خطيبتي سلفية متشددة !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة انا شاب والحمد لله فى وظيفة مرموقة واعيش فى احدى قرى مصر . وابحث من فترة طوبلة عن زوجة وجلست مع اكثر من واحدة ولكن لم يحدث التوفيق حتى اخبرنى اخ عن اخت زوجته وبالفعل قابلتها وهى الان خطيبتى منذ سنة ويوجد عدة اشياء تورقنى وتجعلنى غير سعيد ، والمشكلة انها منذ اليوم الاول وهى:- اولا : هى سلفية ولذلك لم ارها الا مرتين بدون نقاب وهى تُصرّ على ذلك مما جعلنى أشعر بأنني ساتزوج ممن لا اعرفها كما ننى احس بانها متشددة رغم اننى انتمى الى دعوة الاخوان الا اننى ارى فيها شدة مع العلم بانها طيبة جدا ولا تطلب منى شى اوتشترط فى الامور المادىة اى شى . ثانيا : سالتنى صراحة مرة عن شكل الزوجة التى كنت احلم بها فاجبتها فما كان منها الا ان قالت وانا على عكس ذلك بالرغم من ان بها مسحة جمال الا انها قالت ان شعرها ليس ناعم كما اتمنى وانها بدينة بعض الشى وهذه الاشياء كلما ذكرتها ازددت حيرة وتعب ! ليس سوى هذا التشدد فى الملبس والجلوس مع العائلة وغير ذلك . ثالثا : نأتي للمشكلة الأهم التى تؤرقنى ليل نهار والدتها شبة مريضة نفسية تخرج دون الاهتمام بملبسها او شكلها اوتغطية شعرها علما بانهم يسكنون فى مدينة بعيدة عنا بعض الشى وانا اسكن فى قرية اى كلها تعرف بعضها وانا اخشى من ذلك كما ان مكانة اسرتى ووظيفتى .... انا الان فى حيرة من امرى وكلما اقدمت على فسخ الخطبة يرفض اهلى كما اننى اخشى ان ارفض وهى ذات دين كما اوصى النبى بذلك واخشى ان اكمل فيحدث شى فاكون قد ظلمتها ارجو الرد والنصيح فالزواج لم يبقى علية سوى ايام معدودة

23-07-2011

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا . .

 أخي الكريم . .
 الزواج من أهم منعطفات الحياة ، وهو صياغة جديدة للحياة عن ما سبقها من حياة ( العزوبيّة )  لما فيه من المسؤولية والتحديات والتبعات التي تحيط بهذه العلاقة ( الزوجيّة ) من وقت أن تكون .
 ولذلك أهم ما يمكن أن يكون  كلبنة اساس في بناء الاستقرار بين الزوجين هي لبنة ( حسن الاختيار ) ..
 وحسن الاختيار يقوم على ركنين أساسيين :
 الأول : القبول العقلي للطرف الآخر .
 الثاني : القبول النفسي .
 وهذا معنى ( الرضا )  " ترضون دينه وخلقه " أو ( ترضى دينها وخلقها وادبها ) .
 فالقرار ينبغي أن يكون عن ( رضا ) وليس عن ( ضغط نفسي أو اجتماعي أو ضغط عاطفي ) . . وإنما  ( رضا ) عقلي ونفسي عن الطرف الآخر سواء كان الخاطب أو المخطوبة .
 واهم ما  يؤسس لهذا ( الرضا ) ..
 الدين والخُلق . .  ولمّا كان الناس يتفاوتون في قيم التدين وقيم الأخلاق  جاء النص ليجعل مسألة الرضا  هي  مسؤولية الشخص نفسه .. لم يحدّد معالم تفصيليّة عن : قيم التديّن ولا عن قيم الأخلاق وإنما جعل هذا الأمر من مسؤولية الشخص ذاته ، على أن الشرع قد حدّد معالم عامة في ذلك . وهي ( الايمان والاسلام ) " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم " .

 أخي . .
 كون أنها ( سلفية ) وأنت تنتمي لجماعة ( الاخوان المسلمين ) فذلك لا يعني أن تكون الولاءات والقياسات والقيم مرتبطة بالانتماء ( الفكري ) . .
 وإنما المرجعية في القيم والدين والأخلاق هي ( كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم )  . .
 وحين  تصرّ الفتاة أو الشاب على قيمة من القيم ومبدأ من المبادئ التزمت به وهي تراه حقاً فإصرارها على هذا المبدأ  يعني صدقها في الأخذ بهذا المبدأ ، وحين نجد من  يتشبّث بقيم ( صحيحة ) فهذا يعني ان نكون داعمين له في هذا التشبّث ما دامت القيمة ( صحيحة ) .
 
 كون أنها تلتزم لبس النقاب فهي تلتزم بقيمة صحيحة ولا ينبغي لأحد أن يضايقها في ذلك ولو اختلفت آراء بعض أهل العلم في وجوب لبس النقاب . لكن هذا الاختلاف المذهبي لا يتيح الفرصة لي طرف أن يفرض رايه على الطرف الآخر أو اختياره المذهبي على الطرف الآخر . ولا يصحّ ان نصف من تلتزم النقاب بـ ( المتشددة ) ولا أن نصف من لا يرى لبس النقاب بأنه ( مفرط أو متساهل ) . .  بل ينبغي أن تقوم العلاقة علة عند هذه الاراء على الاحترام .
  من حقك أن تراها وأن تطلب رؤيتها في بيت أهلها . .
 من حقك أن ترى وجهها وما يدعوك إلى نكاحها .. لكن بين أهلها .

 كون أنها جميلة أو غير جميلة أو فيها مسحة جمال . .  فإن الانسان قد يتشرّط ويبني  أوصافاً  معيّنة يرغبها ويأملها في شريكة الحياة . .  لكن هذا التوقّ‘ ينبغي أن يكون فيه نوع من المرونة . .  لأنه من الصعب أن يجد الشاب من تكون لها ( بالتفصيل والمقاس ) .
 المقصود ان يكون عندك نوع من المرونة في مواصفاتك في شريكة حياتك .
 والمرونة لا يعني  إجبار النفس ) على فتاة لا أجد في نفسي ميلاً  لشكلها  وصفاتها الشكلية بقدر ما تعني ( المرونة ) في الموازنة بين الصفات الشكلية والصفات الخُلقيّة ، وظرف الحال  والواقع . .  وهكذا .
 انظر إليها في بيت أهلها . .  ومن حقك أن تطلب منها أن ترى شعرها ووجهها  فإن وجدت في نفسك قبولاً لها من جهة الشّكل فلا تدقق كثيراً في مثالية المواصفات التي تتمناها في شريكة حياتك .

 كون أن امها مريضة . .  فهي ( معذورة ) بالمرض .. والمرض لا يجر عيبا ولا سمعة ولا مذمّة بين الناس . .
 هي لا دور لها في أن تشفي والدتها . .
 ووالدتها لا حيلة لها في أن تضبط سلوكياتها ما دام أنها تتصرف بغير إرادة كاملة .
 
 النصيحة لك . .
 أن تختار قرارك وتقرر قرارك عن ( رضا ) . . 
أن تقرر قرارك على ما هو الواقع كما هو . .  لا كما تتمناها أن يكون أو تتوقعه أن يتحسّن في مستقبل الأيام ..  بل قرر على الواقع لا على التوقّع .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

23-07-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني