هل الحب عيب أو حرام وان كان بقصد الزواج جزاكم الله خيرا.
الأخت الفاضلة..
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يشرح صدرك للإيمان ويزينه في قلبك وأن يكرّه إليك الكفر والفسوق والعصيان..
من القواعد العملية المهمّة التي ربّانا عليها القرآن قاعدة: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}
فالبرّ كل البرّ والهدى كل الهدى هو أن نأتي الأمور من أبوابها لا من ظهورها، والعلاقة بين المرأة والرجل قبل الزواج هي مظهر من مظاهر (إتيان البيوت من ظهورها)!
وأنا أسميها (علاقة) ولا أسميها (حب) لأن الحب من المعاني الطاهرة العفيفة التي لا يليق بأي مسلم ومسلمة أن يشوّهها ببعض التصرفات الزائفة ثم يسميها (حب)!!
هذه العلاقة إنما هي وهم بلا حقيقة وخيال بلا واقع، يزيّنها الشيطان فيخيّل أن هذه العلاقة حب طاهر عفيف، والله تعالى قد بيّن لنا في كتابه أن الحب الطاهر العفيف هو الحب المبني على محبة الله ومرضاته.
فهل يرضى الله جل وتعالى أو يحب هذه العلاقة بين رجل وامرأة لا يحل بعضهما لبعض وهو الذي أمر المرأة بالحجاب ونهاها عن الخلوة والاختلاط بالرجال الأجانب عنها، وأمر الرجال والنساء بغض البصر فهل بعد هذا يرضى من عباده أن تقوم بينهم مثل هذه العلاقة من خلف الأبواب؟!
هذه العلاقات في حقيقتها مفسدة للرجل والمرأة حتى لو حصل بينهما زواج بعد ذلك، فإن الزوج الذي يشعر أن زوجته في يوم من الأيام كانت لا تمانع من إقامة أي علاقة مع رجل أجنبي عنها كيف يطمئن إليها؟!
والزوجة التي تشعر أن زوجها كان في يوم من الأيام لا يتورّع عن أن يقيم علاقة مع امرأة أجنبية عنه كيف تعيش مطمئنة في بيتها تنتظر زوجها وهو خلف أسوار البيت؟!
ولذلك أختي الفاضلة..
مثل هذه العلاقات إنما يُزيّنها الشيطان للشاب والفتاة ويبرر لها بمبررات الزواج ونحو ذلك وما ذلك إلاّ خطوة من خطواته والله تعالى قد حذّرنا ونهانا عن أن نتبع خطوات الشيطان فنادانا باسم الإيمان فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وإني - والله - أربأ بك وبكل فتاة عفيفة طاهرة أن تنجرّ وراء مثل هذه الخُدع والتلبسات الإبليسية.
استعيني بالله على دفع كيد الشيطان واستعيذي من كيده ونفخه ونفثه وأكثري من التوبة والاستغفار، وثقي بالله جل وتعالى واسأليه أن يرزقك الزوج الصالح الذي يزيد من إيمانك ويحفظ عليك شرفك وعفتك وطهرك.
أسأل الله العظيم أن يصلح شأنك وأن يحقق لك أمانيك في رضاه.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني