السادة في موقع ناصح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد... سأدخل في صلب الموضوع ... باذن الله تعالى زواجي سيكون بعد 30 يوما من الان وهناك موضوع يشغل بالي وأطلب منكم مساعدتي في كيفية التعامل معها ... انا طالب ادرس في الخارج سأتزوج وبعدها بثلاثة ايام سأسافر مباشرة . الحالة: زوجتي هي الفتاة الوحيدة لوالديها وهي شديدة التعلق بعائلتها وخاصة والديها ، ومن الان وهي تردد \"انا سعيدة بزواجنا لانني سأكون معك ، ولكن لست كذلك عندما أتذكر أني سأترك عائلتي وخاصة والديّ\" وعندما سألتها عن السبب قالت لي تخشى أن يتعب اخوانها والدتها بسبب كبر سنها وخاصة اخاها الأصغر \"3 ابتدائي\" السؤال: انا تزوجت حتى أهنأ بالاستقرار النفسي والعاطفي ، وخاصة في الأيام الأولى ، فكيف سأستمتع وأمامي مشكلة كهذه؟ ماهي الطريقة الفعالة في التعامل مع هذه المشكلة؟ كيف استطيع ان اجعلها تفكر انها \"عروس مع حبيبها\" وليس تفكر انها \"مودعة عائلتها بالدموع\"؟ سأسرد بعض النقاط التي قد تساعد في حل المشكلة : - انا مغترب مايقارب السبع سنوات ، بالتالي العطش العاطفي قد بلغ أقصاه . - سبب مكثي 3 ايام فقط بعد الزواج بسبب عدم وجود منزل وتكاليف الفنادق غالية جدا، ومنزلي هو في بلد الدراسة. - لحسن الحظ البلد الذي أدرس فيه مشهور بالسياحة ، كيف استفيد من هذه الميزة . - بحكم اني طالب فالرجاء مراعاة الحالة المادية في الحلول المقترحة ، ليس كمثل بعض الاقتراحات التي تتطلب تكاليف مادية عالية . - هذا كل مالدي في هذه المشكلة ، أتمنى الرد قريبا فليس امامي سوى شهر واحد فقط . أتمنى مساعدتي لاني فعلا اريد ان نفرح سويا وليس انا فقط ، فما فائدة فرحتي وحبيبتي حزينة ؟؟
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك وعليك وان يجمع بينكما على خير ..
وشكر الله جميل لطفك وحسن ظنك بإخوانك ..
أخي الكريم ..
الزواج ( شراكة عمر ) ...
و ( الشراكة ) لا تعني التملّك !
الشراكة تعني أن تكون الحياة بين الطرفين على نوع من التوافق والتغاضي والتسامح والتفهّم ومراعاة كل طرف لظرف الطرف الآخر ولطبيعته .
فتاة .. فتحت عينها أول ما فتحت على والديها ثم عاشت معهم وبينهم وارتبطت بهم ارتباطاً شعوريّاً عاطفيّاً .. تماماً كما هو حال كل فتاة بل كما هو حال كل ابن يتربط بأهله ووالديه - خاصة - ارتباطاً عاطفيّاً بل ارتباطاً دينيّاً تعبديّاً لحقهما في البر ويدفع هذا الارتباط التعبدي الدافع العاطفي ايضا ..
مثل هذه كيف تريد منها أن تتخلّص من كل هذه المشاعر في ( لحظة ) أو في يوم ؟ أو في سنة ؟!
يا أخي الكريم ..
هي تدرك أن حياتها الان مقترنة بحياة زوجها حيث كان ستكون ..
فلا تستكثر عليها أن تفضفض ما في نفسها واقبل كلامها على أنه نوع من المعالجة النفسيّة لضبط مشاعرها تجاه والديها .
الحياة ( صبر وكفاح ) !
والزواج ليس نزهة سياحيّة .. ولا هو لحظات ( رومانسيّة ) . ..
الزواج مسؤوليّة ..
ومن أهم مسؤوليات الزواج أن يكون الزوج - خاصّ’ - اكثر تفهّما لطبيعة المرأة وطبيعة زوجته على وجه الخصوص وأن يكون أكثر صبراً عليها .
اقرأ إن شئت قوله صلى الله عليه وسلم : " المرأة خلقت من ضلع أعوج إن جئت تقيمه كسرته وان استمتعت بها استمتعت بها على عوج " .
يعني أن المتعة فيالحياة الزوجية هو : أن تستمتع بالموجود كما هو لا كما تتخيّله أو تتصوّره .
امنحها فرصة أن تعبّر عن ما في نفسها ..
وكن قريباً من شعورها ومشاعرها ..
وثق تماماً أنك ستكون مستمتعاً أكثر كلما شعرت أن المتعة ينبغي أن تكون ( توافقية ) و ( تكامليّة ) بينكما ..
لا أن تنظر للحياة على أنها ( متعة ) لك فحسب !
هي تجد ان من صلب متعتها ( ارتباطها بوالديها ) راعِ فيها هذا الميول ..
ولا يعني ذلك أن تبقيها عند اهلها وتسافر عنها .. لكن مراعاة ذلك هو ان تتقبل كلامها في هذاالموضوع وتفهمه في إطاره من دون تضخيم ، وفي نفس الوقت تشاركها نفس المشاعر .. وفي نفس الوقت تبذل ما يمكنك بذله في محالوة عدم إيجاد فجوة كبيرة بينها وبين والديها ..
اسمح لها أن تواصل أهلها بالاتصال .. والسؤال .
الآن وسائل الاتصال متوفرة وبتكاليف في متناول اليد ..
كالتواصل عن طريق الانتر أو غيره .. المقصود ان الرجل حين يجعل من ضمن أهدافه أنه يشبع عند زوجته هذه الحاجة وهذا الميول فإنه سيجد لذلك ألف فكرة وحل !
أخي الكريم ..
وما دام أن بلدك بلدا سياحيّاً فهذا يساعدك ايضا على إيجاد جو بينك وبين زوجتك يساعدها على أن تنفك بهدوء من الارتباط العاطفي بينها وبين والديها .
استثمر ذلك بإيجابيّة . واجعل من برامج حياتك أن تعوّض زوجتك بالبديل الذي يصنع لها توازنا عاطفيّاً بين حياتها الجديدة وحياتها في بيت أهلها ..
والله يبارك لك ولها ويجمع بينكما على خير ...
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني