سلام من الله ورحمته وبركاته أسأل الله جل جلاله أن يثيبكم على ما تقدمون من جهود في تفريج كربات المكروبين وفي التنفيس عن أهل الحاجات والمشكلات, وأذكركم ولست أهلاً لذلك بحديث: \"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة\" [صحيح مسلم] وحديث \"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس\" [أخرجه الطبراني وحسنه الألباني] ولا أطيل عليكم فأعلم أن وقتكم لا يتسع لكثير من المقدمات فأقول مستعيناً بالله: رزقني الله بزوجة من خير الزوجات, فقد جمعت الدين والحياء والعفة وحسن التبعل وحسن المظهر ولله الحمد, ولي معها حتى الآن سنتان وتسعة أشهر وقد رزقت منها بمولودة وعمرها الآن سبعة أشهر, وهي الآن حامل في شهرها الثاني, وهذا الحمل (أي: الثاني) هو مربط الفرس وبيت القصيد, فعندما حملت زوجتي تضجرت كثيراً وحزنت لأن ابنتها ما زالت صغيرة جدا, فقمت بتصبيرها وأخبرتها بأن هذا رزق من الله فيجب ألا نسخط منه, وغيرنا كثير يتمنى هذا الأمر, فاقتنعت ولله الحمد, إلا أنها بدأت تطالبني بإستقدام شغالة؛ لأنها عاجزة عن البيت وكذلك عن القيام بابنتها, وكذلك الحمل أتعبها . وأنا لا أريد استقدام الشغالة؛ لأننا عائلة صغيرة جداً, وما فيها من المحاذير الشرعية التي لا تخفى عليكم, وكذلك أنا رأيت آثار الشغالات السلبية على الأبناء, فكيف أستقدمها وأنا أعلم مآلات الأمر. وأفصح لكم بسر: زوجتي مهملة جدا في نظافة بيتها, إلى حد لا أظنه موجود في العالم كله ! أنا لا أبالغ لكن iهل تعلم أن المطبخ يجلس متسخ أكثر من أسبوع إلى أسبوعين بعض الأحيان, وملابسي لا تسأل عنها ! حتى أصبح بيتي ملجأ لكل حشرة وذبابة . لذلك أنا في بعض الأحيان أقول: سوف آتي بالشغالة لعلي أرتاح من هذه المأساة, وأنا أحب زوجتي حب كبير جداً, لذلك أنا أبحث عن الحلول لتستمر حياتنا. أعتذر عن الإطالة, لكن يعلم الله أنني في حيرة عظيمة, ولكن من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: \"المستشار مؤتمن\" [رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني] أقدمت على الاستشارة فقد قيل: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار . الخلاصة: أريد ترشدوني رعاكم الله هل أستقدم شغالة أم لا مع التعليل والتسبيب المقنعيين .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك في زوجك وولدك وأن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .
وشكر الله لك حسن ظنك بإخوانك . . .
أخي الكريم . .
هنيئا لك أن سخّر الله لك زوجة طيبة صالحة والله تعالى قد قال : " الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات " .
وجميل فيك أنك تلاحظ مواطن الجمال والإشراق في زوجتك وفي علاقتك بها . .
ولئن كانت زوجة طيبة صالحة تحفظ غيبتك وتحسن التبعّل لك .. فإن قليل العيب في الصفات ينغمر في كثير جميل الصفات ...
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كرَه منها خلقاً رضي منها آخر " .
أخي الكريم .. .
بالنسبة للقيام بشأن البيت واستقدام ( عاملة منزليّة ) . .
وانت تشكو من تقصير زوجتك في هذا الجانب على وجه الخصوص . . والحل ليس دائماً هو في استقدام ( عاملة منزليّة ) .. . فإن من الحلول :
- أن تساعدها أنت في شئون البيت .
ولا يعيب ذلك في الرجل شيئا فلقد كان صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق وأجلّهم قدراً ، كان إذا كان في بيته يكون في مهنة أهله يخصف نعله ، ويخيط ثوبه وكان يقول ك " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " صلى الله عليه وسلم .
فما رأيك لو تجرّب أن تقسّم أعمال البيت بطريقة ( عمليّة ) بينك وبين زوجتك .. فتكون اكتسبت بهذه الطريقة كسبين :
الأول : السعي في تحسين سلوك الزوجة .
الثاني : مشاركتك لأهلك مما يشعرهم بروح الودّ ,التراحم بينكما .
- جرّبا كل ليلة عندما تأويان إلى فراشكما أن تقولا ( سبحان الله 33 الحمد لله 33 الله أكبر 34 )
فقد ثبت في الصحيح أن فاطمة رضي الله عنها آتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها . قال علي : فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذنا مضاجعنا فقال :
" ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين فإنه خير لكما من خادم "
فتأمل قوله ( خير لكما ) . . إن هذاالقول لم يصدر عن رجل عادي !
إنما هو كلام خرج من مشكاة النبوّة .. من مشكاة الوحي . . فاجتهدا في ذلك بيقين .
كلامي لا يعني معارضة استقدام ( عاملة منزليّة ) إنما أردت أن تُعدّد أمام نفسك الخيارات ، وخاصة الخيارات التي تحقق لك أكثر من مكسب . .
أمّأ عن استقدام ( عاملة منزليّة ) وأنت تُدرك تماماً مخاطر ذلك .. فلعلّك أن تستأجر ( عاملة ) بالسّاعة ..
كأن تستأجر عاملة تأتي للبيت لتعمل ( 3 ) ساعات في اليوم أو ( 4 ) ساعات على حسب ما ترونه مناسباً وتعطيها أجرها وتذهب .. وهكذا بدل من أن تستقدم عاملة تبيت معكم وتبقى في منزلكم !
أسأل الله العظيم أن يسعدك ويقرّ عينك بزوجتك وولدك.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني