المال هو عصب الحياة ، والحياة الزوجية حياة تحتاج الى عصب يمدها بما تحتاجه لتبقى حيوية زاهرة ، وعليه فليس الحب وحده كافياً للسعادة الزوجية ، هكذا خلصت أكثر من دراسة ميدانية أن المال سبب رئيس من أسباب الطلاق والمشكلات الزوجية عموماً ،وقد رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوم استشارته إحدى النساء في خاطبين تقدما لخطبتها فاحتارت أيهما تختار ،فقال لها (أما معاوية – وهو أحد الخاطبين- فصعلوك لا مال له وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه )ثم أشار عليها بنكاح رجل آخر ،وهي رؤية واقعية إذ ان الحياة الزوجية ليست مجرد عواطف حب ولا مشاعر شوق فحسب بل هي خليط من الحب والعمل والمودة والمسئولية والعواطف و الواجبات .وهناك طرفة تروى عن زوج بخيل سافر من أجل الوظيفة وترك زوجته فكتب رسالة إلى زوجته قائلاً :
(الحبيبة الغالية زوجتي الحبيبة! لا أستطيع إرسال راتبي هذا الشهر، نظراً لظروف عملي وأرسل لكِ خيراً منها 100 قـبلـة..
زوجـك المـخـلــص....!!)
بعد أسبوع أرسلت الزوجة خطاب رد إلى زوجها فقالت :
( زوجي الغالي : شكراً لقبلاتك الـ 100، وإليك تفاصيل صرفها: أنفقت مع بائع الحليب قبلتين، أنفقت على البقال 7 قُبَلات، صاحب المنزل يأتي كل يوم ويأخذ قبلة أو قبلتين رجـاءً لا تقلق علي، لا زال عندي قبلات، وأتمنى أن تكفيني لهذا الشهر، وسوف أتبع هذه الطريقة في الأشهر المقبلة، لأنها حلت لي الكثير من المشاكل. زوجـتك المـخـلــصة) ...
وهي رسالة استخفاف بالزوج وطريقة تفكيره في التخلص او التملص من النفقة فبائع الحليب وصاحب الإيجار والطبيب والسباك ونحوهم يتعاملون بالأوراق النقدية ولا يتعاملون بالقبلات الرومانسية ،إذن لابد ليسعد الزوجان من أن يخلط الزوج حبه بشيء من الدراهم، فليست الحياة الزوجية حب فحسب بل هناك سكن ونفقة على الأولاد والزوجة وقيام بحقوق وواجبات .وواقعية الزوجين في التعامل وإتقانهما للخلطة السرية للحياة الزوجية بين المال والحب عامل كبير في سعادتهما .ان انعدام المال والتعويل على سعادة الحب وحدها في الاستمرار بالحياةأمر تواجهه صخور الواقع المرير وبالأخص في زماننا هذا التي بات المال عصب الحياة ودمها بل وقلبها النابض،لذلك قالت زوجة حكيمة لزوجها :