صديقتي متزوجة عمرها 25 ولها ولد واحد من زوجها.. بداية قصتها أنها لا تحب زوجها.. ونتيجة لعدم حبها له فقد بدأت علاقتها بشاب تعرفت عليه عن طريق الشات والدردشة، جيث تعرفوا على بعضهم وكثر التواصل بينهم عبر الايميل والمسنجر صوت وصورة في بعض الاحيان. في يوم من الأيام وبينما انا معها في كلام صريح حدثتني عن علاقتها بهذا الشاب .. فنصحتها وهددتها بالفضيحة وبعقاب الله تعالى خاصة انها متزوجة، فاقتنعت وعزمت على ترك هذا الشاب. اخبرت هذا لشاب انها ستتركه. فهددها بفضحها حيث انه قد سجل بعض المقاطع التي جرت بينهما بالكاميرا. فخافت من ان يفضحها وعدلت عن تركه، مع العلم انه هذا الشاب من دولة اخرى غير الدولة التي هي ساكنة فيها. فنصحتها مرة اخرى وقلت لها قولي له زوجي عرف باللذي صار بيننا (علما بأن زوجها لم يعرف) ولكن كانت خطة منا ليتركها. فاستحلفها بالله ان تقسم ان زوجها واهلها عرفوا . فأقسمت يمين انهم عرفوا وهم لم يعرفوا وانما كانت تريد ان تتركه وتتخلص منه. حيث اخبرها انها اذا لم تحلف وتقسم اليمين ان اهلها عرفوا بما صار بينهما سيفضحها او تستمر معه في العلاقة. هذه القصة شيخنا والان نأتي إلى السؤال.. ما حكم يمينها الذي حلفته؟ علما بأنها مضطرة ان تقسم اليمين خوفا من الفضيحة وفرحا بتخلصها من الشاب؟ هل تعتبر مكرهة في يمينها ام لا؟ وما هو حكمها ؟ افيدونا جزاكم الله خيراً الايميل المسجل ايميل زوجي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يطهر القلوب ويملأها حبا وتعظيماً له . .
أخيّة . . .
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : يارسول الله إني أريد الطلاق من زوجي .
فلما سألها عن السبب قالت : إنّي أكره الكفر بعد الإسلام . . وتصف أن زوجها كان رجلاً دميم الخلقة قصير القامة ولا تجد في نفسها حبّاً له . . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " تردين عليه حديقته " ففعلت .
المقصود من هذه القصة .. أن نتأمل قولها ( إنّي أكره الكفر بعد الإسلام ) هي لا تقصد الكفر الذي هو عبادة غير الله . . لكنها تقصد ( كفر النعمة ) فتخون زوجها أو تتعامل معه بطريقة لا يحبهاالله تعالى .
فرأت أن السلم لها أن تتطلّق منه وكانت هي المسؤولة عن قرارها هذا .. ولم يقترحه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما كان القرار اختيارها .
والعبرة في القصة ليس طلاقها ..
إنماالعبرة في أدبها وصيانتها لحق زوجها ومن قبل حق ربها في العفّة والحياء ومراقبة الله تعالى .
هذه الأخت . . عدم شعورها بالحب لزوجها لا يبرر لها أبداً أن تخون زوجها !
ولو سألتها . . هل ترضى هي لزوجها أن يخونها حتى مع عدم حبها له ؟!
أعتقد أن أي زوجة عاقلة لا تحب ولا ترضى من زوجها الخيانة . . فكيف تخونه من ورائه ؟!
أخيّة . .
مثل هذه الخيانات سرعان ما يكشف الله أصحابها إذا لم يتوبوا بصدق .
فإن الله يمهل ولا يهمل ، وخيانتها هنا ليس على نفسها فحسب بل خيانتها ينجرّ شؤمها على زوجها .. إذ من هذا الزوج الذي يرضى أن تظهر زوجته للناس عارية أو شبه عارية ليراها الغريب !!
يالله . . كيف استطاعت هذه الزوجة أن تحتمل أن تكون مكشوفة لغير زوجها الذي هو حلالها ومحل وطرها وسكنها !!
ثم تأمّلي كيف كان عاقبة المعصية . .
الخوف والوجل والشؤم والشعور بالذلة والاضطرار إلى أن تنتقل من منكر إلى منكر !
فمرةّ خيانة ومرة في مين غموس !
ثم العجب .. كيف خافت هذه الزوجة من رجل حقير أن يفضحها وهو لا يملك من أمر نفسه شيء .. ولم تخف من فضيحة الله تعالى الذي بيده أمر كل شيء ، مع أن الله الذي بيده كل شيء سترها ولا يزال ومع ذلك خافت من بشر ولم تخف من رب البشر ؟!
أخيّة . .
الحلف بالله كذبا على أمر ماض وهو عالم أنه كذب .. تسمى اليمين الغموس .
يعني اليمين التي تغمس صاحبها في النار . . وهي من كبائر الذنوب عند الله .
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس " .
ولا يجوز للإنسان أن يحلف بالله تعالى كاذباً . . لأن القسم تعظيم ومن سوء الأدب مع الله أن نعظّمه على كذبة نكذبها .
لكن إذا وقف الانسان موقفا مضطراً يحتاج فيه إلى الكذب فليعرّض .. وليحلف معرّضا متأوّلاً ..
كأن تقسم هذه الزوجة أن زوجها وأهلها يعلمون عنها هذاالأمر .. هكذا بإيهام ولا تفصّل ما هو الأمر وتقسم عليه . . روي عن سويد بن حنظلة قال، خرجنا نريد النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدو له فتحرج القوم أن يحلفوا فحلفت أنا أنه أخي، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "صدقت، والمسلم أخو المسلم" رواه أبو داود .
ما حصل من هذه الخت أمر مضى وانقضى ولا كفارة له إلاّ التوبة والاستغفار مع العزم على أن لا تعود لمثل هذا الأمر . . وتكثر من الحسنات . قال الله تعالى : " إن الحسنات يذهبن السيئات " .
سترك الله وكفاك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني