توفيت والدتي وتركت أثرا كبيرا في نفس والدي استمر قرابة شهرين لأنها ماتت مسحورة، وكانت الميتة طيبة ولله الحمد. المشكلة وجود امرأة تعرفها العائلة ومعارفها، توفي زوجها منذ فترة ليست طويلة سنتين أو زيادة كانت تتصل هاتفيا بالوالد وتتكسر في الكلام مظهرة أنها ضعيفة ومسكينة تريد المساعدة، وبعد وفاة الوالدة استمرت الاتصالات بنفس الطريقة واستمرت وتطورت حتى أصبح الوالد لا ينام بسبب التفكير فيها وتطورت الاتصالات، وأصبحت مدة الاتصال ساعة وأكثر، وتعلق الوالد بها تعلقا عاطفيا وأصبح يذهب يزورها في بيتها واحضرها مرة من غير محرم إلى بيتنا وأرجعها وهكذا توالت الزيارات. وطرح الوالد على إخوتي-وأنا ادرس خارج بلد إقامتهم- مسألة الزواج وأيدوه على هذه الفكرة بل إنا فكرنا فيها قبل أن يطرحها وقال له إخوتي موافقين إذا لم تكن هذه المرأة التي يزورها، وأذعن لكنه عمل كل شيء من أسفل فما علم إخوتي إلا بخبر عقده على هذه المرأة وقال لإخوتي كل واحد يدفع4500 مساعدة للزواج+ 500 ريال شهريا، فرفضوا واخذ فلوس ارض باعها أخي في بلدنا من غير رضاه وجمع لهذه المرأة فلوسا على أنها محتاجة واستخدمها في الزواج وقال لإخواني إذا أردتم أن تحضروا الزواج وإلا لن أزيد لكم عشاء، وكلمه أصحابه بسوء هذه المرأة وحاولوا له لكنه ضرب عرض الحائط حتى بتوسلات أعز أصدقائه لديه، وإخوتي رفضوا الحضور لهذا الزواج ويحاولون إثناء والدي عن المضي في إتمام الزواج لكنه رافض ومظهر الغضب على إخواني تصرفا لا كلاما فما رأيكم في المشكلة وبماذا توجهوني وإخوتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله العظيم أن يرحم والدتكم وأن يوسع لها في قبرها وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يغسلها من الذنوب والخطايا بالماء والثلج والبرد..
أما قضية والدكم - أصلح الله أمره - فالذي أوصيكم به - والحال هذه - أن لا تعارضوا قضية زواجه من هذه المرأة طالما أن له شغفاً بها ولها شغف به، فإنه إن يعش معها على ما أحل الله خير من أن يعيش وإياها على ما حرم الله. فلعل الله أن يوفق بينهما ويصلح أمرهما بعد الزواج ثم إن امتناعكم عن حضور حفل الزواج ليس صحيحاً، وليس هو من حسن البر.. فإنه ما دعاكم ولا طلبكم إلا لطاعة بغض النظر عن موقفكم من هذه المرأة، وبغض النظر أيضا عن حال هذه المرأة.. لكن والحال هذه فهو إنما يُقدم على فعل أمر أقل أحواله أنه مباح.
أوصيكم بحسن البر بوالدكم وطاعته في غير معصية الله. فإن الوالد أوسط أبواب الجنة كما ورد.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج من دنياك" وطاعتهما مقيدة بحدود الطاعة في غير معصية...
اسأل الله أن يصلح أمركم، وأن يجمع على الحق أمركم، وأن يرزقكم بر أبيكم ويعينكم على الطاعة ويجنبكم المعصية.. وبالله التوفيق.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني