أحببته لكن أمه رفضت ارتباطه بي !

 

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته، انا فتاة في بداية الثلاثينات .. من أسرة طيبة...متحفظة .. متوسطة الجمال و موظفة ... قبل 3 سنوات تعرفت على زميل لي في العمل و نشأت بيننا علاقة عاطفية(سامحنا الله و غفر لنا).و كانت نيتنا الزواج بإذن الله .. تكلم مع عائلته و زارتنا أمه و زوجة أبيه و أختاه في المنزل ، لكن أمه رفضتني بحجة أني "بدينة " و بما أنها ممرضة قررت أنني سأكون أعاني من مرض في الهرمونات و أنني لن أستطيع الانجاب وانني من نفس المدينة التي تنتمي لها طليقة اخيه (التي كان بينهم مشاكل كثيرة) و بانني و عاائلتي سنكون حتما مثل طليقته و اهلها . و برغم إصراره و محاولة إقناعها أنه يحبني و يريد الزواج بي لم توافق. قررنا انا وهو الانفصال و لكن لم نقدر على الفراق ، ثم قرر الاستعانة بإخوانه لإقناع والدته (لقد كان رجلا بكل ما للكلمة من معنى ، إلا أن شخصيته شبه منعدمة أمام والديه، لأنهم هكذا ربوه هو و إخوته).وبسبب رأيهم المتعنت و رفضهم المستمر ، اكتأب الشاب و مرض و أصابه أرق لأيام لدرجة أنه رقد في المستشفى لأيام و والداه يعلمان سبب كله هذا و لكنهم أصروا على رأيهم و خيروه بين الزواج بي و بين رضاهم. قبل أسبوعين من اليوم علمت أنه تزوج زواجا تقليديا ، لقد فرضوا عليه الزواج و ليرضى عنه أهله وافق.. لقد تحطمت حين علمت بالخبر ، أي نعم هو قطع كل وسائل الاتصال بيننا بعد أن تأكد من أن موافقة أهله مستحيلة و لكنه يحبني و لا يزال يحبني (أخته أكدت لي أن والداه فرضا عليه الزواج، يا إما يتزوج أو أن يكون عاقا). من يوم تعرفت عليه و أنا أدعو الله" أن يجعل لي فيه خيرا و يجعل له في خيرا و أن يوافق أهله و نتزوج"، تحريت جميع أوقات ا الاستجابة ، صمت بهذه النية ، تصدقت بهاته النية ، في رمضان ، في قيام الليل ، في الفجر ، وقت المطر ، عند الافطار ، تذذللت لله و طلبت منه طلبي هذا في كل سجدة ، صليت كثيرا صلاة التوبة ، استغفرت كثيرا ، قرأت القران بنية استجابة دعوتي هاته.... و كنت أدعو و أنا كلي يقين و ثقة أن الله سيستجيب لي ، لم أشك للحظة أن الله رب العالمين سيتخلى عني ، لم أفكر يوما بأن الله لن يحقق لي دعوتي .. و لكن الشاب تزوج ، لقد كان أول شخص يدق له قلبي و لم يكن بيدي شيء ، أحببته و أحبني و أردنا الزواج بعد شهرين أو أقل من تعارقنا و لكن أهله كانوا السبب في أن قصتنا أخذت منحى غير شرعي لرفضهم بسبب ظننا(أنا و هو أنه بتغيره سيتغير رأيهم).. و لكنهم رفضوني لشكلي و بسبب شكلي اتهموني بأني مريضة و بأنني لن أرزق بأولاد... بالرغم من أنه تزوج (عقد قرانه فقط )، بالرغم من أنه يجب أن أفقد الأمل ، و لكني داخلي إحساسا يقول "سيستجيب الله فهو لن يخذلك".... انني كنت جد متيقنة من أن الله سيستجيب لي ، لم أستوعب الخبر و بداخلي إحساس يقول سيستجيب الله ... لا أعلم إن كان الله يعاقبني على أخطائي (برغم توبتي ، صليت كثيرا بهذه النية و لم أعد لفعل أي شيء يغضبه سبحانه وتعالى).عندما علمت بالخبر أحسست بأن الله لا يحبني (استغفر الله) و بأن دعائي غير مستجاب و بأنه لم يقبل توبتي.. احسست بخيبة أمل .. أحسست بأن ربي الذي هو وكيلي و العالم بأمري خذلني و لكني استغفرته كثيرا بعد ذلك و أخبرته بأني راضية بقضائه و قدره و ما أطلبه الان هو ان يجعلني أصبر و يعوضني خير .. و أنا أعلم بأنه أصبح من المستحيل ان اتزوج بهذا الشاب (من ناحية المنطق و العقل)و لكن بداخلي احساسا يراودني كل يوم و كل ساعة و صوتا بداخلي يقول "سيستجيب "، ماذا أفعل ؟؟؟ و ما معنى هذا الإحساس؟؟ هل هو فقط نفسي لأنني لم أستوعب أن الله لم يستجب للدعوة التي لم أكف عنها لأكثر من 3 سنوات ؟؟؟ ملحوظة : اني احس بظلم أهله لي وله و بأنهم السبب في قهري و جرحي (لأن أسباب رفضم سخيفة فهم لم ينتقدوا تربيتي ولا تربية أهلي ولا أي شيء اخر فقط الاسباب المذكورة أعلاه).. وكلما اتذكرهم أطلب من الله أن ياخذ حقي منهم و اني لن اسامحهم و لن اغفر لهم مع اني اعلم انني اذاسامحتهم ساكون اعلى مرتبة ولكن قلبي مجروح، لقد حرموني من الفرحة في الحلال و أطفؤوا شمعتي و شمعة ابنهم و تسببوا في تعاستنا فحسبي الله و نعم الوكيل فيهم .. و هل يعتبر رفضهم لي برغم معرفتهم أن ولدهم يحبني و يريدني و تزويجه غصبا ظلما له ايضا.؟؟؟ هل سيحاسبون على هذا الفعل؟ لأنهم الان ظلموا حتى زوجته لأنه يحبيني أنا ... ماذا أفعل ؟؟ لماذا احساسي و يقيني بأن الله سيستجيب يزداد كل يوم ، لماذا كلما كنت أصلي أو ادعوا الاستخارة(في السنوات الماضية) كان يحصل شيء من التالي (اما ان أتأكد من حبه لي بأفعاله ، أو يظهر هناك أمل في الموافقة ، أو يتكلم معي بعد شهور من انقطاع الاتصال .)؟؟؟ انني اعلم أنه أصبح متزوجا و يجب أن أنساه و أفكر أنا أيضا في الزواج(لقد كنت أرفض العرسان قبل هذا الوقت لأني كنت على يقين بأن الله سيستجيب و لكن قدر الله و ما شاء فعل .). و لم أعد أفكر فيه أو في مشاعري اتجاهه لأنني فقدت هذا الحق ... ماهو الحل؟؟ كلما أقف امام يديه سبحانه و أناجيه احس بسكينة بداخلي و صوت يقول "سيستجيب " و لكن كيف؟؟ كيف و هو متزوج؟؟ كيف و عائلته رافضة لي ؟؟؟ هل أنا أتخيل ؟؟؟ هل هذا احساس من الشيطان ؟؟؟ و لكن هذا الاحساس يزيد كلما فعلت فعلا يقربني من الله(صلاة، دعاة،صدقة، مناجاة، قراءه او سماع القران الكريم).انا اعلم و متأكدة ان ربي العظيم لن يتخلى عني في محنتي ، لقد قضيت أسبوعا بعد معرفتي بخبره ، ميتة من الداخل ، اتنفس و امشي و أتحرك و لكن داخلي محروق ، و دعيت الله ان يصبرني و يفرج عني همي ، احسست حينها بانه يسمعني وبان هذا ابتلاء و الحمد لله و بفضل الله وحده استطعت استرجاع قوتي و الاحساس بالرضى بالقضاء و القدر و كما ذكرت سابقا الاحساس بأن يقيني من استجابة دعوتي لا يزال قائما.. أرجو الاجابة على اسئلتي و على تساؤلاتي، فلقد طلبت من ربي الأعظم من الله عز و جل أن يجيبني و أرشدني إليكم .. أشكركم و جزاكم الله خيرا و الحمد لله و الصلاة و السلام على محمد و على اله و صحبه أجمعين.

18-12-2016

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته ..
 واسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ..
 
 أخيّة . . 
 لو سمحتِ لي أن أسألك : 
 - ماذا يعني الدعاء بالنسبة لك ؟!
 هل الدعاء معناه أننا نفرض على الله أن يعطينا ما نريد ؟!
 أو أن الدعاء هو طلب من الله أن يحقق لنا ما نريد ؟!
 
 أعتقد ستقولين : بل هو ( طلب ) وليس ( إجبار ) .!
 هنا اسمحي لي أن أسألك : 
 حين لا يعطينا الله الأمر كما نريده نحن .. هل يعني أن الله غير قادر .؟
 أو يعني أن الله بخيل .. ولا يريد أن يعطي ؟!
 تعالى الله عن ذلك سبحانه !
 لا أعتقد أن مسلماً يمكن أن يقول هذا ..
 
 إذا أيقنّا أنه قادر على كل شيء .. وانه الكريم ولا ينقص من ملكه شيء لو أعطى كل الخق مسألتهم ..
 هنا لنا أن نسأل .. لماذا إذن لم يتحقق لنا مانريد ؟!
 
 الجواب : 
 مبني على سؤال آخر أسألك إيّاه :
 لو سألتك : ما هو حدود علمك ؟!
 بمعنى : هل تعلمين ماذا سيكون غداً ؟!
 هل تعلمين الآن من يوجد خارج بيتك  ؟!
 هل تعلمين الآن الآن ماهي العمليات المعقدة التي تعمل في داخل جسمك ؟!
 هل تعلمين بالضبط ماذا يوجد في دولاب ملابسك ومكان كل لباس فيه على وجه الدقّة .!
 
 أعتقد أنك ستقولين أن حود علمك ( قاصرة ) جداً ..
 وهنا .. أليس الله يقول : ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) !
 تعالي نقرا الاية من بدايتها : ( وَعَسَى? أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ? وَعَسَى? أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ? وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [ البقرة : 216 ] .
 هل لاحظتِ شيئاً ؟!
 هل لاحظت أن الله يقول : ( تحبوا شيئا ) يعني بلغ  الأمر بك إلى مرحلة الحب والتعلّق .. ومع ذلك يقول الله ( وهو شرٌ لكم )  لماذا ؟!
 لأن ( الله يعلم وأنتم لا تعلمون ) !
 
 إنك دعوت ربك أن يختاره لك .. والله تعالى يعلم أنه غير كفؤ لك .. وأنتِ ترين أنه كفؤ لك .. فأي علم أوسع .. علمك أم علم الله ؟!
 
 لماذا لا تقولين : أنه شرٌ وقد صرفه الله عنك ، ولو أن هذاالصرف حصل لأسباب تافهة جداً في نظرك .. لكن هو ( شر ) لا تعلميه وقد صرفه الله عنك .
 
 الله يحبّك حين اختار لك هذا القدر .
 الله رحيم بك حين اختار لك أن تنصرفي عن هذا الشاب .
 الله لطيف بك حين يريد أن يختار لك من هو خير منه لك ولأهلك .
 
 ثقي تماماً أن الله لا يمنع شيئا عن عبده أو أمته بخلاً ، إنما يمنع عنه لطفا ورحمة .
 
 ما تجدينه الآن في نفسك .. بقايا ( تعلّق ) سيذهب تماماً كل ما ما رست حياتك بشكل طبيعي .
 كلما ملأت قلبك ثقة بالله وانه إنمااختار لك الخير والرحمة ..
 كم من فتاة أصرّت أن تتزوج شاباً أحبته .. فلما تزوجته تمنّت لو أنها لم تتزوجه !
 
 صدقيني طالما أنك التجأت إلى الله بكل هذه السبل والوسائل التي ذكرتيها ، والأمر مع ذلك يكون على عكس ما تتمنين فثقي أن الله ( يعلم وانت لا تعلمين ) وأنه يختار لك الخير والأفضل لك .
 
 مذا لو ارتبطت به .. وأنتعلمين ضعف شخصيته عند أهله ، وتعرفينموقف والدته من هذاالزواج .. هل تخيّلت كيف ستكون حياتك ؟!
 هل تتوقعي في مثل هذه الظروف يمكن أن تسعدي بالحب ولو للحظة !!
 صدقيني لو تخيلتي الأمر على الواقع .. لعرفت حسن تدبير الله لك ؟
 
 اقطعي كل وسيلة للتواصل معه ..
 لا تسألي عن أخباره ..
 افتحي لنفسك أفق الاختيار فهناك من هو أفضل ولابد .
 استمتعي بلحظتك وبحسن إيمانك 
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

18-12-2016

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني