الأسرة الكبيرة .. وضعف شخصية زوجي

 

السؤال

انا امرأة متزوجة ولي أربع سنوات وزوجي من قبيله اخرى ونسكن مع أهله في نفس العماره السكنيه للأسف هذا سبب جميع مشكلنا شخصية زوجي ضعيفه امام اهله صغيرهم قبل كبيرهم يلبي لهم جميع طلباتهم مع وجود ابيه واخوانه هو المسِؤل عن كل شي بل وعن اخته المتزوجه ايضا وعن زوجة اخيه في بعض الأوقات وعندما يدخل المنزل ليعطيني انا واولاده شي من وقته يأكل وينام مباشره ولأ يتوقف الحال عند ذلك بل خروجنا معه انا واولاده ممنوع سواء لسوق او لترفيه ويحققون معنا عند خروجنا ودخولنا وبعضهم يحشر نفسه ويخرج معنا على عكس ذهابهم معه أكون لاأعلم بشي ولااذهب معهم دايم يتدخلون في حياتنا في كل صغير وكبيره حتى في تسمية اولادي بل انا اصبحنا نذهب للسوق من بيت اهلي بالسرّ . اخته الكبيره تغار مني بشكل عجيب تغار مني على زوجي سببت لنا مشاكل اكثر من مره وكادت تنهي حياتنا ارجو منكم مساعدتي لأني افكر بالطلاق من ضعيف الشخصيه وحتى لاانسى زوجي يخاف من كلام الناس ونقدهم واهله استغلو هذه النقطه واذا أرادوا أن لايفعل لي شي قالوا الكلام على لسان الناس انقذوني بعد الله

18-12-2010

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يصلح شأنك وزوجك ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .

 أخيّة . .
 الحياة الاجتماعية المشتركة مع أهل الزوج في الواقع هي البيئة الصحيّة لتنشئة الأطفال والبناء تنشئة صحيّة من جهة تنمية الإدراك والمفاهيم ، ووجود بيئة خصبة للتجربة وتطبيق القيم  ونحو ذلك .
 النشأة في هذه الحياة الاجتماعية الأسرية المشتركة  تساعد على تنمية مهارات الأبناء وغرس القيم ومعرفة الخطا من الصواب تطبيقا أكثر من كونها توجيهاً وتعليمات معرفيّة .
 كما أن هذه الحياة الاجتماعية الأسريّة المشتركة تساعد على تقوية الأواصر بين أفراد الأسرة الكبيرة ، وتنمّي في الأبناء معنى صلة الأرحام والانتماء للأسرة .
 قيم الصدق والمراقبة والتراحم والاحرتام والايثار  ونحو ذلك هي قيم نحتاج إلى غرسها في نفوس الناشئة إلى بيئة يمارسون فيها هذه التعليمات والتوجيها بطريقة عمليّة .
 وبقدر ما في هذه الحياة الاجتماعية الأسريّة المشتركة من ميزات ، إلاّ أنها كغيرها  من العلاقات  تعتورها بعض المشاكل والمنغّصات ...
 وأفضل ما تواجه به هذه المشكلات ( التفهّم ) و ( التوافق ) بين الزوجين لطبيعة الحياة في ظل هذه الأسرة وإدراكهم  للأهداف التي يلمسونها من الحياة مع الأسرة الكبيرة .
 من هنا ... وقبل أن تقرري قراراً  تطلبين فيه راحتك .. تذكّري  أن لك أطفالاً  يحتاجون إلى تربية ورعاية وبيئة تساعدهم على النشأة الطيبة .

 من أبرز مشكلات هذه الحياة الاجتماعية المشتركة .. ما اشرت إليه في سؤالك  ، ووصفت به زوجك بأنه ضعيف الشخصيّة مع أهله !
 لكن أخيّة . .
 هل ترين أن وصفك كان دقيقاً حين وصفت زوجك بأنه ضعيف الشخصيّة ؟!
 إذن لماذا لا يكون ضعيفاً معك ؟!

 أخيّة . .
 الواقع الذي لابد ان تدركيه أن ( الغيرة ) بينك وبين أهل زوجك ، وبينهم وبينك لها دور  في التعجّل بالحكم ووصف الحال على أنه ضعف في الشخصيّة . .
 نعم قد يكون هناك ضعفاً .. لكن ليس إلى المستوى أو المرحلة التي يمكن أن تكون وصفا لازما له .
 ما المشكلة في أن يخدم الابن أهله ؟!
 ألا تعتبرين أن من واجبه ( البرّ بوالديه ) وأن من واجبك إعانته على ( البرّ ) بوالديه ؟!
 ألا تعتقدين  أن أثر هذا البر ينعكس على حياتكما بالبركة . . فكّري وانظري للوجه المشرق في حياتكما .. ألا تعتقدين أن هذا الإشراق هو بركة من بركات ( البرّ بالوالدين ) ؟!
 نعم قد تقولين مع ( أبويه ) نعم .. لكن لماذا أخواته ؟!
 هناأقول لك . . الانسان يكون قد نشا في بيئته واسرته وتربّى على نمط معيّن من السلوك والأخلاق وطُبع على أمور بحكم كثرة الممارسة والاعتياد عليها في حياته قبل الزواج مما يجعل مثل هذا السلوك طبعاً لازماً له . نسمع عن بعض الناس أنه ( خدوم ) و ( يحب مساعدة الآخرين ) . .
 الحقيقة مثل هذا الانسان يجد قيمته وذاته في أن يكون على خدمة أهله  ، وربما غير أهله . هو يمارس ذاته ويشعر بقيمته من خلال هذه الممارسة .

 أنصحك . .
 - أن لا تكثري  على زوجك  الشكوى من أهله أو اخواته  ، وانهم فعلوا وفعلوا . .  بل حاولي أن تكوني أكثر هدوءًا فيتحمل بعض المشكلات المعتادة في بيئة الأسرة الكبيرة .
 كثرة التشكّي تصيبه بالإحباط ، كما أنها تسلب منه ( الحكمة ) في اتخاذ القرار والموقف والمناسب .
 لأنه يشعر أنه بين  جهتين تتنازعه ( زوجته ) من جهة  ،  و ( أهله ) من جهة أخرى   .. ويستحيل أن يضحّي الرجل بأهله .. كما أنه لا يرغب بأن يضحّي بزوجته وأولاده !
 لذلك هو بحاجة إلى أن تعينيه على أن يكون حكيماً في مواقفه وقراراته .

 - حاولي أن تبني جسرا من الودّ بينك وبين أهله .
 أنت الآن إمّا أن تعيشي معهم لكن في عزلة عنهم .. وهذا يزيد المشكلات بينكم ..
 أو أن تعيشي بعيداً عنهم في بيت مستقل .. وزوجك ربما يرفض ذلك ، وربما حالته الماديّة  لا تسمح له بذلك !
 أو أنك تُنهي حياتك معه .. وتبدئي معاناة جيدة في حياة جديدة بعد الطلاق !
 وهناك حل وسط بين كل هذه الاختيارات وهو أن تتعايشي مع أهله وتبني بينك وبينهم جسوراً من الودّ والألفة .. جرّبي  لا تترددي .. فهم أهلك مهما يكن .
 وما دام أنك عشت معهم بروتين معيّن جرّبي أن تغيّري من روتين العلاقة بينك وبينهم ..
 وتذكّري أنك حين تعاملينهم بالكلمة الطيبة والهدية والأخلاق الجميلة لا تنتظري منهم ردّة فعل مماثلة ..
 لأنك تتعاملين معهم بأخلاقك  ، وبالطريقة التي يحبهاالله ويرضاه فأنتتراعين فيهم مرضاة الله ولا تراعين فيهم ردّة الفعل المقابلة والمماثلة لفعلك وسلوكك .
 وإنّي أبشّرك بقول الله : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذاالذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم "  لاحظي البداية ( ادفع بالتي هي أحسن ) والنتيجة النهائيّة ( فإذاالذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم ) وهذا كلام الحق سبحانه وتعالى وهو الحق وقوله الحق .

 - تكلّمي مع زوجك بهدوء ، وتحيّني وقتا هادئا جميلاً بينكما ..
 أفهميه أنك تتفهمين خدمته لأهله ، وأن ذلك لا يزعجك ، بل يسرّك أن يكون باراً بوالديه مكرما لهما ، يسرّك ان يكون كريم الطبع معأخواته وإخوانه  طيب الأخلاق .
 لكن أفهميه أنك من أهله  ، وأنه كما أن لأهله واجب وحق فإن لك واجب وحق ، وان مراعاتك ورعايتك يساعدك على أن تكوني أفضل مع أهله ... وذكّريه أنه مأجور على حسن إكرامه لك ، كما أن حسن إكرامه لك ينعكس على تربية ولاده وتنشئتهم نشأة طيبة .
 اطلبي منه أن يعتز بك زوجة بين أهله وأخواته وإخوانه ...
 أفهميه أنك أبدا لا تعارضين خدمته لأهله . .  لكنك تعارضين تجاهله لك ولحاجاتك وحاجات أبنائك ولرغباتك .
 اطلبي منه أن لا يسمح لأحد منأهله أن يتدخّل في حياتكما ، وأن يساعد أهله على أن يكون بينكم احترام متبادل وعلاقة طيبة .. وأفهميه أن هذا من مصلحة الجميع أن تكون العلاقة بين الجميع علاقة ودّ وتراحم .
 وأفهميه أنه حين يراقب كلام الناس ويتخوّف من كلامهم فهو بهذا يجذتب كلام الناس إليه .
 والناس يتكلمون على من يسئ  عشرة زوجته ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي "  فإذا كان الرجل سيئ الخُلق مع أهله انتشر ذلك بين الناس وساءت سمعته مهما كان كريم الطّبع معهم .. لأن مقياس  جمال الخُلق بما تكون عليه بين زوجتك وأبنائك.

 - احرصي على أن يحضر زوجك دورات تدريبيّة لتنمية الذات .. ساعديه على بناء شخصيّته  بطريقة ايجابيّة وتصحيح مساره .

 - لا أزال أقول لك . .  الحياة كفاح وتعب . . والراحة في هذه الحياة ليس في خلوّ÷ا من المشاكل إنما في إدارة المشاكل بطريقة تشعرنا بالانتصار علىالذات وكسب الآخرين .

 أكثري من الدعاء . .
 وألحّي علىالله بصدق .. وثقي به  وسيأتيك الفرج ..

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

18-12-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني