بسم الله الرحمن الرحيم أبلغ من العمر 18 عاماً طالبة ثانوية. لا أدري هل أقول أن عندي مشكلة أو عندي ميزة؛ طالبة منكم النصح. أنا فتاة مسلمة غيورة جداً على ديني لدرجة أني لا أرضى أن أرى أو أسمع من أي مخلوق أي شيء يمس ديني أو إخواني المسلمين مثلاً إن رأيت بعض الكتّاب في الجرائد يتهكمون على المسلمين لأي سبب أقوم على الفور وأبحث عن عنوان هذا الكاتب أو تليفونه وأرد له الصاع صاعين. وأحياناٍ يصل بي الأمر إلى درجة تهديده بالقتل إن كان قريب مني وأحياناً أقولها بكل صدق أني أكون في وضع نفسي أستطيع أن أنفذ ما أقوله؛ وهناك مرات عديدة أقسمت بالله أن هذا الشخص ستكون نهايته على يدي ولكن الله يهديني في آخر لحظة. المهم لا أريد الإطالة عليكم ولكن عندي سؤال أرجو الإجابة عليه وهو هل هذه الغيرة مشروعة وهل هي نعمة أم نقمة!؟ مع العلم أني كما قلت فتاة مسلمة ولا أحب إلا الخير لكل الناس ولكن مجرد أن أرى أبسط الأشياء حتى أتحول إلى وحش يحطم كل شيء أمامه دفاعاً عن ديني كما أني شديدة التأثر بكل ما أراه يصيب إخواني المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة وبدون مبالغة إن قلت أني أبكي الليل بطوله عندما أرى فقط طفل مسلم فقير حتى لو كان يعيش بأمن وأمان ولكن أتمنى من الله أن يأخذ ما أملك ويعطيه إياه. واعذروني على الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختكم في الله جومانه

 
الأخت الفاضلة الغيورة جومانه
السلام عليكم....
فإن الغيرة على محارم الله أن تنتهك وفرائضه أن تضيع من أكبر علامات الإيمان فهي نعمة ربانية يضعها الله في قلوب أوليائه.. ولكن يجب أن تحكم هذه الغيرة بالضوابط الشرعية، والآداب المرعية عند إنكار المنكر.. وقد دخل يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السام عليكم (أي الموت) فقالت: عائشة وقد سمعته "وعليك السام ولعنة الله"، فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: [وعليكم]، وأخبرها أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه.
فأوصيك بالتزام الحكمة والتفقه بالدين.
وفقك الله وسددك.