السلام عليكم ،، مضى على خروجي من منزل زوجي شهرين بعد ان كنا قد ااستنفذنا كافة الحلول للتفاهم حيث ان المشاكل زادت بيننا وقد علم بها اهلي واهله ايضا ومنها اني واجهته امام اهله واهلي بقيامه بالعادة السرية واهمالي و سهره المتكرر على الانترنت وغيرها من المشاكل التي فاقت الحدود ..مع العلم بأني حاولت مصالحته وفتح صفحة جديدة ولكنه رفض - مضى على زواجنا عامان فقط ولنا طفل واحد .. كنت اجد تجاوبنا من اهله يحاولون نصحه ولكن الان مضى شهران دون ان يسأل عني وعن ابني أحد من اهله ... او حتى هو ..لا ادري ما افعل فهو بات لا يريد زوجته ولا حتى ولده ... ولم يتدخل احد من اهله لاصلاحنا .. ما العمل .. وكلت امري الى الله ..ولا استطيع إلا ان اقول حسبي الله ونعم الوكيل.........
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يُصلح ما بينك وبين زوجك ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .
أخيّة . .
تجارب الحياة هي باب ( الحكمة ) ، والانسان الحصيف هو الذي يتعلم من تجارب الحياة ومواقفها .
الحقيقة أنه لا يمكن أن تكون هناك علاقة بين طرفين ( ذكر وأنثى ) ( زوج وزوجة ) ولا تحصل بينهما مشكلات .. المشكلات هي تبع لحقيقة الاختلاف بين الطرفين " وليس الذّكر كالأنثى " " ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك " .
فالاختلاف حقيقة وسنّة قدريّة . لكن الله علّمنا كيف نتعامل مع الاختلاف بطريقة ايجابيّة وهي لا تخرج من أحد أمرين :
- الصبر .
قال الله تعالى : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا .. "
فلأن طبيعة الناس ( الاختلاف ) أمرهم الله بأن صبر بعضهم على بعض ليدوم لهم أمرهم على نوع من الاستقرار .
- الرحمة والتراحم .
قال تعالى " ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك " فذكر الرحمة إشارة إلى التراحم عند الاختلاف .
وقد جمع الله بين الأمرين ( الصبر والتراحم ) في قوله : " وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة " .
وعلى هذا ينبغي أن ندير خلافاتنا في حياتناالزوجية ..
بالصبر والتراحم . .
وحين نعتقد أنه لا مجال من التقريب بين وجهات النظر أو التوافق أو تعذّرت الحياة بين الطرفين فإن الله أرشد إلى حل ( الطلاق ) وأمر فيه بالإحسان ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) .
ولاحظي كيف أن الله ربط التسريح بـ ( الإحسان ) لماذا ؟!
لأنه قد يحصل أن أحد الأطراف يُراجع نفسه بعد الطلاق فيكون ( الإحسان ) حبلاً واصلاً لرجوع العلاقة بينهما .
لكن حين يكون ( التسريح ) بالفضيحة وكشف المستور بين الطرفين .. فإن ذلك يزيد من البُعد والفجوة بين الطرفين حتى لو تدخّلت أطراف للصلح بين الطرفين .
فضحك لزوجك وذكر أمور كانت خاصّة لا يعلمها عنه احد من الناس .. كشف هذاالمستور يهدد الكبرياء في الطرف الآخر ، والشيطان يحضر ليزيد من تضخيم الأمر ..
ما كان ينبغي لك أن تذكري عنه ما كان يمارسه من ( العادة السريّة ) أمام أهله وأهلك ..
الآن المسألة انقلبت إلى ( ردّ اعتبار ) و ( كرامة ) . . فتكوني أنتِ قد ساهمت في تضخيم المشكلة وتعقيدها من حيث تشعرين أو لا تشعرين . . .
تعلّمي من حياتك . .
أن الخصومة ينبغي أن لا تكون هي آخر المطاف . . لنكن كما قال الله ( تسريح بإحسان ) نتعلم الاحسان عند البداية وفي أثناء ما نحن عليه وفي النهاية . .
كون أنه كان يسهر أو فيه بعض السلبيات أو السلوكيات الخاطئة فينبغي أن تُدركي أن الخطأ هنا صحيح أنه يتحمّل الجزء الأكبر منه .. لكن ينبغي أن تُدركي أن عليك شيئا من هذه المسؤوليّة ..
فأنت التي اخترته شريكاً لحياتك .. فعلى أي أساس كان هذا الاختيار ؟!
هل اخترته وانت تتمثّلين وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " ..
أم أنك اخترتيه تبعاً لبعض الظروف دون مراعاة الأخذ بهذه الوصية النبويّة ..
النصيحة لك . .
بداية لو استطعت أن تتواصلي معه عن طريق الهاتف أو المراسلة واللين له في الكلام والتودّد وتذكيره بأن الحياة الزوجية حياة ( عبادة ) لله تعالى ينبغي أن تؤديانها على الوجه الذي ترتضيان أن يراه الله منكما ..
فإن لم تجدي وسيلة للتواصل معه ..
فالنصيحة :
أن تكلمي عقلاء أهلك للتدخّل في الصلح والتواصل معه . .
وان احتجتم أن توسّ"وا بعض أهل الخير من المصلحين فاختاروا الثقة الأمين عسى الله أن يصلح الأمر ..
أكثري من الدعاء وسؤال الله تعالى المعونة وثقي بما يختاره الله لك .. سواء البقاء معه أو الفراق .
اسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ويكتب لكما خيرا ..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني