السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي صديقة منذ عدة سنوات .. طيبة القلب لم اجد منها الا كل خير لها مواقف جميله معي وهي تحبني كثيرا وتثق بي كثيراً.. لكن هناك ما يؤرقني من استمرار علاقتي بها .. فلكل انسان سلبياته وايجابياته .. وقد وجدت من سلبياتها ما يدفعني الا الابتعاد عنها .. والتحجج بأعذار كثيره حتى لا ألقاها أو ان لايكون بيننا اتصال .. هذه الفتاه بها تهاون بأشياء كثيره ولكنها مهمه لدي .. فمثلاً هي متهاونه باللبس المحتشم وجريئة نوعاً ما .. من الضحك مع الرجال اثناء محادثتهم اذا كان هناك اتصال باي شكل من الاشكال .. وتربيتها ليست كتربيتي ابدا فنحن مختلفتان .. فأهلها يتهاونون باشياء ويعتبرونها في نطاق المسموح رغم انها لا تجوز شرعا .. ولشقيقاتها سلبيات كثيره وغالبا مايتحدث عنهن البعض بشكل سيء .. نصحتها كثيرا عن اخطاءها لكنها تأخذ الموضوع بضحك واستهزاء وتغير الموضوع سريعا فهي لا تريد ان تتغير .. قاطعتها لمدة سنه واكثر متحججه بانشغالي باكمال دراستي .. وتضااايقت كثيرا واستمرت في مراسلتي والسؤال عني .. واستنكرت تصرفي هذا لكنها عذرتني .. اهلها كذلك يتصلون ويسألون بين فترة واخرى لكن اعذارنا دائما واحده .. وأنا يتيمة الاب والام ولي شقيقات اصغر مني .. واخشى عليهم من مرافقة شقيقاتها وتعلم السيئ منهن .. والاهم من ذلك اريد ان احافظ على السمعه الطيبه التي تركتنها والدتي عليها فلا تسوء حياتنا بمرافقتهن .. رغم اني والله احبها واتمنى لها الخير لكن عائلتي اهم .. فكيف اتصرف معها جزاكم الله خيرا .. فهي كثيرا ما تتصل وتصل بها الى ان تحضر الة منزلي لتتأكد من انني بخير انا واخواتي .. هل استمر معها بحدود .. مع ان هذا لن يغير من شخصيتها شيئا .. او ما ذا افعل .. ولكم جزيل الشكر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يجعلك من مفاتيح الخير .. وان يكفيك شرّ كل ذي شر .
أخيّة ..
هنيئا لك هذا الحرص ، وهذه النفس الطيبة الغيورة على محارم الله .
أخيّة ..
إن الله قد وصف الرابحين الفائزين بقوله : " والعصر . إن الإنسان لفي خسر . إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتصوا بالحق وتواصوا بالصبر "
فتأمّلي قوله : " وتواصوا بالحق وتوصوا بالصبر " .
فالمؤمن مثل الغيث أينما وقع نفع . ومهمّ’ المؤمن في هذه الحياة أن يعبد الله وان يحبّب الناس إلى عبادة الله وطاعته .
وهذه هي مهمّة الأنبياء والصالحين والدعاة . وقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النّعم " وفي رواية " خير لك مما طلعت عليه الشمس " .
فتأمّلي هذا الفضل العظيم ، والمهمةّ الأعظم . والحياة الأورع للمؤمن والمؤمنة .
إنك أن تكسبي هذه الأخت وتؤثّري عليها خير من خسارتها أو مقاطعتها ، سيما أنني لمست من كلامك أن هناك تواصل قوي بين العائلتين ( عائلتكم وعائلتهم ) مما يعني أن الهروب ليس هو الحل !
نعم .. التأثير عليها لا يعني أن يكون على حساب أن أتنازل عن مبادئي واخلاقي أو أن أتساهل في نفسي بمثل تساهلها هي في نفسها !
لا إنما يعني الحرص على هدياتها والتأثير عليها بالقدر الذي لا يضرّني أو يجرّ إليّ سوءاً وفتنة في ديني .
لذلك أنصحك :
أن تبذلي مع هذه الأخت النصيحة بوسائل غير مباشرة .
اهديها شريطا مؤثّراً ..
كتابا نافعاً يتكلّم حول بعض القضايا التي تحتاجها هذه الفتاة .
راسليها على ايميلها ببعض المواقع النافعة والصوتيات المؤثّرة .
حاولي أن تضمّيها إلى صحبة صالحة في حلقات التحفيظ النسائيّة ..
تكلّمي مع بعض صديقاتك الصالحات أن يحتوينها .
اجتهدي أن تفتحي لهم في بيتهم مكتبة صغيرة تحوي بعض الصوتيات والمرئيات والكتب النافعة والمؤثرّة .
أكثري لها ولأهلها من الدعاء واسألي الله تعالى لهم الهداية .
لا تتعجّلي النتائج أو تستبطئي الأثر .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم بقي في مكة قرابة 13 سنة يدعو ويدعو ولم يستبطئ النتيجة !
تكلّمي معها بهدوء ..
بيّني لها أنك تحبين لها الجنة ، تحبين لها أن يحبها الله .
اسأليها : ألا يستحق الله منّا الشكر وهو الذي لا يزال ينعم علينا ولم يسلبنا نعمة البصر ولا السمع ولا الأطراف ولا العقل .. ونحن لا نزال نعصيه بهذه النّعم !!
اسأليها بصدق .. ماذا لو كان النبي صلى الله عليه وسلم بيننا : هل تحب أن تلقاه بهذا اللباس أو هذا السلوك ؟!
اسأليها : ألا يستحق النبي صلى الله عليه وسلم منّأ الحب والاقتداء وهو الذي صبر حياته كلها ليبلّغنا هذا الدين ووينقذنا من النار ؟!
أفهميها .. أن المعصية من شؤمها أنها تفرّق بين الأحباب ..
وكوني صريحة معها في أن هجرك لها يكون سببه استمرارك على أمر لا يحبه الله !
أفهميها أن هذا الأمر قد يتسبب في الفرقة بينكما ... لا لأنك تكرهين هذا الشي .. وإنما لأن الله يكرهه فهو لا يبارك للعاصي في نفسه وعلاقاته ومن حوله .
تكلّمي مع أخواتك بالمبادئ والقيم ، وافهميهم أن قيمة الفتاة بقدر ما تحمل في نفسها من القيم العالية .
وأن الخطا يجر الخطأ ... والفتاة التي تستهون الخطأ أول مرة قد لا تستطيع تركه مرات ومرات !
المقصود ان تحرصي على التربية الوقائيّة لخواتك بحسن الأمر لهن بالصلاة وحب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .
أسأل الله العظيم أن يجعلك من مفاتيح الخير .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني