صديقتي تعيش معاناة صعبة وهي أنها اكتشفت أن أخاها يحادث فتاة في الهاتف وقد سمعت طرف حوارهما من سماعة أخرى لتفهم أنها علاقة قديمة وليس فقط معاكسات عابرة فهو يعرفها جيدا وأهلها وأخواتها وماذا يدور في بيتهم. طبعا عندما واجهته أنكر تماما, بعدها لاحظت انه لا يترك جواله عندنا أبدا كما انه يخرج طوال اليوم ويدعي انه مع أصدقاءه, مستواه الدراسي تعثر فهو في المستوى الأول الجامعي برغم أن عمره 23 سنه تقريبا...تقول: فتحت جهاز الكمبيوتر الخاص به فوجدت صورتين لفتاة سعودية على آخر ماكياج وتزين فعرفت أن هذه التي تعلق بها. والدها لم يقصر معه حريص على صلواته في المسجد, ومتابعته إلا انه تعب منه... تسال وتقول أتمنى الحل قريبا... لقد كانت هذه الذئبة تتابعه وتتصل عليه في كل وقت حتى بين أهله فيحادثها بصيغة المذكر بل اكتشفت صديقتي انه هو من استخرج لها جهاز الجوال وانه يشتري لها بطاقات سوا. إن مشكلتها عويصة ومؤلمة، البيت كله خيِّر وأنا اعرفهم كلهم خيِّرون والبيت فيه طاعة.. أتمنى أن تساعدني على حل مشكلتها.. بأسرع فرصة وجزاكم الله خيرا..
الأخت إيمان..
اللهم رد شباب المسلمين إليك ردا جميلا...
قضية تمرّد الابن على الأسرة وخروجه عن المألوف من بينهم هذا أمر لا يملكه الأب ولا الأم..
فإن هداية الأبناء وصلاحهم إنما هو منحة ربانية يمنحها الله تعالى من يشاء من عباده، وواجب الوالدين في هذا إنما هو المحافظة على أصل الفطرة وتحفيز هذه الفطرة للارتقاء والمصابرة على ذلك.
أما حين يكون الابن عاقا أو على غير جادّة أهل بيته من الصلاح والخير فالمفترض أن لا يشكل هذا الأمر عقدة في التعامل مع خطأ هذا الابن، أو التصرف مع خطأ هذا الابن من خلال هذه المكانة الاجتماعية للعائلة بين الناس.. إنما ينبغي معالجتها من خلال معرفة أسبابها وحل أسبابها ثم بتزكية النفوس وتربيتها بمداومة النصح والتوجيه الممزوج بالعاطفة والإشفاق والحرص والمحبة.
وهنا أيضا لا ينبغي أن ننظر إلى الطرف الآخر أنه هو الجاني بل الطرفين هما شريكين في هذه المشكلة فليس من العدل أن يقال أنها (ذئبة) وهو الحمل الوديع ولا عكس.
وهنا أوصي بأمور:
- إن كانت هذه الفتاة التي تعرف عليها مكافئة له وتناسبه فالأولى تزويجه منها سدّا لباب الإثم والفاحشة. والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ما رأي للمتحابين خير لهما من النكاح".
- عدم الإغراق في تتبع هذه العورة بالبحث والسؤال والشك، فإن هذا الأمر يفقد الثقة بين الابن وأبويه، بل ينبغي معاملة الابن في هذا الحال على نوع من الاحتياط والقرب منه قرباً أبويا يشعره بالأمان والارتياح وعدم الخوف أو القلق.
- إشغال هذا الشاب بما ينفعه بربطه بحلقة تحفيظ للقرآن أو ربطه بصحبة الأخيار وببعض المربين لمتابعته وتوجيهه.
- التذكير الدائم بأن مثل هذه الأفعال له عواقب عاجلة في أهل بيته فإن من يؤذي بنات الناس ويضايقهم فإن الله سيسلط على أهله من يضايقهم أو يؤذيهم سواء في أخواته أو زوجته أو بناته أو حتى في أحفاده!! فإن عاقبة هذا الذنب عاجلة مخزية.
ستر الله عيبكم، وطهّر سريرتكم وأصلح ظاهركم وباطنكم وهدى ضال المسلمين إلى درب الهدى والنور.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني