كل عام و أنتم بخير يا قمر الموقع يا شيخنا الأستاذ منير الصالح و أسأل الله أن يجعلك بقوة وسعادة دائمتين آمين...سيدي الكريم بعد أن عانيت ماعانيت من أمي بعد زواجي بشهر في نفس البيت خرجت من عندها بعد استشارتكم لكن بمشاكل كبيرة بين أهلي و أهل زوجتي حيث تطاول بعضهم على بعض بالكلام المؤذي و الجارح و أنا لم أعد أفعل شيء ووقفت جامداً بينهما ثم خرجت من البيت في 15 رمضان إلى الآن وكل يوم أتأسف من أمي و عمي زوج أمي و أخ أبي و أعتذر لهما لكن القلب في قسوة غير طبيعية منهما وتقول لي الوالدة لو كنت رجلاً لطلقتها عندما تطاول أهلها علينا (مع أنه لم يقصر الطرفان بالتطاول) و الآن تقول لي أمي طلقها وعد إلى بيتي و زوجتي لم تفعل معي شيء و هي تسمعني و تطيعني في كل شيء ولله الحمد وكل يوم تغضب علي والدتي إما برسالة أو تلفون أن لا أنجب منها ولداً و الخلاصة لا ترضى عني مع كل بكائي واعتذاري و محاولاتي........و بالنسبة للرجعة لبيت أمي من المستحيلات لأنها لا تقبل زوجتي بأي حال لشدة غيرتها وشغفها بي والسؤال هل بعد كل هذا الإعتذار والمحاولات مؤاخذ من قبل الله عز وجل ومغضوب علي مع انني ووالله بيت والدتي أوفر بالنسبة لي من الآجار و أحب والدتي كثيراً و أحن إليها لكنها تفكر أنها بعد حملها بي وعذابها بتربيتي فضلت امرأتي عليها و أقسم بالله تفكير خاطئ ولا أحد يأخذ مكان الأم وقلت لها هذا الأمر مراراً لكنها تظن أنني أكذب عليها و الله يعلم مافي قلبي وتقول للناس بأني تركتها واخترت امرأتي و شهوتي ولكن القصد الأول والله يعلم (الرضى) لأن الحب يكون للبعيد أكثر من القريب و راحة البال لأمي و زوجتي وتنازلت عن أشياء من حقي لأجلها... سؤالي هل ترضى عليّ مع الأيام و تحن عليّ طمئنوني أفتوني بارك الله بكم و بذريتكم الطيبة ياشيخي الحكيم منير....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يتقبّل طاعتك وكل عام أنت في سعادة واستقرار بذكر الله وحبه ..
أهلاً بك أيها الغالي الطيب .. كلنا هنا في موقع ناصح نسعد بثقتك وجميل ظنك وموفور أدبك .. دمت بخير .
أخي المبارك ..
إن من أعظم الحقوق حقاً ومكانة ومنزلة عند الله بعد حق الله تعالى وحق نبيّه صلى الله عليه وسلم هو ( حق الوالدين ) اللذين أمر الله بالإحسان إليهما وطاعتهما وإكرامهما ..
لكنه جل وتعالى جعل طاعة الوالدين منضطبة بـ ( المعروف ) . فيجب على الابن أن يطيع والده ووالدته في ( المعروف ) ولا يجب عليه - بل يأثم - إن أطاعهما أو أحدهما في المنكر أو المحظور .
وتطليق الزوجة بناء على رغبة الأم يعتبر صورة من صور الظلم التي لا يجوز للإنسان أن يقع فيها .
إلاّ إذا كانت الأم تطلب تطليق الزوجة لسبب شرعيّ كأن تكون الزوجة خائنة أو غير مستقيمة في دينها وابدها واخلاقها .
لكن إذا كانت الزوجة مستقيمة طائعة صيّنة ترعى حق ربها وحق زوجها وتكون له على ما أمر الله فإن من الظلم تطليقها أو مفارقتها تلبية لرغبة الوالدة .
وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - عن هذه المسألة ، إذ جاءه رجل فقال : إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي ، قال له الإمام أحمد : لا تطلقها ، قال : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك ؟ قال : وهل أبوك مثل عمر؟
أخي الكريم ..
ضغط والدتك ينبغي أن لا يؤثّر على علاقتك بزوجتك . .
كن لها خير زوج كما كان يكون النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته ..
وفي نفس الوقت كن لأمك خير ابن مطيع .. أكرمها وأحسن إليها واجتهد في الدعاء لها . وحاول أن تقنعها بأن التفريق بين الزوجين لغير سبب شرعيّ ( ظلم عظيم ) ..
اقبل كلام أمك في حدود أنه ( غيرة ) ولا تمنح نفسك فرصة أن تعيش عمق ما تكلمك به والدتك .. اسمع منها فقط كنوع من امتصاص غضبها .. وحاول أن تهدّأ من تشنّجها وغضبها بحسن المعاملة وتقبيل راسها ويديها ..
وفي نفس الوقت تكلم مع زوجتك واطلب منها ان تكون لك عوناً على حسن البرّ بها وان لا تتأثّر من طلب ( امك ) تطليقها . وأفهمها أن هذا فقط هو دافع ( الغيرة ) و ( الغضب ) ..
أخي الكريم ..
ثق انك كلما ابتعدت عن الظلم فإن الله ينصرك مهما حاول الآخرون أن يشوّهوا سمعتك ..
لكن إن وقعت في الظلم فإن الله ينصر دعوة المظلوم .. لنه قال لدعوة المظلوم : " لأنصرنّك ولو بعد حين " .
تصرفك سليم حين اخترت السكن بعيداً عن بيت والدتك ..
لأن القرب أو المخالطة في السّكن معها قد يضرّ أكثر مما ينفع .
أخي ..
انطرح بين يدي الله تعالى .. واشتكي إليه حالك .. إنه يسمعك ويرعاك بعينه التي لا تنام .
فلا تبخل على نفسك من أن تأنس بمناجاته ودعاءه والشكوى إليه .. وثق أنه جل وتعالى معك ما دمت قريباً منه .
هنّأك الله بزوجتك ورزقك منها الذريّة الصالحة .. وحنّن قلب والدتك عليك وعليها .
والله يرعاك
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني