مشكلة .. في رحلة عائلية !
رحلة
خرجت ذات يوم في نزهة مع الأبناء ..
وحين ركبنا السيّارة بدأت معنا مشكلة [ تتكرر ] حيناً بعد حين بين ابنتاي ، إذ كل واحدة منهما تريد أن تجلس بجوار نافذة السيارة !
طبعا النافذة المقابلة محجوزة للأخ الكبير .
المهم أن طفلتي الصغيرة قامت وجلست فوق أختها الجالسة بجوار النافذة لتضطرّها أن تبتعد عن النافذة !
( خطة التطفيش ) !
ابنتي الأكبر منها أصرّت إلاّ أن تبقى في مكانها ، وتظاهرت بأنها غير مكترثة بجلوس أختها فوقها !
( خطة اللامبالاة ) !
حاولت أن أتدخّل للصلح بينهما ..
فطلبت من الكبيرة أن تتنازل لأختها الصغيرة ، فقالت : أنا [ دائماً ] أتنازل لها . هذه المرة يجب أن تتنازل هي !
( فكرة الاكتفاء من العطاء )
طلبت من الصغيرة أن تقبل هذه المرة بالتنازل ، فقالت : أنا [ سمحت لها ] مرّات بالجلوس بجوار النافذة ، هذه المرّة لن أسمح لها !
( فكرة انتظار المقابل )
المهم تركتهما على تلك الحال ؛ الصغيرة تجلس فوق أختها ..!
حتى وصلنا المكان الذي نريد ، وقد تململت الكبيرة من جلوس أختها فوقها ، وتململت الصغيرة من طريقة جلوسها غير المريحة فوق أختها .
هنا سألتهما .. ماذا لو أن أي واحدة منكما تنازلت للأخرى ؟!
ألم يكن ذلك في مصلحة الجميع !
صحيح أن إحداكما ستفقد مكان النافذة وتفقد شيئا من رغبتها ، لكنها بالتأكيد جلبت لنفسها ولأختها [ الراحة ] في الطريق ، واستمتعتما بما يكون في الطريق من مناظر ومواقف يمكن أن تحصل على جنبات الطريق .
يا بنتي ..
العناد لا يحل المشكلة بقدر ما يضاعف الشّعور بالألم ، ويقلل من فرص التوادّ بينكما ، ويشحن الجو بالتوتّر سيما ونحن في طريق طويل نحتاج معه إلى نوع من الترفيه مع بعضنا ، ووجود مثل هذا التوتّر يجعلنا نشعر بطول الطريق وكآبته !
الرسالة ..
ليس مع العناد أي راحة تذكر .. سواء لك أو لها .
ولنتعلم مهارة [ التغاضي والمرونة ] في حل المشكلات .
الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح