هل الرؤية إلى شاب والإعجاب به يعتبر زنى؟

الأخت ماريه..
دفع الله عنك كيد الشيطان وزيغه ونفخه ونفثه..
أختي الكريمة...
خلق الله خلقه وعباده وابتلاهم بالشيطان الرجيم، لكنه جل وتعالى كشف لهم طرائق الشيطان ووسائله وأساليبه وخطواته ثم قال: "يا أيها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر"
وإن أعظم مصائد الشيطان وكيده مصيدة (إطلاق النظر)..
ولأجل هذا فقد ذكر الله الأمر بغض البصر للمؤمنين والمؤمنات بعد تنبيههم إلى أن للشيطان خطوات فقال جل وتعالى: "قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم.." وقال جل وتعالى: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.."
وقد تفق العلماء جميعا رحمهم الله على أن نظر المرأة إلى الأجنبي بشهوة ولذة جنسية محرم، قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم (6/184): (وأما نظر المرأة إلى وجه الرجل الأجنبي فإن كان بشهوة فحرام بالاتفاق).
والرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل هذا النظر الحرام من الزنا فقال: "إن الله كتب على ابن آدم حظّه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذّبه".
فبيّن صلى الله عليه وسلم أن النظر الحرام (زنا العين)!!
لأن النظرة الحرام تؤثر في القلب حتى يعلق حب المنظور إليه في قلب من نظر إليه فيتعلّق قلبه في المحبوب تعلّقاً يعميه عن الحلال والحرام فلربما وقع في الحرام أو يكاد بسبب هذا النظر المحرم، ولذلك ليس أنفع لدفع مرض الإعجاب من دواء غض البصر ومجاهدة النفس على ذلك، ومتى ما جاهدت المرأة نفسها على غض بصرها عن الحرام ووجدت مشقة في ذلك فإن الله تعالى يبدلها نوراً تحس به في قلبها وسروراً عظيماً وهدوء بال.
فوصيتي لك أيتها الكريمة.. أن لا تطلقي بصرك في نظرة محرمة فكم من نظرة أفسدت قلباً وأبعدته عن الله وإذا بعد القلب عن الله فسدت حياة ذلك الإنسان..
أسأل الله العظيم أن يسترك ويحميك وأن يصلح سريرتك.