لها ومدى حرصي على شفائها ولم أدخر في ذلك وقتا ولا مالا ولكن الأمر ليس بيدي ولا بيدها إنما هو الله سبحانه وأسأله شفاء لها عاجلا . 4ـ تبين أن الزواج الثاني الذي أحتاج إلى مشورتكم فيه ليس سببه عدم حبي لها أبدا ولكن أنا رجل احتاج ما يحتاجه الرجل ناهيكم عن طبيعة عملي في المحكمة وما يرد علي من النساء فيه. 5ـ أعلم أن من واجبي وحق زوجتي علي الوقوف معها في مرضها وهذا ما أحرص على القيام به ولكن زواجي الثاني لن يمنع من ذلك إلا أن يشاء الله تعالى . 6ـ أخشى ما أخشاه هو أن يزيد زواجي بزوجة آخرى مرض زوجتي وهذا ما يجعلني أتردد كثيرا. وهو شيء متوقع طبعا. 7ـ زوجتي الأولى صغيرة في السن عمرها ما يقارب 22 سنة ولدي منها ابنان . 8ـ أن في زواجي الثاني تخفيفا عن زوجتي الأولى لو تفهّمت ذلك . 9ـ الأهم من ذلك كله هو أن جنس الرجل بحاجة إلى من يرد عليه الصوت و ينظم ويرتب أموره من مأكل ومشرب وملبس وسكنى وهذا ما أفقده كثيرا لا سيما إذا كانت زوجتي تتردد كثيرا على أهلها كما بينت سابقا 10ـ أخيرا أيها الأخوة أليس الله سبحانه أعلم بعباده من أنفسهم ؟! بلى والله وشريعته أحكم شريعة فانظروا لو لم يجز التعدد في الإسلام ماذا عساي أن أصنع وأفعل بمثل هذه الحالة . اختم بأني ولله الحمد والمنة وأسأله الثبات حتى ألقاه لا أنظر إلى النساء لا في شاشة أو جريدة أو مجلة أو انترنت وانا حافظ لكتاب الله وإمام لمسجد وأجتهد في طلب العلم الشرعي . فما تنصحونني حيال ما قلت مأجورين مشكورين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . ..
وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك ودّا ورحمة وأن يشفي زوجتك ومرضى المسلمين والمسلمات ..
أخي الكريم . .
الزواج من أولى وثانية وثالثة ورابعة حق مشورع للرجل متى ما كان ( قادراً ) و ( صالحاً ) لذلك .
والله تعالى شرع التعدّد لحكم عظيمة لأنه أعلم بحال عباده وما قد يصيبهم وما يكون من شأنهم .
ومعنى أن ( التعدّد ) شريعة من شرائع الإسلام .. فذلك يعني ( التعظيم ) لهذه الشريعة وقدرها حق قدرها ومراقبة الله فيها وأن لايتخذها الانسان ذريعة فقط لتحقيق مصالح ذاتيّة لا أكثر من ذلك ..
بل حقها التعظيم بمراقبة الله تعالى في اليام بحق هذه الشريعة وما تلزمه من آداب وحقوق .
أخي ..
الزواج على أنه محل للسكن وقضاء الوطر ... إلاّ أنه في المقام الأول ( عبادة ) و ( مسؤوليّة ) .
وهذا يعني أن المسؤوليات والتبعات إذا كثرت على الانسان قلّلت من حجم المتعة ( الغريزيّة ) لأن هناك ارتباط بين الهدوء النفسي .. والمتعة الغريزيّة . .
ومعنى أنك تتزوج بثانية .. لا يعني أنك إن وجدت معها الاستقرار الغريزي فإنك ستجدها كاملة من كل جهة بل فيها من النقص والعوج الذي هو من طبيعة الأنثى ما يعني مسؤوليّة إضافيّة .
لذلك قبل أن تقرر قراراً في منعطف خطير من منعطفات حياتك ينبغي عليك أن تكون أشمل في نظرتك لحياتك المستقبليّة أوسع من مأكل ومشرب وملبس وفراش .. هناك زوجة تحتاج إلى رعاية صحيّة ، هناك ابناء هناك زوجة ثانية لها حقوقها واحتياجاتها . . هناك ( ارحام ) سواء من جهة الزوجة الأولى أو الثانية ..
فكّر بهدوء .. ثم قرر .
أخي . .
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه : " ما من داء إلاّ وانزل الله له دواء علمه من علمه وجعهله من جهله " فانظر أيّ الأمرين - على صعوبته - أسهل أن تتحمّل تبعات معالجة زوجتك وتسعى في ذلك حتى يكتب الله لها الشفاء ، أو أن تتحمل تبعات زوجة ثانية مدى عمرك . . ؟!
ثم يا أخي .. لماذا تذهب بها عند أهلها كل هذه المدّة .. كن قريبا منها .. واجعلها قريبة منك .
حتى في مرضها كن منها قريباً . . ولتكن في بيتك ولا تُكثر على أهلها بمسؤوليّتها .. فهم قد يُحرجون منك ومنها كون أنها ابنتهم .
غيّر من طريقة تعاملك مع مرضها . . وتعاطى مع الواقع بإيجابيّة لا بهروب .!
أكثر لنفسك من الدعاء مع الاستغفار ...
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني