أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات. ولي ثلاثة أطفال. مشكلتي أني اليوم اكتشفت أن زوجي على علاقة مع امرأة أخرى عن طريق الجوال. فهو يرسل لها. رسائل ويكلمها أكثر من مرة في وقت الدوام. أنا في مشكلة أرجوا مساعدتي. هل أطلب منه قطع هذه العلاقة. مع إنني أحاف أن يعاند. أريد أن أتصرف بحكمة حتى لا أخسر زوجي. وأهدم حياتي. أرجوا الرد سريعا. حيث أني أشعر بنار تشتعل في جوفي.
الأخت ......
أسأل الله الكريم أن يمنّ عليك بالصبر وأن يقر عينك بصلاح زوجك وولدك.
الحياة الزوجية مهما طال عمرها لابد وأن تعتورها بعض المشكلات والخلافات التي إذا أحسن الزوجان التعامل معها كانت بلسماً لحياتهما وروحاً جديدة تبعث على النشاط والتجديد..
حينما تكتشف الزوجة خيانة زوجها لها بمحادثة فتاة أو امرأة أخرى غيرها لا تحل له، فإن الزوجة في هذه الحال يشتعل في جوفها بركان الغضب والإحساس القاتل بجرح الكرامة و الإهانة!!
ولذلك أختي الكريمة اسمحي لي أن أقف معك في هذه الأسطر القليلة:
عندما تكتشفين خيانة زوجك..
- اكتشافاً حقيقياً من غير سماع لإشاعات أو أقاويل، عندها لا تتخذي قرارك وأنت في حالة من الغضب والانهيار والشعور بجرح الكرامة والإهانة، لأن قرارك حتماً لن يكون هو القرار الحكيم في حينه!!
- اعرفي الأسباب!
- ما هي الأسباب التي ألجأت زوجك إلى الخيانة!
فلربما أن الفترة التي حصلت فيها الخيانة كانت فترة مضطربة في العلاقة بينك وبينه!!
وقد تكون الزوجة هي سبب هذه الخيانة، وذلك من حلال إهمالها في إحساسها بمشاعر الزوج وفي القيام بواجباتها نحوه!
أو قد تبالغ في سيطرتها عليه!!
وبناء على هذا فان هناك شعورا بالانتقام يتولد داخل الزوج لإحساسه بأنه مظلوم، وبالتالي يلجأ إلى الخيانة!
وقد يكون السبب مشتركاً بينكما وهو الإحساس بالملل والضجر من رتابة الحياة وعدم الابتكار والتجديد في العلاقة بينكما. والزوج في هذه الحالة يعاني من عدم تجديد نشاط الحياة الزوجية بالفكر والحوار والمعاشرة والتبعّل!
وقد يكون سبب الخيانة الزوجية تدخل أطراف خارجية في أسرار الحياة الزوجية مما يجعل الزوج يشعر بأنه لا ينتمي لزوجته بالشكل الذي يريده!!
وربما كان السبب في تكوين شخصية الزوج حيث يكون شخصية ضعيفة وتابعة بحيث يمكن لأي امرأة أخرى أن تسيطر عليه بسهولة شديدة وقد يكون شخصية عدوانية تميل إلى الانحراف أو انه بطبعه عدواني تجاه زوجته وأسرته!!
المقصود أنه ينبغي عليك معرفة السبب بدقة، وينبغي أن تكوني أمينة صادقة مع نفسك في البحث عن السبب في ذلك.
- إذا عرفت السبب:
1 - لا تشعري باللوم والفشل، وتقرري أن فيك عيباً إذ أن الخيانة ليست شرطاً أن تكون لعيب في الزوجة وإنما لأن هناك خطأ ما في العلاقة ينبغي إعادة ترتيبه من جديد، فإن الرجل قد يلجأ لهذه الخيانة ليكمّل نقصاً وفراغاً يجده في نفسه وليستعيد ثقة موهومة!!
- ابدئي بمعالجة الأمر باللين أولاً، وذلك بمصارحته - والمصارحة لا تعني الاتهام - بل ينبغي أن تكوني حكيمة في مصارحته بما عرفتيه واكتشفتيه!!
وحين تصارحينه بخيانته صارحيه أيضا بالبحث عن السبب واسأليه عن سبب ذلك واظهري له استعدادك للتعديل والتغيير. إن أسوأ أعداء الحب بين الزوجين هو الصمت وعدم التواصل!!
3 - الفتي نظره إلى ما تسببه هذه الخيانة لك من مفاسد ولأولادك ولأسرتك من التفكك والتفرّق والتشتت، وقبل ذلك مفسدة الدين ومعصية الله عز وجل، وأزيلي عنه الغشاوة وبيني له أن هذه الخيانة لذّة عابرة تجعله يخسر حياة (عشر سنوات) نتاجها ثلاثة زهور بريئة!!
4 - إذا حصل وأن انزجر الزوج عن فعلته فالحمد لله، وأن لم يحصل بعد اتخاذ اللين فهنا لا بأس من أن تستعين الزوجة ببعض حكماء أهله أو أهلها لمعالجة الأمر حتى لا يستفحل إلى أعظم من ذلك!!
5 - فإن استمرّ في العلاقة فالأمر هنا لا يخرج عن حلين:
الأول: أن تسهلي له أمر ارتباطه بها ارتباطاً شرعياً يحفظ عليه دينه وخُلقه وولده فلئن يعيش معها حياة شرعية خيرا من أن يكون معها على علاقة محرمة!
الثاني: الطلاق والافتراق، وهو حلّ أخير عند عدم فعالية ما قبلها.
- جددي وغيري واستغلي كل فرصة للتعبير عن حبك له بالرسالة والجوال والورقة والهدية والابتسامة وحسن الملبس والطعام وكل ما يمكن استغلاله للتجديد والابتكار وطرد الروتين في التعبير عن الحب بينك وبين زوجك.
- أشياء لا تفعليها:
1 - دعي عنك كثرة الأسئلة، فإنه توغر صدره وتدفعه للتهرب!!
2 - لا تستقبليه بالسخط والشك والغضب، بل استقبليه بالبسمة والهدوء والدعاء.
3 - لا تتصلي به هاتفياً إلا للضرورة بقدر ما يشعره بقوة الارتباط بينك وبينه.
4 - لا تحاولي أن تتخونيه بتفتيش أغراضه وجواله وأدراجه وأوراقه!!
لأن المرأة الذكية ليست تلك التي تبحث في أشياء زوجها أو تنظر في عينيه أو تراقب انزلاق لسانه، لكنها هي التي تشعر بحاجات زوجها وتكون له كما يحب ويشتهي.
أخيراً أختي الكريمة أوصيك بكثرة الدعاء والانطراح والتذلل بين يدي الله عز وجل فإن الله أرحم بعبده وأمته من أن يضطرا إليه فلا يجيب دعاءهم..
"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين.."
أقرّ الله عينك بما يطمئن به قلبك راضية مطمئنة..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني