ماهو المنظور السوي للدنيا

 

السؤال

سألني أحدهم و أحببت أن أسألكم فيه: هل الدين حرّم العمل للدنيا؟ أي هل كل شيء نفعله مقصور على الآخرة؟ ولا يجدر بنا عمل شيء لوجه الدنيا لا أقل ولا أكثر؟ إن منظوري يقول - صححوني إن كنت مخطئة - أن هنالك من الأمور ما هي دنيوية ( كالترفيه ) و لكن، يمكن أن نبتغي بها الآخرة ونكسب الأجر منها. فالأمر مجرد اختيار و اجتهاد. والناس مختلفون في درجات إجتهادهم و طموحهم. و لأضرب مثلاً فقير يعمل و يجتهد ليكسب المال ليأكل و يشرب و يؤمن له السكن وما إلى ذلك من متاع الدنيا. من الممكن أن يقرن نيته بالآخرة، لكن إن لم يقرنها فهو غير ملام كما أفهم. سألت أختي و قالتلي أن الله لم يحرم علينا زينة الدنيا، و أنه حلل لنا الزواج و الأولاد و ما إلى ذلك من زينة الدنيا. سؤالي لكم أخواتي، هل أعمالنا مقصورة للآخرة فقط؟ ألا توجد أعمال دنيوية؟ و ما هو المنظور الديني -السويّ- للدنيا؟

13-01-2015

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك بالإيمان ، ويسعدك في الدارين ..
 
 أخيّة ..
 آخر رسالتك هو منطلق إجابتي ..
 المنظور السوي للدنيا : أن الدنيا ( ميدان تنافس ) لا ميدان ( تنفيس ) !
 المؤمن والمؤمنة ينظر للدنيا على أنها محطة للتزوّد ..
 لذلك هو يستثمر كل شيء في هذه الحياة ليجعله رصيداً له في الآخرة .
 اقرئي إن شئت : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [ الأنعام : 162 ] .
 لاحظي قوله ( محياي ومماتي ) .. يعني كل جزء من حياة الإنسان يجعله الإنسان المؤمن وقفا لله تعالى .
 
 أخيّة ..
 في العمل ينبغي أن نفرّق بين عملين : 
 عمل دنيوي ( العادة ) 
 عمل أخروي ( العبادات ) 
فالعبادات المحضة لا يجوز بحال أن يُريد بها الإنسان الدنيا . 
 فالصلاة لجل الدنياا مردودة غير مقبولة .. وهكذا.
 
 أمّأ الأعمال الدنيوية ( العادات ) كالأكل والنوم وطلب الرّزق والترفيه ..
 فهذه العادات يتفاوت فيهاالنّاس : 
 فمن أراد بعمل الدنيا الدنيا فإنه قد يجد ما  أراد وقد لايجد ..
 ومن أراد بعمل الدنيا الآخرة فإنه لابد أن يجد .
 
 قال تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا . وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا )  [ الإسراء : 18 - 19 ] .
 
 فمن يريد العاجلة فإنه ( قد ) يتحقق له ما يريد وقد لا يتحقق ( عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ  )   بعكس عمل الآخرة ( فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ) .
 
 أمّأ قوله فيمن يريد العاجلة (  ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ) هذا فيمن يجعل كل عمله العادةوالعبادة لإرادة الدنيا .
 
 المقصود أخيّة ..
 أن الدنيا ميدان تنافس ..
 والمؤمن من يثقّل ميزانه  ..
 والأمر لا يكلّف إلاّ ( نية صالحة ) .. وهي التي تسمّى بتجارة العلماء ( النية الصالحة ) .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛ 

13-01-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني