أرفض الزواج من غير شباب بلدي !

 
  • المستشير : رجاء
  • الرقم : 2602
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 12057

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أسعد الله أوقاتكم بكل خير أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة أكبر إخوتي ... قبل رمضان المنصرم بأيام _أثناء الإجازة الصيفية في بلدي _ تقدم لخطبتي هاتفياً عن طريق أخي رجل يكبرني بخمس سنوات ذا دين و خلق مناسب لكنه من غير جنسيتي ، لم تكن لدي رغبة و استخرت الله تعالى في رفضه منذ أعلمت بالأمر و بينت رأيي:(عدم الموافقة و قلت لهم بلغوه سلامي و اعتذاري و أنني أظن أن زوجة أخرى ستناسبه أكثر مني مع صادق تمنياتي له بالتوفيق و ظللت بيني و بين نفسي أدعو له دائماً بالزوجة المناسبة ) الذي لم يصل إلى أسماع الخاطب إلى الآن ، دخل رمضان و انتهى و عدنا إلى محل إقامتنا بل جاء الخاطب إلى منزلنا و مع ذلك لا يزال الموضوع معلق فوالداي يريدان سبباً مقنعاً بالنسبة لهما و غير راضيين عن اختياري أعجبهم الخاطب لدرجة كبيرة من منظور ديني ،تعليمي ، اجتماعي و مادي بل أنا نفسي لا أخفي إعجابي بصفاته إلى حد ما و أراه مناسباً من نواحٍ أخرى لكن يصعب علي قبوله زوجاً لسببين يصعب التخلص منهما و لذا أنا متمسكة بالرفض و كلما تذكرت قوله عليه الصلاة و السلام إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ...)أخشى على نفسي من خطورة مخالفة الهدي النبوي لكنني استعلمت عن شرح الحديث و سألت أكثر من شيخ جميعهم أكد لي أن رد الخاطب ذا الدين و الخلق لاعتبارات أخرى شرعية كالفارق السني أو الجنسية أو غيره مادام أن الرفض ليس لذات الدين و الخلق أمر لا بأس به ، و لفظة فزوجوه تحمل على التوجيه لا الأمر و الإلزام الذي يترتب عليه إثم المخالفة ، بل منهم من قال لي إن الحديث على انتشاره و سعة اشتهاره إلا أنه لا يصح و في سنده كلام و على العموم سواء أكان الحديث صحيحاً أم لا فأنا لم أجعل سبب الرفض أنه على قدر من التمسك بالدين و الخلق الرفيع بل أبدي عدم موافقتي و أنا مستحية أنني أرد ذا دين لكن عزائي أن لي عذري و لست أعبث أو أتدلع السبب الأول و قد جعلته في الواجهة و هو ما أعتذر به أمام أهلي هو اختلاف جنسياتنا أنا جزائرية أقيم في الإمارات منذ ما يقارب 14 عاماً و الخاطب الذي تقدم إماراتي الجنسية ، أهلي يرونها ميزة و نقطة إجابية و أنا لست أراها كذلك ليس لذات الجنسية الإماراتية فأنا أؤمن أنه ( لا فرق بين عربي على أعجمي ...إلخ ) (و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)(كلكم لآدم و آدم من تراب ) لكنني جزائرية من عائلة جزائرية ليست لدي رغبة في أن أرتبط بزوج غير جزائري كما أنه في نفس الوقت الامارات بالنسبة لي ليست مجرد دولة كغيرها من الدول بل تربيت على أرضها أمضيت فيها سنوات دراستي و لا أزال ، لم أعتد العيش في سواها بل قد أفضلها من ناحية الإقامة على بلدي ، أعرف عن تاريخها مدنها حكامها عادات أهلها ما أجهله عن بلدي أحترم الشعب الإماراتي كثيراً أعز الإمارات شعباً و حكومة و أكن لهم عظيم الحب و التقدير لكن تبقى للجزائر مكانة أعظم في قلبي باعتبارها مسقط رأسي، موطني و إليها أنتمي و المرء مفطور على الانتماء لوطنه و أظن ذلك من ديننا فالرسول صلى الله عليه و سلم عندما خرج مهاجراً من مكة قال : لولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ... الخلاصة هي أنني ليست لدي رغبة إطلاقاً في أن أرتبط بمن يخالفني الجنسية و أن أكون أسرة و أولاد على غير جنسيتي و أظنها رغبة شخصية معتبرة تدور في نطاق المباحات كونها لم تتصادم مع أمر من أوامر الله أو تشريع من تشريعاته لا سيما أن الخاطب نفسه يبدي رغبته الشديدة و ذكر أنه أهم شيءألا تكون هناك معارضة من من جهتي أنا بالنسبة لموضوع اختلاف الجنسية حسبما أخبرتني أمي ،،،و مع ذلك لازلت أواجه معارضة من طرف أبي و أمي و يضغطان علي للموافقة بينت لهما و جهة نظري مراراً شرحت لهما فكرتي لكنهما يريانها واهية للغاية (دلع و كلام فاضي ) وضحت لهما أن رضاهما مطلب كبير و أود تحقيق رغبتهما و لو كان الأمر يتعلق بأسبوع أسبوعين شهر سنة لربما هان الأمر قليلاً فرضاهما أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي كما أن ضده مزعج و مخيف للغاية يقف عائقاً في حياتي و علاقتي مع ربي ، بيد أن الأمر أمر زواج مدى العمر عبر عنه مشرعه بالميثاق الغليظ و هو جدير بأن يتم التعامل معه بجدية و وضوح كما أنني وحدي التي ستعيش معه و مؤسسة الزواج لن يديرها والداي بل أنا من سيشترك مع الزوج في ذلك و لهذا أظن أن شريعة الإسلا م جعلت عقد الزواج لا يتم إلا بموافقة الزوج و الزوجة كليهما و رضاهما النابع عن رغبة و إقبال و ليس إجبار أو إلزام لأن كلا الظرفين( الرضا و الإكراه)سيلقيان بظلالهما على نجاح هذا المشروع و فشله . و هنا أجد نفسي أتساءل هل رضا الوالدين معتبر في هذه الحالة ؟ بمعنى أنني إذا رفضت هذا الخاطب و سلمت من الإثم في ذلك و عارض اختياري رغبة والداي بل تعدى ذلك إلى غضبهما هل يعد هذا في شريعة الإسلام ضرب من العقوق و أنني أخللت بواجبي تجاه والداي ؟و إذا كان نعم فلم جعل الشارع الحكيم موافقة المرأة ركناً لا يتم العقد إلا بها(لا تنكح البكر حتى تستأمر )؟ الأمر الآخر و هو السبب الثاني لرفضي لكن ظل حبيس صدري و هو أنني أحب الخاطب الأول الذي انتهى شأني و شأنه الآن تم الأمر و انتهى لكن فقط بالنسبة لوالداي و بالنسبة لمن سمع بالخبر و ربما بالنسبة له هو أما بالنسبة لي لم ينته بعد ، الأمر الذي أملكه و يتمثل في أمر مشاهد ملموس أملك التحكم فيه نعم الموضوع منتهي هذه حدود الله و هو حالياً رجل أجنبي عني لا تربطني به علاقة شرعية لكن ماذا عن الذي لا أملكه قلبي الذي مال إليه مشاعري التي ليست مجرد أزرار يسهل التحكم فيها و ضبطها بخيارات الإطفاء أو التشغيل ...في الحقيقة الموضوع بالنسبة لي لم ينته بعد كلما شعرت بالحب نحوه قلت لنفسي كلا ليس بعد قد يكون إعجاباً عارضاً إنه انجذاب وقتي قد تكون مشاعر مؤقتة أنتِ حديثة عهد بانفصال و عواطفك ستهدأ بعد حين ستمحو الأيام آثاره ستتأقلمين و تنسينه كان هذا حديث عقلي لكن قلبي أبى الإذعان مرت أيام تبعتها شهور و الآن اكتمل ما يقارب السنتين و أنا على حالي إن لم أكن قد ازددت رضيت قنعت و صبرت و ظللت أدعو له بظهر الغيب و كما ذكرت فوالداي غير راضيين على اختياري و يريان ما أنا عليه طيش تهور سخافة قلة عقل و تسرع أمي تصفني بالعناد و تصلب الأفكار أما أبي فقد أخبرني أن عدم موافقتي على هذا الشاب سيكون معناه عدم إكمال دراستي قال لي الأمر في النهاية يعود لك و أنا أوجهك و أرشدك إلى ما أرى فيه مصلحتك و لن أجبرك و ثقي أنك لن تتزوجي مكرهة لكن لن أأذن لك بإكمال الدراسة و سيسمح لي بمتابعتها فقط حال الموافقة على الزواج إذاً فأمر دراستي و استمراره معلق بقبول فلان من عدمه و رغم أنه يلعب على وتر حساس جداً فهذه السنة الثالثة و بذلك يتبقى لي عام واحد فقط و يتم التخرج بإذن الله (برنامج التعليم 4 سنوات )كما أنني متمسكة بدراستي أحب تخصص الصيدلة أخطط لمستقبلي بعناية أطمح أولاً إلى استعادة تفوقي الذي فقدته خلال السنتين الماضيتين و التخرج بامتياز ثانياً ثم متابعة برنامج الماستر و الدكتوراه و غيرها و ترك الدراسة سيكون صدمة بالنسبة لي و اختيار مؤلم و صعب لكنه يظل أسهل من غيره و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم القائل (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير )أسوة حسنة فهو الذي ما خيير بين أمرين إلا اختار أيسرهما و أنا الأيسر بالنسبة لي بين اختيار أني أتزوج رجلاً لا أريده مع إكمال مشواري التعليمي و بين أنني لا أتزوج الرجل الذي لا أريده و و لا أكمل مشوار تعليمي مجبرة هو الاختيار الثاني و قد مالت إليه نفسي لسببين و بقي أن أستخير و أستشير إلا أن يشاء الله أمراً آخر السبب الأول : لأنني أحترم الحياة الزوجية و أقدر ها و أعلم أن الإسلام بوأ الزوج قدراً عالياً من الأهمية و أولاه حقوقاً عديدة بل و رتب على الإخلال بها عواقب لا أقوى على تحملها و أنا أرى أنني لن أستطيع أن أؤسس مشروع زواج ناجح و أنا أرفض من أمامي نعم أرضاه لدينه و خلقه لكن هذا ليس كل شيء فأنا أرفضه لعدم توافق جنسياتنا و أرفضه لأني أحترمه و لا أرغب في العيش معه زوجة تكن الحب لغيره و تتمنى زوجاً سواه ، حفاظاً على كرامته ، حرصاً على مشاعره ، صدقاً مع نفسي ، هروباً من الخيانة و لو بالقلب و قبل ذلك كله خوفاً على علاقتي بربي من أن تتأثر بإخلالي بواجباتي الزوجية فأي إتقان و أي محبة و أي حسن تبعل يطلب ممن ترفض من أمامها زوجاً ؟ و جميعنا يعلم قصة المرأة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم لا تنكر على زوجها شيئاً في دينه و لا في خلقه لكن تكره الكفر بعد الإسلام و حسب ما أتذكر تخشى أن تحاسب على تقصيرها و في نفس الوقت لا تجد الدافع الذي يبعثها على حسن التبعل بل تجد محله الرفض و عدم القبول و هذا منطقي جداً و واقعي للغاية و و قرره الإسلام و لم يلغه و كان رد الرسول صلى الله عليه و سلم حكيماً يرضي الطرفين تنفصل عنه و ترد له ماله . أما السبب الثاني الذي يجعلني أختار عدم الموافقة بالتالي ترك الدراسة مجبرة :هو إيماني بأن الله على كل شيء قدير و أنه من المحال دوام الحال و أن مع العسر يسراً و رغم أنني أكتب استشارتي و أنا لا أزال في الكلية و أؤدي الامتحانات التي تبقت لي من مستوى \"سنة ثانية\" إلا أنه قد تزاحمت لدي الخطط و امتلأ رأسي بالأفكار التي من الممكن أن أشغل بها وقتي حالما توقفت عن الدراسة على سيبل المثال : ستسنح لي الفرصة للتعرف على ديني و تعلمه أكثر سجلت في الأكاديمية العلمية على الإنترنت سجلت في دورة لتفسير القرآن على النت أيضاً أحب المطالعة كثيراًو يجب أن أنتهي من وضع خطتي لحفظ القرآن الكريم و الحديث الشريف و تدبرهما ،و خطة زمنية لقراءة السيرة النبوية ، سير الصحابة و التابعين ، مختصر التاريخ الإسلامي ، سير الناجحين، دع القلق و ابدأ الحياة ، كيف هزموا اليأس، لا تحزن،كيف أصبحوا عظماء ؟، و الكثير من العناوين الأخرى التي أنا في شوق لقراءتها منذ فترة بيد أنني أنشغل بدراستي كثيراً و لا أكاد أجد الوقت ، أيضاً عزمت على مراجعة مواد السنة الأولى و السنة الثانية و تثبيت معلوماتي و متابعة مواد سنة ثالثة بمفردي قدر المستطاع فنحن في الأسبوع الثاني من الفصل الدراسي الأول و بقي على موعد الامتحانات الشهرية مايقارب الشهر عزمت أن أتواصل مع زميلاتي أن أدرس ما يدرسونه أضع لنفسي امتحانات و أختبر نفسي بصدق بالطبع لن يكون الحال كما هو في الكلية و سأفتقد إلى الجانب المختبري و التواصل مع الهيئة التدريسية و غيره لكن لا مشكلة مادام أن الأمر ليس بيدي كما أن مكوثي في المنزل سيفتح أمامي الفرصة لتعلم الطبخ الذي أجهله تماماً إلا في محاولات بسيطة متواضعة للغاية و غير ذلك الكثير و الكثير من الأهداف التي يمكنني تنفيذها الشاهد أنني لن أقلب حياتي نكداً و لن أرتدي ثوب الهم و أقبع في مكاني سأتكيف إن شاء الله مع ظرفي و أتعايش معه كما أنه إن أوصدت أمامي أبواب الأرض فأبواب السماء مشرعة على مصراعيها و في كل حين و الله لا يتعاظمه شيء و بإمكاني بتوفيق الله تعالى تحقيق ما أريد و يجب علي أن أدفع الثمن مهما كان غالياً ما دمت أستطيع ذلك و ما دام أن ديني و علاقتي بربي في منأى من أن تكون هي الثمن أو ضحية ما يجري و الحياة لم تصف لأحد و هذه سنة الله في ضرورة وقوع الابتلاء كما أن إحساسي يرجح لي أن ترك الدراسة مجرد وسيلة للضغط و قد تعود المياه إلى مجاريها و ينتهي الأمر بسلام فأنا ألتمس العذر لوالداي في تضايقهما و انزعاجهما مني أولاً: من حيث أن الخاطب مناسب جداً لولا الجنسية التي لا يعني اختلافها شيئاً بالنسبة لوالداي بل كما ذكرت بل يريانها ميزة،،،و عدم قدرتي على إقناعها ثانياً:من حيث تفاجؤهما من رفضي القاطع و قد كانوا طيلة إجازة الصيف يستعدون نفسياً كما أنهما أخبرا بعض الأقارب بالأمر رغم أنني أبديت رفضي و قدم تجاهله،،،ثالثاً: كوني أنا الكبرى و لهم من معارفهم ممن لهم بنات في سني عقدن أو تزوجن بقيت نقطة أخيرة أود التطرق إليها ألا و هي صعوبة إن لم يكن استحالة نسيان ذلك الخاطب و تمزيق ورقته من حياتي رغم أنه لم يكن الوحيد فقد تقدم لي غيره لكن لا أحد منهم استمال قلبي كما حدث معه هو بالإضافة لذلك فمواصفاته مريحة و مناسبة و لا مشكلة في جنسيته و هو أول رجل في حياتي ، أحببته و الأمر ليس بيدي قد تتهمونني في سلامة عقلي و مدى وعيي إن قلت لكم أنه تزوج حديثاً و مضى على زواجه شهران و 21 يوم ، لكنني أؤكد أنني في كامل قواي العقلية نعم كان وقع الخبر أليماً ،يومها بكيت و بكيت لكن لم أفقد الأمل كانت فترة امتحانات نقص وزني و تأثرت دراستي ...إلخ لكن تأقلمت و لست حزينة إطلاقاً أؤمن أنه قضاء الله الذي اقتضته حكمته البالغة و أمر نزل به القدر ولا طاقة لي أو له برده و لست أمانع أكون زوجة ثانية إن قدر الله أن يتقدم مرة أخرى! بل أصبح لدي هم آخر و هو أنني خشيت على نفسي كثيراً من أن أحسد من ارتبطت به فبت أدعو لها هي الأخرى و أوطن نفسي على تقبل الأمر ، سلمت أمري لله استشعرت بأنه خير لي ، زادت علاقتي بربي قرباً تحسن حالي معه كثير اًأحسن به الظن على الدوام و كثيراً ما أفكر أنه يمنع عني ما أريد بشكل مؤقت و أنه لا يخلي بيني و بين رغبتي الآن ليمنحني إياها في صورة أجمل و وقت أنسب لا أشعر أنني في مشكلة و عقيدتنا كمسلمين تؤكد أن اختيار الله لعبده خير من اختيار العبد لنفسه أما صعوبة تجاهل الماضي و تمزيق ورقة فلان من حياتي فتتمثل في أمرين ، أولاً: أنني أتناول باستمرار و انتظام جرعات مركزة بالغة التأثير من آيات ، أحاديث و مواعظ تؤكد أن الغيب لله و أنه إليه تصير الأمور و أنه يبتلي عباده بالخير و الشر و أنه لا يقدر شراً محضاً و أنه لا يتعاظمه شيء و أمره للشيء إذا أراده كن فيكون و لا يرد القضاء إلا الدعاء .......إلخ الأمر الذي يمنحني الأمل التفاؤل الاستقرار الرضا التسليم ثانياً : الدعاء. أليس يدعى بسلاح المؤمن؟ فأنا لا أشعر بأنني ضعيفة لأنني أجيد إلى حد ما استخدام هذا السلاح أحرص على التحلي بآداب الدعاء و تحري أوقات الإجابة من سفر ، مطر ، مجلس ذكر، رمضان، ليلة القدر الثلث الأخير من الليل السجود الصيام ماء زمزم و كل ما أعرفه نفذته تقريباً و أستحضر قول الرسول صلى الله عليه و سلم:\"ما من مسلم دعا الله بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث ؛ إما أن تعجل له دعوته ، وأما أن تدخر له في الآخرة ، وإما أن يرفع عنه السوء مثلها ، قالوا : يا رسول الله ! إذا نكثر ؟ قال : الله أكثر \" و حتى إن قدر الله ألا أرتبط به فسيكون أيضاً اختيار الله و مرحباً به و الزواج ليس نهاية المطاف كما أنه مجرد وسيلة لا يرقى إلى الغاية وثقتي بالله كبيرة أطمئن لقضائه أرضى بما يقسمه لي ، ففي تدبيره ما يغني عن الحيل و في كرمه ما هو فوق الأمل و يريحني كثيراً قول أحد الدعاة بما معناه أنه إذا وقر في قلبك يقيناً و استقر عندك بقوة أنه لن يكشف ما بك إلا الله فاعلم أن بلواك قد رفعت و أن همك قد زال و أنه لم يبق على الفرج سوى لحظات و إن توفاك الله و أنت على حالك فسترى أثر صبرك في حياة البرزخ باختصار لا أحمل هم المستقبل و لا أشعر أني في حزن أو مشكلة أتعبد لله بصبري و انتظار كرمه أحمده أن حصتي من البلاء ليست في ديني أعزي نفسي بمن تكالبت عليهم المحن و توالت عليهم المصائب من شرك بالله أمراض و عاهات مجاعات و فقر و غيرها و أحمد الله على الخير العظيم الذي يغمرني فمجرد أنه جعلني مسلمة يعني أنه فضلني عل ملايين من خلقه ناهيك عما حباني به من نعم تغطيني من رأسي إلى أخمص قدمي أرجو المعذرة على طول استشارتي حاولت الاختصار لكن لازلت أشعر أن استشارتي في دولة و الاختصار في دولة أخرى على العموم أنا مرتاحة لأنني أشعر أنني ألقيت حملاً حيث أخرجت ما بداخلي و نظمت أفكاري و ما يحتويه عقلي بقي أن أستمع إلى توجيهاتكم و أطلع على تعليقاتكم و نصائحكم انتقاداتكم و مشورتكم بشكل عام ( ما هي الأخطاء التي وجدتموها في طريقة تفكيري ما هي الحلول المقترحة لتجاوزها ؟) و مقدماً أتقدم بشكري للمستشار أرجو أن تتقبل تحياتي و فائق امتناني جزاك الله خيراً إن كان فضيلة المستشار يرى أن تفصيل وضعي مع الخاطب الأول مهم و مطلوب لاكتمال توجيهه و مشورته فسيجد ذلك مرفقاً في الأسفل، جزاكم الله خيراً و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل علاقتي بالخاطب الأول التي دامت ما يقارب 3 سنوات : كنت آنذاك بيني و بين نفسي قبل أن يتقدم لي رافضة لفكرة الزواج من الأساس كان تفكيري أن الزواج ليس فرضاً و مريح جداً إني أكمل حياتي عزباء ! و ذلك لأنني كنت أراه مسؤولية كبيرة جداً لن أتمكن من حملها و لا أتخيل نفسي زوجة أو أم أحاسب على أطفال زوج و بيت لدي مسؤوليات و واجبات غير نفسي ، دراستي و حياتي الخاصة ، فأول ما خطبني و قد كان عمري وقتها 16 سنة لم أقبل به حتى قبل أن أسمع عن مواصفاته رفضت و بإصرار خاصة عندما علمت أنه يكبرني بـ 10 سنوات كنت صغيرة ذات تفكير سطحي للغاية لا أفكر لمستقبلي إلا من ناحية الدراسة و التعليم بالإضافة لذلك متمسكة برأيي بشدة و من الصعب إقناعي إلى حد ما أهلي كانت لهم نظرة أخرى و ارتضياه زوجاً لي و ذلك نظراً لأن الخاطب أعجبهم و مواصفاته مناسبة جداً و بقي إشكال صغر سني و ارتباطي بالدراسة فما كان عندهم مانع اني أكمل دراستي و يتم الزواج بعد التخرج ،و بالتأكيد أمي كلمتني و نصحتني كثيراً و كذلك فعل أبي و بعض معارفنا و أقاربنا لكنهما تركا الخيار لي و لم يضغطا علي لانت أفكاري قليلاً و خف تمسكي بالرفض فوافقت بشكل مبدئي فقط و بينت ضرورة أن ألتقي به و تكون هناك ما يعرف بالنظرة الشرعية لكن ما مر أكثر من أسبوع أو أسبوعين و لم يكن اللقاء قد تم بعد أو حتى الإشارة إلى أنه سيتم و أنا أصلاً كنت مترددة فرجعت لكلامي الأول و سحبت موافقتي (لكن لا أخفيكم أنني في الحقيقة كنت مقتنعة به في قرارة نفسي إلا أنني لم أتمكن من اتخاذ قرار مصيري كهذا فاكتفيت بالاستخارة و لم أستشر أحداً) انتهى الأمر بالنسبة لي و لا أعرف ما الذي حدث بالتفصيل على الطرف المقابل لكن أتوقع أن أبي لم يوصل للخاطب رغبتي في لقائه و لم يوصل له عدم موافقتي الأخيرة ، أظن أن الموضوع بقي بالنسبة لأهلي و للخاطب أنه قبول معلق و أنها موافقة و نستناها تخلص دراستها أما بالنسبة لي فالموضوع كان خلاص منتهي و بينت عدم موافقتي بوضوح و خلاص انتهت السالفة خلال هذه الفترة كان أهلي يحاولون إقناعي بس أنا كنت غبية نوعاً ما و ما أفكر صح و استمريت في رفضي (أذكر أني كنت لما أناقش أمي و أبين لها ان ما عندي رغبة و ما تقبلت الموضوع ترد بعبارة \"مقلب القلوب \" و تقصد أنها رح تدعيلي و في إمكانية أتغير و فعلاً هذا اللي صار لكن بعد فترة) بعد ما تخرجت من المدرسة أذكر أنه اتصل و حب يعرف رايي فكلمني أبوي و كلمتني أمي و حبوا يحسموا الأمر بس أنا أصلاً كنت مستغربة منهم و من جدية كلامهم لأن الموضوع بالنسبة لي خلاص أظهرت عدم موافقتي بوضوح ، كنت أنا في واد و هم في واد آخر كان همي إني أشوف نتيجة البكالوريا أني آخذ شهادة إنجليزي عشان التسجيل الجامعي إني أشوف أي كلية أدخل و بدري بدري على الزواج و ما أتحمل أنا مسؤولية أن احتمال أبوي ما وصل له رفضي على أمل أني أتخرج و أتغير و أوافق أنا الصراحة لحد الآن ما أعرف تفاصيل الموضوع و شو صار و شو ما صار بس أعرف ان موقفي كان صريح و واضح ، المهم ردوا له جواب بعدم الموافقة و خلاص . بعدين دخلت أنا الكلية و بديت دراسة ، خلص الفصل الأول و بدينا الفصل الثاني و على أيام الامتحانات النهائية ما أعرف كيف تجدد الموضوع أذكر يومها خلصت الدوام بدري فأمي هي اللي مرت أخذتني و في السيارة فتحت لي موضوع فلان مرة ثانية و قالت لي شو رايك ( و أنا وقتها كنت استشرت الكثيرين سواء زميلات أو أخصائيين أسريين و غيرهم و كانت استشارتي بعد ما أعطيت الرد بالرفض !و كانت إجابات المستشارين مشجعة و السبب الأساسي اللي كنت أرفض عشانه (الفارق السني ) تلاشى و بدأت أفكاري تتغير و بالإضافة لذلك فمشاعر عدم التقبل اختفت بل تحولت إلى ميل و انجذاب لا زلت عاجزة عن تفسير انقلابها إلى حب !) فلما سألتني أمي كنت بيني و بين نفسي موافقة و عن اقتناع و رغبة بس كان جوابي إني أنا قلت لكم رايي من أول مرة و أنو لازم تكون نظرة شرعية لازم يصير لقاء أول شي (ما أعرف ليش أنا مكبرة موضوع النظرة الشرعية بس في الواقع كنت أشوف أنه شي صعب للغاااية إني أقول وافقت و أنا لسا ما شفته و لا سمعت صوته و لا جلست مع اللي رح أكمل معه بقية عمري صحيح أنا لمحته أكثر من مرة بس بشكل عارض و من بعيد لكن ما كان هذا طلبي كنت أبحث عن لقاء رسمي يجمعنا أنا و هو ، يجي للبيت أشوفه يشوفني يتكلم أسمع صوته...إلخ)وافقتني أمي و قالت نظرة شرعية خلاص نظرة شرعية يجيك للبيت و تجلسي معه ، استعديت نفسياً قرأت نصائح عن اللقاء الأول استمعت لأكثر من محاضرة عن النظرة الشرعية و كيف تكون و بقيت أنتظر بعدين قالوا لي لأ أول شي خلصي امتحاناتك بعدين أول ما تاخذي إجازتك نرتب لقاء (مع أن السالفة كلها ربع ساعة يمكن أقل أو أكثر بس ،،، مو خطبة و لا عقد أو شي يحتاج وقت) سكت على مضض و بقيت أنتظر ، خلصت امتحاناتي و أخذت الإجازة استنيت مرت الأيام و ما في خبر لامن أهلي و لا منه ،مات الموضوع ببرود و انتهت السالفة.أما بالنسبة لي ما كنت قادرة أفسر اللي يصير في نفس الوقت كنت مستحية أسأل أو أستفسر فبما إني ما حصلت على رد أو جواب بالإضافة إلى شعور الانجذاب الذي أصبح يراودني تجاهه بقيت بيني و بين نفسي أنتظر و أنتظر و كل مرة أفكر أفتح الموضوع مع أمي يغلبني حيائي مرت أيام و أسبوع ورا أسبوع إلى أن مر 5 ما ادري 6 شهور تقريباً خطبتني و حدة لأحد معارفها سألتني أول شي و حبت تعرف رايي قلتلها صعب و أنا بعدني أدرس و ما أفكر حالياً بعدين راحت عند أمي و كلمتها ففاتحتني أمي و حبت تسمع وجهة نظري أنا لما أمي نفسها جابت الخبر و فتحت الموضوع الجديد بلعت الصدمة و كان لازال حيائي يمنعني أفتح سيرة الخاطب الأول المهم رغم أن الشاب فيه مواصفاته حلوة إلا أني طبعاً رفضت و حجتي أنه من غير جنسيتي (إماراتي ) بس السبب الأساسي هو إني كنت أحس أني تعلقت بالأول و أثناء كلامها ما أعرف كيف جابت سيرة الخاطب الأول و قالت لي خلاص ترى أمه خطبت له وحدة ، هي قالت كلمتها و أنا دق قلبي بقوة حسيت حرارتي ارتفعت دموعي كانت ع الباب تضايقت و نجحت في إخفاء تأثري و صدمتي البالغة بس أول ما صرت لحالي رددت دعاء المصيبة تضايقت و شبعت بكا و في ذاك اليوم وبس استوعبت أنه راح و أن الموضوع أسدلت أستاره، بالنسبة للموضوع الجديد ماما قالت لي استخيري و أبوي عادي عنده ما اهتم، و ما واجهت معارضة شديدة لما رفضت فاستخرت و ردوا لهم جواب و خلاص. ففي كل مرة يمنحاني حرية الرفض أو القبول إلا مع هذا الخاطب و يرددون فلان غير إذ لم تكن هناك معارضة فحسب ، بل تضايق مني و من أفكاري و عدم رضا عني بل ضغط بأكثر من طريقة أهمها يا آخذه يا ما أدرس كثيراً ما أتساءل بيني و بين نفسي حسناً و إى متى سأظل أنتظر إلى متى أرفض من يتقدم لي ثم لا أجد جواباً ، أهرب من نفسي و أتعلل بأن الأمر ليس بيدي لكنني عثرت على الإجابة مؤخراً و هي أنني سأتوقف عن الانتظار و سأفقد الأمل فقط في حال اختفت الآيات و الأحاديث التي تقتلع اليأس و تغرس عقيدة ملؤها التسليم الأمل و التفاؤل في نفس من يقرأها... ما أعرف مرات أحس أني مقتنعة بأفكاري و راضية عن نفسي و ما أحس بتأنيب الضمير و مرات أحس أني مجرد كتلة من الغباء أنتظر الإجابة بشوق كما أتمنى ألا يطول بي الانتظار مرة أخرى تقبلوا احترامي و امتناني و جزاكم الله خيراً

14-09-2011

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  . .
 وأسأل الله العظيم أن يرفع قدرك ، ويقرّ عينك وينفعك وينفع بك . .

 حقيقة أخيّة . .
 أعتذر ابتداءً على تأخّر الرد . .  وذلك لسبب  وجود رسائل ا×رى ، وسبب آخر مهم وهو ( طول رسالتك ) على أن ( الطول ) في رسالتك خاصّة ليس شيئا مملّا بقدر ما أن طولها  اجتذبني لأقرأها مرة ومرتين وثلاثة لما في أمرك من العبر . .

 إن فتاة بمثل عمرك وتكتب بمثل هذا المستوى ، وهذا التسلسل والتشخيص  والتفنيد .. لهي اقدر  - بفضل الله  ومعونته - على أن تترسّم خطوات حياتها بطريقة إيجابيّة ، وان تكون أكثر ايجابيّة في قرارت حياتها سيما في قرار مهمّ وعند منعطف خطير من منعطفات الحياة ( منعطف الزواج ) .

 لن أقف كثيراً عند ( كثير من تفاصيل رسالتك )  لكن اسمحي لي أن اشيد بطريقة تفكيرك وتعاملك مع ما تتوقعينه من الأحداث ..
 أعجبتني جداً الأفكار  التي  بدأت تبتكرينها ، وتجهّزينها كخطة بديلة لو تم حرمانك من إكمال دراستك واخترت هذاالقرار . .

 أخيّة . .
 أمّا الحياة الزوجية  فإن متعتها  وجماليّتها في ( الاستقرار ) .. وهذا ( الاستقرار )  يُبنى أول ما يُبنى من لحظة ( قرار الزواج ) ولحظة ( اختيار شريك الحياة ) . .
 واساس ( حسن الاختيار  ) هو ( الرضا )   " من ترضون دينه وخلقه " ولم يقل : من كان حسن التدين حسن الخُلق .
 بل جعل الأمر له مساحة عندك ( ترضون ) . .
 واعتبار الدين والخلق هما أهم اعتباران في الخاطب  يؤسسان  لـحصول ( الرضا ) . .
 الاعتبارات الأخرى ايضا لها حظ من النظر ما دام أن لها تأثير على العلاقة بين الطرفين  .
 فإن  فاطمة بنت قيس استشارت النبي صلى الله عليه وسلم   عن اثنين تقدما لخطبتها فقال لها عن أحدهم أنه صعلوك لا مال له ، وقال لها عن الآخر أنه لا يضع العصا عن عاتقه ..
 إنه يتكلم عن ( صحابة ) عن أفراد من جيل هم خير جيل  كان ولن يكون مثله ..
 ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يُشير عليها  بالنظر إلى اعتبارات مهمة في العلاقة الزوجية .
 
 أمّأ عن ( رضا والديك ) . .  فنعم هي قاعدة  : أن الخاطب الذي يجتمع عليه رضا ( الفتاة ) و ( رضا والديها )  اقرب ما يكون للبركة والتوفيق ..
 لكن ذلك لا يعني الغاء ( رضا ) الفتاة و ( رغبتها ) لأنه فقط في هذه الجزئيّة  النبي صلى الله عليه وسلم يقدّم ( رغبة ) و ( رضا ) الفتاة على رضا والديها ...
 وفي الحديث : جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : إن أبي زوجني ابن أخيه يرفع بي خسيسته ، قال : فجعل الأمر إليها فقالت : قد أجزت ما صنع ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء  .

 ولذلك بناء الحياة الزوجية تبدأ من لحظة الاختيار وأجدك ( موفقة ) في رسم طريقك ..
 لكن يبقى :
 1 - أن من الأيسر بالانسان ما دام أنه في بحبوحة من أمره أن لا يضيّق على نفسه الخيارات ما دامت ممكنة . سواء في الزواج أو في غيره من أمور الحياة .
 استراتيجيّة  عدد الخيارات تساعدك كثيراً في  إحداث توازن نفسي وعقلي  عند اتخاذ أي قرار .
 يعني .. لا تحصري نفسك في ( الجزائري ) فقط !
 على أنّي أحترم  موقفك وأهنّئك على  صدقك مع نفسك .. لكن حاولي أن تستفيدي من ( بحبوحة ) الأمر  ولا تضيّقي على نفسك حتى لا ينعكس ذلك سلباً  على نفسيّتك وتفكيرك .

 2 - أن تكوني واضحة مع والديك . .  وان تكون بينك وبينهم شفافيّة . .
 فلربما أن الذي يوسّع الفجوة بينك وبينهما ، ويجعلهما غير متفهّمين لموقفك .. ربما ( ضبابيّتك ) في تبرير رفضك . .
 تكلّمي مع والديك بهدوء . .
اشرحي لهما معنى أنك لا ترغبين برجل من غير ( بلدك ) اشرحي لهما فكرتك بكل عفويّة . .
 ولا تتكلّفي في شرحها . .
 لا ترفضي وانت ( متشنّجة )  لكن ارفضي وأنت مبتسمة متفائلة .. لا تحسسي والداك من لغة جسدك بـ ( العناد )  وغنما  استخدمي معهما لغة جسدك في استثار عاطفة الأبوّة عندهما .. بالكلمة الحانية والرفض الهادئ ..
 أفهميهما أنهما أعظم إنسانان في حياتك . . وأنه لا يمكن أبداً أن تسمحي لنفسك أن تؤذيهما برفض أي طلب لهما . .  لكن أفهميهما أن رفضك هذا  هو رفض لأجلهما .. نعم لأجلهما لأنك تدركين أنهما يريدان سعادتك وانت تعرفين ان ارتباطك بهذا الرجل لن يسعدك .. لذلك الرفض لأجلهما .
 ذكّريهما بالمعاني الإيمانية ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
 ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .. نعم إنه ليس ( خير ) فحسب ، بل ( خيرا كثيرا ) .
 ذكريهما بمثل هذه المعاني الإيمانيّة . .  مع الاقناع العقلي والدعاء .

 أخيّة . .
 تعالي بنا إلى مسألة الخاطب  الأول . .
 استوقفتني  في هذا الجزء من رسالتك عبارات لك ..
 كم أعجبني قولك ( الدعاء. أليس يدعى بسلاح المؤمن؟ فأنا لا أشعر بأنني ضعيفة لأنني أجيد إلى حد ما استخدام هذا السلاح أحرص على التحلي بآداب الدعاء و تحري أوقات الإجابة ) ..
 لكن تعالي  إلى التطبيق . .
 أنت تتحرين أدب الدعاء واوقات الإجابة . .  لكن يبقى شيء تقريبا هو الأهم في جانب الدعاء وهو ( اليقين ) .. نعم اليقين أن الله  يجيب دعاءك " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " .
 ( ربما ) قد تقولين أنك تجدين في قلبك اليقين ...
 لكن تعالي واقرئي معي قولك ( بقيت نقطة أخيرة أود التطرق إليها ألا و هي صعوبة إن لم يكن استحالة نسيان ذلك الخاطب و تمزيق ورقته من حياتي  ) .
 ماذا يعني قولك ( استحالة ) ؟!
 هل ترين أن هذا  ينسجم مع روح ( اليقين ) بالله ؟!
 ( اليقين ) بأن الله ينجيك ويُذهب عنك ما تجدين في قلبك من تعلّق بالخاطب الأول ؟!
 صدقيني .. المسألة كما قلت أنت ( ليست أزرار ) نتعامل معها بسهولة ..
 لكنها مسألة فقط تحتاج منّأ إلى ترتيب بعض الأفكار وفي نفس الوقت ضبط المشاعر ، مع مزاحمة هذه المشاعر بمشاعر  مواجهة لها ..
 بداية :
 1 - لا بد أن تعرفي وتثقي أن الله ما صرف هذاالخاطب عنك إلاّ لأنه ( لن ) يكون فيه خير لك .. لاحظي أقول لك ( لن ) المؤكّدة .
 مهما مالت وانجذبت نفسك إليه .. إلاّ أن الله يعلّمنا بقوله " والله يعلم وانتم لا تعلمون " .
 فمهما اختفت من حياتك أمورا ظننتيها انها  سبب سعادتك .. تأكدي ان الله صرفها عنك قبل أن تكون  سبباً في تعاستك .

 2 - احرصي أشد الحرص على عدم متابعة أخباره ووضعه أو السؤال عنه وعن أحواله ، ولا تتبعي ذلك ابداً .

 3 - شتّتي اي فكرة أو تفكير  يطرأ عليك بشأن هذا الرجل . . انشغلي بأي شيء بالذكر بالصلاة بالدعاء بالقراءة .. المهم لا تسترسلي مع الفكرة نهائيّاً .

 4 - دائماً تذكّري أن لك طموحاً في حياتك ( دراستك ) .. الماستر والدكتوراه .. التفوّق  ..
 هذه الأمور تحتاج إلى صفاء ذهني وان بقاء التفكير فيه .. سيقلل من  نتائجك  .

 5 - دائما املئي قلبك حبّاً لله . .
  فحب الله  ينبغي أن يكون هو الحب الأعظم  في قلوبنا , ,
 فقط اسألي نفسك .. هل بكيت يوماً بحرقة وحرارة  حين فاتتك صلاة مفروضة أو فاتك  أداء حق من حقو الله في وقته ، كما بكيت بحرقة ومرارة حين فاتك الاترباط بذلك الشاب ؟!
 مثل هذه المواقف في الحياة تعطينا مؤشّرا مهمّا لنراجع علاقتنا مع الله . .
 وتأكّدي أن اعمال القلوب  أعظم في ميزان الله من أعمال الجوارح .
 والحب عمل من أعمال القلوب .

 6 - أؤكّد لك على مسألة الدعاء .. لكن بيقين .
 تخلّصي من الشعور بـ ( استحالة ) نسيان الماضي . هذا الشعور  لا يحل المشكلة بقدر ما ( يعقّدها )  بل املئي نفسك وقلبك شعوراً أنه بالإمكان التخلّص من هذا بمعونة الله الذي بيده كل شيء ، ثم بالتسبب بالأسباب المشروعة المتاحة .

 أيتها الكريمة . .
 عذراً مرة أخرى على تأخر الرد
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

14-09-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني