في إحدى المسامرات مع والدي ، كان أبي يكلّمني حول لطف المعاملة وحسن الكلام واثره العجيب على الآخرين فذكر لي قصّة لطيفة حصلت معه ..
قال لي : تغرّبت عن والدي - الذي هو جدّي - سنوات طوال في طلب المعاش والرزق ، وبعد هذه السنوات عدت لزيارة والدي ، وكانت عنده ( بقرة ) هزيلة ضعيفة . فطلبت من والدي أن احلبها !
فقال لي : يا ولدي لعلك قد نسيت كيف تُحلب البقرة . ثم غن هذه البقرة لا تكاد تجود بحليبها لضعفها وهزالها !
فقلت له : امنحني فرصة أن أحلبها ..
يقول والدي : فجلست عند ضرع ( البقرة ) وجلست أكلمها كلاماً جميلاً وأمسح على ظهرها وضرعها مسحاً لطيفاً كالذي يتحنّن لها ، وبقيت أفعل ذلك وأتكلم معها بلطف وصوت فيها تحنّن .. ثم بدأت بحلبها فإذا هي تجود بحليب لم تجد به من قبل .. فاستغرب جدّي لذلك .
هنا انتهت القصة .. وما حصل فيها ليس له علاقة بالكرامة أو ما قد يُتوجّه بتأويلها إلى أمور خارج نطاق العادة !
ومن لطيف ما قرأت :
أن هناك مصنع ألبان في نيوزلندا له فرعان أحدهما في شمال البلاد والآخر في جنوبها ، ولكن كان الإنتاج متفاوتاً بينهما بشكل كبير رغم تطابق جميع الظروف للموقعين وتجهزياتهما وآلية العمل بهما ونوعية الأبقار !!
مما جعل المالك يحتار عن سبب اختلاف كمية إنتاج الألبان بين الأول والثاني . وبعد إجراء الأبحاث والدراسات توصلوا إلى النتيجة التي كانت مفاجئة لهم .. وهي أن المصنع الأول يعمل فيه نفس العدد من الأشخاص لكنهم مختلفون في تعاملهم مع الأبقار حيث إن لديهم تقديرا كبيرا لها ويعبرون عنه يومياً كل صباح قبل بدء حلب الأبقار حيث يطلون عليها مبتسمين مخاطبين كل بقرة شخصياً بقول : صباح الخير يا بقرة !!
(GOOD MORNING COW ) وهذا هو سبب زيادة إنتاجها.
إن مثل هذا يدعونا - فعلاً - للتأمّل : إذا كان اللطف في الكلام والمعاملة والملامسة والقرب يعطي أفضليّة وجمالاً على مستوى الانتاج مع هذه البهائم التي لا تعقل . فكيف ببني البشر حين يكون بينهم اللطف والكلمة الطيبة وحسن التخاطب !
لقد قال الله تعالى في كتابه يوصي عباده : " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم " فتأمل كيف أنه قال " التي هي أحسن " يعني أن هناك شيئ حسن .. لكن تخيّر " التي هي أحسن " .
الأمر الذي يعطينا دلالة إلى جماليّة الأدب القرآني في إصلاح واستصلاح أخلاقيات الناس .
وإن أحق الناس بحسن معاملتنا ، وأن نتخيّر معهم " التي هي أحسن " هم أقرب الناس إلينا .
الزوج مع زوجته .
والزوجة مع زوجها .
الأب مع أبنائه .
والأم مع أبنائها وبناتها .
الأبن مع والديه .
الجار مع جاره .
والصديق مع صديقه .. وهلمّ جرّاً .
لماذا يحرص البعض على انتقاء الكلمة التي يكلّم بها صديقه مراعاة أن لا يجرح مشاعره . ثم هو لا يبالي بأي كلمة يلقيها على مسامع الطرف الآخر الذي هو شريك له في الحياة والنّسب والدّم والقرابة والحق ؟!
ثم بعد ذلك يشتكي الأزواج - رجالاً ونساءً - ويشتكي الآباء والأبناء ..
زوجي لا يفهمني . زوجتي لا تحترمني ..!
ابني عنيد واصبح لا يسمع لنصائحي وتوجيهاتي !
أكره والدي ووالدتي !
والسّبب هو أننا منحنا فرصة لأن يكون هناك تدخّلاً شيطانيّاً بيننا . فإن الله قال " إن الشيطان ينزغ بينهم " .. متى ؟!
حين لا نتخيّر " التي هي أحسن " .
هي دعوة .. لكل زوج وزوجة .
واب وأم ..
وولد وبنت ..
وصديق وصديقة ..
وكل مسلم ومسلمة ..
املؤوا صحائفكم بالصدقة .. فـ ( الكلمة الطيبة صدقة ) .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني
المشتاقه للفردوس السعوديه
العشره الطيبه
حقا ما كان اللين فى شئ الا زانه وما نزع من شئ الا شانه اللهم جملنا بمكارم الاقوال والافعال واهدنا الي احسنها فانه لا يهدى الى احسنهاالا انت