السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكتب لكم وأنا بأشد الحاجة إلى نصيحتكم ومشورتكم العاجلة. لقد تزوجت منذ فترة رجلا أراه ملاكا طاهرا أحبه واثق فيه ثقة قوية واراه يحبني ولا يستطيع الاستغناء عني, وهو يعمل في مجال مختلط بالنساء وكنت اعرف ذلك منذ تقدم لي, هو يصارحني بمعرفته للنساء في مجال عمله وانه على اتصال بهم بصفتهم زملاء لا أكثر, ولقد كنت أرحب بذلك ولم أمانع أو حتى أشك, لدرجة انه عندما يحدث أحدا منهن لا اذهب للتأكد أن كل شيء على ما يرام, ولقد كانت سذاجة مني أو بالأصح ثقة عمياء ليست في محلها, أو بالأصح لا محل للثقة العمياء, ولكني كنت قد دخلت بريده في احد الأيام إذ تركه مفتوحا فوجدت رسالة لإحداهن فقراتها ولم تكن واضحة ولكني أحسست أنها ليست رسمية أو جدية وان هذه المرأة تكن شيئا في قلبها له وان لم تصرح, وعرفت ذلك بإحساس الأنثى الذي خيبني سابقا عندما كنت أثق دون غيرة, وان كنت لم أزل اكذب نفسي وأقول ربما لم تقصد ربما هي مزحة, ومن ثم يستحيل على حبيبي أن يجاريها ولكن هيهات, مرت الأيام وأنا لم انسى ولكني كنت مطمئنة على الأقل, ثم حدثت المصيبة, وقد تكون نعمة: إذ دخلت مرة أخرى على بريده فإذا برسالة لها تناشده وتذكره بالأيام الخوالي وعلاقتهم المحرمة!!!!!!...... انصدمت وصعقت وانهرت ثم تماسكت وتمالكت أعصابي وكتمت أنيني ,لم أرد أن أتصرف مباشرة وخاصة وأنا منفعلة, حتى لا اهدم بيتي بيدي, ولم استطع أن اسأل أي قريب لحساسية وخصوصية الموقف, ولن اسكت لا بد أن أتصرف قبل أن ينهشني الكتمان والتمثيل بأن كل شي على ما يرام أمامه, وقبل أن يتهدم بيتي بيد غيري. أصبحت اكتب كل أفكاري وحلولي وأسئلة المواجهة والمصارحة, ولكني أؤجل للوقت المناسب, لا بل أنا خائفة من شيئان آخران أحد الأمرين: أن يتخلى عني لو حجرته بالأدلة, ولا بد أن اتخذ موقف حاسم بان يقاطعها وقد يختارها علي؟ فكرت أن أواجهه فارفض أن يتصل بها أو حتى يستقبل مكالماتها, وإلا سأرحل لأنه غشني وقد يغشني مرة أخرى, ولكني أخاف من كبرياء الرجال؟ والحالة الأخرى الأقل مرارة أن يتركها ويبقى معي ولكنه سيعلم أن صورته مكسورة في داخلي وانه ليس الطاهر الذي كنت أحبه, فلن يستطيع أن ينظر في عيني, لا أظن, ففكرت أن ارفض اتصاله بها بدافع الغيرة فقط..
الأخت الكريمة..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
اسأل الله العظيم أن يفرّج كربتك وأن يدفع عنك وعن زوجك السوء..
أختي الفاضلة..
الزوجة ينبغي عليها أن تكون حاذقة في تعاملها مع زوجها، وليس من الحذاقة تخوّن الزوج والشك فيه ومراقبته ومتابعته والتنقيب عنه وتفتيش أغراضه، بل مثل هذه الأمور هي من السذاجة لأنها تثير الشك وتنزع الثقة من الحياة الزوجية.
وليس معنى هذا أيضاً أن تتغافل الزوجة عن أن تمنع زوجها من مثل هذه الأمور وذلك بسلوك الطرق الوقائية التي تقيه من الوقوع في مثل هذه الخيانة!!
بعض الزوجات حين تشعر بأن حياتها مستقرة وتشعر بحب زوجها لها وحبها لزوجه ربما - عن قصد أو عن غير قصد - تتكاسل عن تنمية هذا الحب وحمايته بل تركن وتستسلم إلى روتين حياتي دون تجديد وابتكار، فيقع الزوج في المحظور بمثل هذا السبب.
أخيتي الفاضلة.. أما وقد علمت من شأن زوجك ما علمت فإن ذلك إمّا أن يكون وقع منه أيام (الصبا) وأن هذا الأمر قد انقطع بعد الزواج، فهنا لا ينبغي استدعاء ذاكرة الماضي والانشغال به.
وإمّا أن يكون الذي وقع من زوجك لا يزال هو واقع فيه ولم يتخلّص منه فهنا أوصيك بأمور:
- أن تجددي حبك لزوجك، وأن تبتكري في ذلك الطرق والوسائل، وبقدر ما يكون عندك تجديد وابتكار في التعبير عن حبك بقدر ما يكون قلب زوجك إليك أقرب.
جددي في بيتك ملبسك مطعمك تهيئة مكان نومك تهيئة أبنائك.. وهكذا.
مرة هدية، ومرة رسالة، ومرة ورقة، ومرة خلفية على سطح المكتب في شاشة الجهاز.. وهكذا
- ودّعي زوجك كلما خرج بعبارات الحب وقبلاته وهمساته الدافئة، واستقبليه بالشوق والاشتياق، ولا تكثري عليه من الأسئلة التحقيقية (أين كنت ومع من تكلمت وماذا قالت لك...)!! بل استبدلي هذه الأسئلة بمنحه عاطفتك ودفء مشاعرك.
- انسجي له قصة بأسلوبك متضمنة فيها: أمر امرأة عفيفة تعلّقت برجل ظاهره الصلاح وعلقت عليه آمالها وربطت به حياتها، ثم هو يخونها من ورائها ويتعلق بأخرى تخادعه ويخادعها ويزينها له الشيطان.. ثم اطلبي رأيه في هذه القصة!
- لزوم الاستغفار والدعاء، فإن الله يقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فلربما أنك أحدثت أو قصّرت في حق الله فالزمي الاستغفار وأكثري من الدعاء والابتهال لله بأن يصلح زوجك وان يحميه ويقيه شر الفساد.
- في أجواء حواركم.. لا تسترسلي معه في حديث حول النساء ومواقفه مع النساء في مقر عمله، وبطريقة لبقه حاولي أن تحولي جهة الحديث إلى التعبير عن الحب بينكما.
- أدخلي بعض الأشرطة الإسلامية الوعظية في البيت واطلبي منه أن يباشر هو شراء تلك الأشرطة، وشاركيه سماعها واطلبي منه تقويم هذه المواد الصوتية ورأيه فيها.
- حاولي أن تربطي زوجك ببعض البرامج الدعوية الخيرية ككفالة الأيتام وتوزيع الصدقات وجمع التبرعات، ومتابعة أخبار الأقارب والفقراء في الحي والمدينة وذلك بالتنسيق مع أي جهة خيرية في منطقتكم.
- احرصي دائماً على تنمية الجانب الروحي الإيماني عند زوجك وذلك بمشاركته في الطاعات وإيقاظه للصلوات ونصحه وإرشاده وتوجيهه.
ذكّريه بالله وأحيي جانب مراقبة الله في نفس زوجك، وتخيري الأسلوب الحسن في التذكير، واجتهدي في كل نصحك أن تبدئي كلامك بالحب والحرص عليه والعبارات التي تشعره بالأمان النفسي وتبين له مدى حبك وحرصك عليه.
- لا تحاولي أن تسترسلي في تفتيشك وتنقيبك وراءه سواء في أغراضه الخاصة أو في بريده، بل اجعلي الجانب الوقائي بما سبق من الوسائل هو جهدك وهمّك.
- إن رأيت أنه ما من بدّ من المصارحة فصارحيه بما في نفسك.
ولتكن مصارحتك له مصارحة شفافة بعيدة عن الصخب والصراخ ورفع الصوت، بل مصارحة بكل دفئ وحب وحنان تبيني له مدى حبك له، وان فعله هذا مدخل من مداخل الشيطان عليك وعليه ليفرّق بينكما.
- أشعريه باستعدادك للوقوف معه في مشكلته هذه، وأنك لن تتخلي عنه لأن حياتكما ليست منفصلة عن بعض.
- اطلبي منه أن يضع حلولاً ممكنة للتخلّص من مشكلته: كالبحث عن عمل آخر ليس فيه نساء..
- من الحلول (الأخيرة): فتح باب التعدد وترغيبه في الحلال فإن فيه غنية عن الحرام، فأن تعيش الزوجة مع ضرّة لها خير وأقوم من أن تعيش مع زوج له عشيقة يخون بها زوجته!!
اسأل الله العظيم أن يديم الحب بينك وبين زوجك وأن ينزل عليكم رحمته وأن يدفع عنكم السوء وأهله.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني