السلام عليكم انا في حزن شديد وأسال الله أن أجد الاجابة الكافية الشافية في موقعكم لدي ابنة عاشت معي 13 سنة وعمرها 13 وفجأة أخذها والدها ومنعها من الاتصال بي او زيارتي وأسكنها معه في المنزل لوحدها مع الخادمة,, ومن ثم وجدت وسيلة لرؤيتها عن طريق المدرسة فرأيتها في حالة سيئة جدا انا طالبت في المحكمة بأن تعيش ابنتي عندي ولكن لم تنتهي قضيتنا بعد,, والسؤال عن كيفية االتعامل الصحيح مع ابنتي في حال رؤيتها, هي مستائة جدا من معيشتها عند والدها وحالتها النفسية سيئة وأنا احاول أن أخفف من معاناتهاولكنها تبكي كثيرا لان والدها يسألها ويحقق معها كلما التقت بي في المدرسة ويضربها في حال تصرفت تصرفات خاطئة كيف اتعامل معها حتى لاتصاب بالامرض النفسية وهل سيحكم القاضي بأن تعيش معي.وانا غير متزوجة. ... وشكرا لكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يجبر كسر قلبك بلمّ شملك مع ابنتك وان يرعاها ويصلح الشأن . .
أخيّة . .
أكاد أقترب من شعورك كأم تجاه ابنتك ، ورحمتك بها وحرصك عليها . فإنّأ ندرك بالفطرة أنه لا أرحم في الخلق - عل وجه العموم - بالخلق أكثر من رحمة الأم بطفلها أو بانها أو ابنتها .
لكن أخيّة . .
مهما بلغت رحمتك بها فإنها لن تبلغ مبلغ رحمة الله تعالى بها . .
الذي خلقها هو ( الله ) . .
والذي قدّر وجودها بين أبوين منفصلين هو ( الله ) . . .
إنها لم يكن لها يد في أن تختار من يكون ( والدها ) ولا من تكون ( والدتها ) !
ولم يكن لها من دور في انفصال والديها . . !
كل ذلك جرى عليها بأمر الله تعالى وحكمه ..
وهو الذي وصف نفسه عزّ في علاه بقوله ( الرحمن الرحيم ) .
وقال : " الآ يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " .
إن مما يملأ قلبك اطمئناناً ، ويبدّد عنك كثيراً من مخاوف الهمّ وألم الحزن هو شعورك بمعيّة الله تعالى لها ورحمته بها . .
فلئن كنت طرقت أبواب ( المحاكم ) . . فاطرقي ابواب السماء ..
ابواب الرحمن الرحيم . .
اسألي الله تعالى لها الحياة الطيبة السعيدة . .
اسألي الله تعالى لها قرّة العين . .
اسأليه بإلحاح . .
اسأليها بيقين . .
والله تعالى ( يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) .
أخيّة . .
ما دام أن البنت الآن في بيت أبيها . .
فمن الأفضل أن لا تزيدي عليها من الضغط النفسي والشّ‘وري ..
ذهابك إليها في المدرسة يزيد من عامل الضغط النفسي عليها . . وفي نفس الوقت يقلل من درجات اليقين في قلبك فلربما تستعجلين المور وتضجرين من الدّ‘اء فتتركينه .
الأفضل لها ولك أن لا يكون بينكما لقاء .. إلاّ لقاء رسمي تحدده المحكمة أو يتحدّ> بينكما بالتراضي ..
كأن يذهب من أهلك من يطلب منه أن يكون للبنت زيارة لأمها ويكون ذلك بالتراضي والتوافق ، ولا باس أن تستعينوا بعد الله ببعض أهل الفضل في حيّكم أو من قراباتكم ممن يكون له أثر في إقناع أبو البنت أن يسمح للبنت أن تزور والدتها . .
وإن حصلت زيارة بينكما . .
لا تحاولي أن تجعليه تعيش نفس شعورها عند والدها !
سؤالك لها ماذا يفعل بك ؟!
كيف يتعامل معك ؟!
لا يخرجها من دائرة الشّعور وكانها تعيش عنده .. حتى وهي عندك ..
احرصي في لحظات الزيارة أن تخرجيها من هذا الشعور بحيث لا تسأليها اي شيء يتعلّق بطريقة حياتها أو تعامله معها ..
أخرجي بها نزهة ..
استثمري فرصة زيارتها بتعليمها الأدب ، وكيف تحرتم والدها مهما كان منه فإنه لا يزال اسمه ( أب ) و ( الأب أوسط أبواب الجنة ) ...
علّميها كيف تعيش حياتها بتفاؤل وإيمان . .
علّميها كيف تفزع إلى الله في صلاتها ودعائها وأنسها بربّها . .
هي الآن واعية وتستطيع أن تفهم الأمور والحقائق بطريقة أفضل من ذي قبل ..
لذلك من الجيد أن تغرسي فيها مثل هذه المعاني الإيجابيّة التي تعطيها دافعاً للعيش بإيجابيّة في هذه الحياة . .
الأصلح لها ليس أن تعيش هنا أو هناك . .
الأصلح لها أن تتعلّم المفاهيم والقيم التي تساعدها على أن تخوض حياتها بطريقة واعية متفائلة .
أخيّة ..
لا أزال أقول لك ..
ثقي أن الله أرحم بها منك . .
فارفعي يديك إليه واسأليه بإلحاح ويقين . .
ولا تجعلي فرصة للشيطان أن يضخّم في نفسك الهواجيس والهمّ .
رزقك الله واياها وكل مسلم ومسلمة السعادة في الدنيا والآخرة .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني