الأعزاء ناصح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي صديق عزيز لأنني لم أكن ملتحيا في السابق الآن حين أن يقابلني يقول لي أن أهذب لحيتي بواسطة مقص أو موس حيث أنني التحيت بناءا على قول الرسول صلي الله عليه وسلم قصوا الشوارب وأعفوا اللحى. ما هو الرد المناسب لصديقي علما انه صديق الطفولة وأنا بين الحين والآخر أعظه. نرجو الإفادة محمد حاج

أخي الكريم: محمد حاج
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يثبتك على الهدى والنور.
كما أسأله جل وتعالى أن يصلح صديقك وأن يهديه لأحسن الأخلاق..
أخي الكريم..
إعفاء اللحية من الأمور التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أَعْفُوا اللِّحى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ».
وهنا اسمح لي أن أهمس لك بهذه الهمسات:
- لمّا كان الأمر هو أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فإن موقف المؤمن الصادق عند أمره أن يقول: سمعنا وأطعنا!!
- مهما قال لك الناس غير ذلك فالأمر لا يحتمل التفاضل بين أمره صلى الله عليه وسلم وبين أمر الناس، فإن طاعته صلى الله عليه وسلم من طاعة الله جل وتعالى قال تعالى: "من يطع الرسول فقد أطاع الله".
- واعلم أن طاعة البشر لا تسمن ولا تغني من جوع.. بل إن رضا الناس غاية لا تدرك، فهو أن هذبت لحيتك لم يقنعه ذلك وسيقول لك لم لا تفعل بها كيت وكيت وهكذا حتى تقع في المحظور.
- واللحية كما أنها أمر واجب في ديننا فهي مع ذلك من علامة الرجولة.
قالت عائشة رضي الله عنها: سبحان من زيّن الرجال باللحى وزيّن النساء بالشعر!
- وكما أنها زينة للرجال، فإن في إعفائها أيضا تحقيق سنة أخرى وهي سنة مخالفة المشركين، قال صلى الله عليه وسلم: " «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ». فمخالفة المشركين من أعظم مقاصد الشريعة في تشريع التكاليف والآداب الإسلامية.
- جاء في بعض الدراسات الطبية أن حلق اللحية بإمرار أي آلة حادة على جلدة الوجه قد يكون سبباً في حدوث سرطان الجلد خاصة إذا اعتاد الإنسان أن ينهك لحيته بالحلق، كما أن حلق اللحية يسبب ترهل جلدة الوجه وسرعة ظهور تجعّد الوجه عند التقدم في العمر، بعكس ما لو كان الإنسان ملتحياً كان وجهه أشد نضارة وصحة.
- كما أنك ترى في وجه الرجل الملتحي النور والسرور والاطمئنان سيما إن كان من أهل الصلاة والعبادة والذكر ونوافل الطاعات والعبادات.
فانظر يا رعاك الله كيف أن في إعفاء اللحية فوائد شرعية وصحية.
ثم إنه أخي الكريم..
- ينبغي على من منّ الله عليه أن يلتزم هذا الهدي النبوي بإعفاء اللحية ينبغي عليه أن يكرم لحيته بدهنها والعناية بها ومشطها.
مرة دخل رجل المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ثائر شعر الرأس ثائر شعر اللحية!!
فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخرج فأصلح شعر رأسك ولحيتك فخرج ففعل وأصلحهما ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألـيس هذا خيراً من أن يأتـي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان!!
فينبغي على الإنسان الذي أكرمه الله باللحية أن يكرم هذه اللحية بالعناية بها إدّهاناً وتمشيطاً، وليس العناية بها قصّها أو حلقها أو تحديدها لأنه لم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذ من شعر لحيته إنما كان يدهنها بالطيب والزيت ويمشطها.
أخي الكريم: محمد حاج.
- أحسن إلى صديقك وداوم على نصحه واثبت على مبدئك فإن ثباتك على المبدأ الصحيح من أعظم ما يدعوه إلى أن يغيّر حاله وأن يعفي لحيته لأن ثباتك يدل على أحقيتك بهذا الحق الذي تعتقده.
ثبتك الله ووفقك لكل خير.