أرشدوني ..قلقة من المستقبل !!

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خير الجزاء على ماتقدموه للإسلام والمسلمين وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم. . دائماً يؤرقني أن تكون حياتي الزوجية المستقبلية مشاكل ومنازعات خصوصا أنني أرى وأسمع الكثير من القصص منها الناجح والفاشل ففكرت في التقديم على الجمعية الخيرية للزواج لأبحث لي عن زوج مناسب ذو الخلق والدين و بالمواصفات التي أريدها فقبل ذلك أحببت أن أستشير فاستشرت داعية معروفة عندنا بجدة فطلبت مني مواصفاتي فأعطيتها فاخبرتتي أنه يوجد شاب صاحب خلق ودين ويريد امرأة ملتزمة وتلبس عباءة على الرأس وقفاز وشراب ! أنا بصراحة إنسانة محافظة ولست ملتزمة ، فسألتني : هل أنتِ موافقة ؟ فترددت في الإجابة ، وطلبت مني مقابلتي ولكن لم أستطيع الذهاب إلى دار التحفيظ الخاص بها وذلك لبعد المسافة عن منزلي قليلا ، ولأن أهلي سيسألوني : لماذا تريدين الذهاب وليس لديك حاجة !! طلبت منها المجئ إلى منزلي فاعتذرت ! واستشرت أخرى فردّت علي أن تعطيني رقم إمام مسجد ومأذون شرعي ومن الممكن أن يساعدني في البحث عن الزوج المناسب . استشرت مستشارة أخرى معروفة طلبت مني مواصفاتي ثم أخبرت امرأة عني واتصلت بي في نفس اليوم وطلبت أن تراني في المكان الذي تعمل فيه فلم أستطع الذهاب وطلبت منها القدوم إلى المنزل فوافقت وذلك من خلال اتصالها بي قبل أسبوع وكان الإتفاق يوم الخميس على أن ترد لي خبر أكيد يوم الجمعة بقدومها يوم السبت 11/22 أو السبت المقبل 11/29 ولكنها لم تتصل !! أنا محتارة كثيرا ومترددة ولا أعلم كيف أتصرّف معها ؟ هل أتفق معها على أن أعطيها رقم والدتي وتنسق معها ؟ أم أجسّ نبضها قبل سؤالها والاتفاق معها؟ أم أطلب منها أن تقول أنها أتت عن طريق ناس دلوها ؟ علماً أنني لا أعرفها ولم أرها من قبل إلاّ أنني أثق في المستشارة التي أخبرتها عني ؟ هل تصرفي صحيح ؟ أرشدوني ...!

30-09-2013

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وقرّة عينك وصلاح أمرك ..
 
 بنيّتي ..
 دعيني أولاً أبدأ من حيث الفكرةالتي تؤرّقك .. وتفكيرك في حياتك المستقبليّة !
 هنا اسمحي لي أن اقولها لك وبكل صراحة : لا تتوقعي ابداً أن تعيشي نعيم الجنة في الدنيا !
 لا يوجد دار اسمها دار السلام إلاّ الجنة ..
 هي الدار التي جعلها الله سلاماً من كل مكدّر أو منغّص ..
 أمّا الدنيا .. فهي دار الكدّ والتعب ..
 لا يوجد اي بيت زوجي لا يمكن أن تدخله المشكلات .. 
 وجود المشكلات لا يعني الفشل ..
 فإن بيت النبوة دخلته المشكلات الزوجية ..
 فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته شهراً .. وطلّق بعض زوجاته .. 
 مما يعني أن الشيء الطبيعي في الدنيا أن تدخل المشكلات كل بيت ..
 وذلك انعكاس طبيعي لمعنى الاختلاف بين ( الذكر والأنثى ) .. فالذّكر له طبيعة في الخلْق والخلُق ، والأنثى لها طبيعة تختلف عن طبيعة الذّكر ، ولذلك قال الله ( وليس الذّكر كالأنثى ) فلما يكون هناك بيت يجمع بين المختلفين فطبيعي أن تحدث هناك نوع من الخلاف والمشكلات ..
 ودورنا ومهمّتنا هو في إدارة حياتنا وإدارة مشكلاتنا ..
 هنا يكمن النجاح ..
 إذن وجود المشكلة لا يعني الفشل ..
 إنما طريقة إدارتنا للمشكلة هي التي  تجعلنا إمّا راضين سعداء أو تجلب لنا مزيداً من المشاكل ..
 وهنا ..
 يجدر بكل شاب وفتاة على أعتاب الزواج أن يهيّئ نفسه بالتثقيف اللازم حول كيفية أدارة الحياة الزوجية وإدارة المشكلات ، والتدرّب على مهارات التعامل .
 فعامل التثقيف عامل مهم في حسن إدارتنا للحياة ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) فتأمّلي كيف ربط بين القراءة و ( الخلق ) في غشارة مهمّة إلى أهمية المعرفة في إدارة حياتنا مع ( الخلق ) .
 
 بنيّتي ..
 أمّا مسألة الزواج والبحث عن الزوج ..
 فهنا ايضا اسمحي لي أن قول لك ..
 لا تشغلي بالك كثيراً بالأمر .. لأن الله قد تكفّل لك بهذا الأمر ..
 لو كلمتِ من كلمتِ ..
 ولو وثقتِ بمن وثقتِ .. فإنهم لا يمكن أن يُحدثوا لك أمراً لم يكتبه الله لك .
 الزواج رزق مقسوم ..
 والله تعالى قد قسّم الرزاق من يوم أن كان الإنسان جنيناً في بطن أمه ..
 كتب رزقه ..
 ومن ضمن رزقك الذي كتبه الله لك  وانت لا زلت في بطن أمك .. رزقك في الزواج .
 لذلك ..
 كوني واثقة بالله متفائلة .. قلبك معلق بالله وباليقين بوعده وفضله وكرمه .
 
 صحيح أن بذل الأسباب مطلوب ..
 لكن في بذل الأسباب .. ينبغي أن نبذل السبب الموصل للنتيجة بطريقة صحيحة .
 تواصلك مع المستشارة أو الداعية كان المفترض أن يكون تحت إشراف والديك أو أحدهما حتى لا يشكّل السبب في المستقبل ضغطاً عليك يجعلك تقبلين باي شيء فقط حتى تتخلّصي من تبعة هذا السّبب .
 بعض الاباء والأمهات لا يقبلون بمثل هذه الطريقة .. ولذلك من الأنسب أن تُراعي  ما عليه  ثقافة والديك سيما لو أنهما لم  يكونا واقفين في باب زواجك ويرفضون كل طارق !
 هنا من الأفضل أن تكون خطوتك هذه تحت إشراف والديك ..
 لاحظي الحيرة والقلق الذي تعيشينه الآن ..
 لأنك محتارة ماذا  تقول المتصلة لوالدتك ..
 لماذا تأخّرت في الاتصال ..
 وهكذا ستبدأ معك الهواجيس ..
 هذه الهواجيس كلما كثرت كلما أضعفت عزيمتك وجعلتك تتعجلين الخطوات .
 
 لذلك لا أزال أقول لك ..
 كلّمي والدتك بهدوء ..
 أفهميها أن إحد الداعيات أو المستشارة فلانة كلمتك عن رغبة إحداهنّ خطبتك لابنها ..
 فقلت استشيرك اولاً .. هل أعطيها رقمك وتتواصل معك !
 هنا تجعلين والدتك في الصورة ، وتخفّفي عن نفسك عبء  تصرّفك والأفكار التي قد تشغلك .
 
 بنيّتي ..
 من أهم أهم أهم خطوات بناء الإستقرار الزوجي .. هي خطوة حسن الاختيار .
 حسن الاختيار لا يكفي فيه أنك تثقين بالمستشارة أو الداعية ، أن هذا الشاب جاء من طرف فلانة أو فلانة !
 حسن الاختيار يقوم على أساس .. جهدك وجهد والديك في السؤال عن الخاطب ..
 سيما فيما يتعلّق بأمر دينه وأخلاقه ..
 صلاته ..
 بُعده عن المنكرات الظاهرة كالمخدرات ونحوها .
 علاقته بوالديه 
 علاقته بأهل الحي ..
 وضعه في عمله ..
 انتظامه في عمله وانجازه ..
 هذه الأمور تعطي دلالة على المسؤولية من عدمها ..
 على الانضباط من التفلّت ..
 وهكذا .. أهم شيء هو السؤال عنه .. بغضّ النظر جاءك عن طريق داعية أو مستشارة أو حتى عن طريق غيرهما .
 ففي الحديث : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ) 
 لاحظي قال ( ترضون دينه ) وليس ترضون دين وأخلاق من دلّه عليكم !
 إذن المسؤولية هي مسؤوليّة ذاتية واقعة عليك وعلى أهلك في حسن السؤال عنه .
 وينبغي أن يكون عندك معطيات واضحة للاختيار ، ولتقيسي بها كل خاطب يطرق بابكم .
 
 أكثري لنفسك من الدعاء ...
 وثقي أن الله يختار لك ما فيه خير ..
 
 والله يرعاك ؛ ؛  ؛

30-09-2013

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني