إن مصير الأمم بأيدي الأطفال، وتلك الأيادي تصنعها أيادينا اليوم.
أياد ينبغي إعدادها بدقة، والتعامل معها بحذر وانتباه ومعرفة وعلم.
ومن خلال تجاربي واحتكاكي بالمجالات التربوية من الأسرة إلى المدرسة، لاحظت النقص الكبير في المعرفة والمهارة والمبادئ التربوية مع وجود حرص ورغبة وحب كبير لتنشئة الأبناء أحسن تنشئة.
إن التربية فن وعلم. والمربي الناجح من يفقه هذا العلم، ويتقن مهاراته، ويبدع في فنونه. ويخطئ كثير ممن يعتقدون بأن التعامل مع الطفل من أيسر الأمور. وإننا لنعجب من أمة تأبى أن تضع قطعة من حديد (سيارة) بيد من لا يملكون علما ولا خبرة ولا مهارة، في حين يضعون أبناءهم بيد من لا يفقه في التربية حرفا! وعجبنا أكثر لبذلنا الجهد لتعلم فنون التعامل مع الأجهزة الإلكترونية، وبالمقابل لا نخطو خطوات لتعلم فنون التعامل مع فلذات أكبادنا ومستقبل أمتنا!
من هذه المنطلقات تمنيت أن أرى مجتمعي يفرض رخصة جديدة لكل من يتعامل مع الطفل، من الأم والأب إلى الجليسة في البيت والمدرسة. ويضع لهذه الرخصة إشارات الممارسة التربوية مثل ما الحال عليه في المرور والطرقات، ولا بأس بوضع جدول للمخالفات أيضا التي يتم بعدها سحب الرخصة التربوية وإجبار صاحبها أن يدخل دورة تأهيلية من جديد.
نعم، مجرد حلم أتمنى أن أراه، وأرجو أن يفرح قلبي به يوما ما، مجرد رأي.