نعيش هذه الأيام ، أجمل أيام الدنيا وأفضلها وأعظمها ، وأحبّ ما يكون العمل فيها إلى الله في مثل هذه الأيام . .
عشرة أيام . . أعظم وأجلّ ما يكون فيها من عمل ( حج بيت الله الحرام ) لمن استطاع إليه سبيلا .
وإن من أجمل ما ينمّي ويزيد بين الزوجين الودّ والحب ( السّفر ) . .
وأجمل ما يكون السّفر حين يكون سفراً إلى بيت الله استجابة لنداء الخليل عليه السلام إذ أمره الله " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "[الحج : 27]
وقد صحّ أن النبي صلى الله عليه وسلم اصطحب زوجاته معه في حجّة الوداع ، يعلّمهنّ أمر دينهنّ ، ويعلّم الأمة من بعده روعة العلاقة التي تكون بين الزوجين حين يكونان في رحلة مباركة كرحلة الحج .
رحلة الحج ( الزوجيّة ) تعني . .
1 - أن تُبادرا لهذه الرحلة قبل ورودها بالتصافي والتسامح بين الزوجين ، والأيام التي تسبق أيّأم مناسك الحج فرصة للتصافي والتسامح بين الزوجين . . فقط استحضرا معنى ( رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ).
2 - فرصة للتثقف ، والتعلّم والقراءة مع بعضهما فيما يتعلق بأحكام الحجّ ، وآدابه ليقضيا رحلتهما على نور وبصيرة .
3 - تعلّم الزوجين الانضباط ( الشعوري العاطفي والغريزي ) فيما يكون بينهما . ففي حال التلبّس بالإحرام ( لا رفث ) . وهذا الضبط يعلّمنا قيمة ( الانضباط الشعوري ) في حياتنا وعلاقاتنا.
4 - تزيد من القرب والتقارب بين الزوجين . وتُظهر مشاعر التواسي والتعاطف على بعضهما .
تحدّثنا السيرة النبوية في رحلة الحج عن تعاطف النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة حين بكت وقالت : يرجع الناس بحجّ وعمرة وأرجع بحجّة ، فأمر أخوها أن يخرج بها إلى التنعيم ثم تعود إلى الحرم وتطوف وتسعى للعمرة .
5 - التشارك والتعاون الإيماني بين الزوجين في عبادة من أعظم العبادات ، يكون لها أثر في تنزّل الرحمات عليهما . فللطاعة أثر في تقارب القلوب وتآلفها .
6 - فرصة لهما أن يقفا مواقف إجابة الدعاء ويستحضران الدعاء لبعضهما ويتنافسان في ذلك .
ومواطن الدّعاء هي أحد أهم مواطن صناعة التغيير ، ومنعطفات التحسّن والتحسين . وفي ذلك تنبيه إلى عدم إغفال هذه المواطن واستثمارها بروح مقبلة وقلب حاضر .
7 - حتى العلاقة الخاصة بينهما لها لذّتها الخاصّة ، وهما يترقّبان ( التحلّل ) من أعمال يوم النّحر .
فالعلاقة بروح [ الشوق والاشتياق ] والفرح بالطاعة تختلف في شعورها عن غيرها من الأوقات .
8 - تأمّلا في موقف الحج العظيم معنى تعظيم الحقوق والواجبات سيما فيما يكون بينكما كزوجين :
- ( فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ )
- ( وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) .
- ( وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ ) .
فهي رحلة تعظيم وتذكير . . وجدير بالزوجين وهما في رحلة الحجّ أن يعظّما هذه الشعائر والأوامر والوصايا التي جاء بها الوحي .
9 - وحين تطوفان بالكعبة ، وعند رمي الجمرات .. جدير بـ ( الأب ) أن يستشعر مشاعر ( الأبوّة ) ومعنى حسن التربية وهو يتذكّر عند المقام ، مقام إبراهيم عليه السلام في بناء البيت ومساعدة إسماعيل عليه السلام له . فيكون ذلك دافعا له لحسن التربية وبداية حياة جديدة في العلاقة مع الأبناء .
10- إذا وقفتِ على الصفا تذكّري مشاعر ( الأمومة ) وانت تستشعرين ركض ( هاجر ) عليها السلام تبحث عن الطعام لابنها الرضيع .
هي لحظات جميلة أن تتزوّد ( الأم ) على جبل الصفا بمشاعر الأمومة .
فإذا قضيتما حجّكما . .
وودّعتما بدمع الشوق هذاالبيت العتيق . .
عيشا معاً معنى ( الميلاد الجديد ) .
" مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني