السلام عليكم ورحمة الله مشكلتي أنني لم أشعريوماً بطعم الإستقراروالدفئ الأُسري فقدنشأت في أسره متفككه وكان حلم عمري أن اُسس بيت دافئ واسره فتزوجت بزوج مريض نفسياًفلم أشعرولم أعرف معنى الحياة الزوجيه وإنفصلت بعد 12سنه زواج ودام هذا الزواج لأنني لاأرغب بالعوده الي بيت أهلي الخالي من الترابط والدفئ والحنان،وتطلقت وعدت إلى بيت أهلي ومشكلتي أنني أشعرأن أحوالي النفسيه سائت أصبحت مكتئبه وتحملت كل مسؤلية أهلي بعدوفاة والدي أنالاينقصني شئ في الشكل اوالأخلاق ولله الحمدلكن أشعرأن صحتي النفسيه تدهورت وأفكردائماً في الموت لاأعلم هل عندي إكتئاب بسبب الضغوط النفسيه هل أحتاج الى طبيب نفسي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلبك وشرح بالإيمان صدرك وان يرزقك قرّة العين . .
أخيّة . .
لو أحضرت ( برتقالة ) واستخدمت أحدث مكائن والآت ( عصر البرتقال ) ..
هل تتوقعي أن يخرج من حبة البرتقال بعد العصر عصير ( تفاح ) ؟!
حبة ( البرتقال ) عندما عصرناها إنما أخرجت ما بداخلها بعد ( العصر ) ولن يخرج منها شيئا آخر !
وهكذا الإنسان عندما تعصره الظروف والأحوال فهو لن يخرج منه إلاّ ما بداخله !
لذلك :
اسألي نفسك هذا السؤال :
ماذا بداخلك ؟!
إن كان داخلك مليئا بالأمل والتفاؤل والإيمان بحكم الله ودقره والرضا به ، والإيجابيّة في التعامل مع الواقع فحتماً عندما تعصرك الظروف فلن يخرج منك إلاّ الرضا والتفاؤل والتعامل مع الواقع بإيجابيّة !
وهكذا .. لأجل أن نعتني بأنفسنا ينبغي أن نعتني بأفكارنا !
حينما نفكّر ونكرّس فكرة البؤس في حياتنا بقدر ما يكبر مع هذه الفكرة ( الشعور ) .
وبقدر ما يكبر في دواخلنا الشعور بالبؤس والإحباط بقدر ما تكبر عندنا فكرة ( العجز ) وأنه لا يمكن التغيير والتحسين !
اعتني بأفكارك أخيّة ..
فهذه الدنيا هذه طبيعتها ... لا راحة فيها ولا صفاء من الكدر والضيق . .
حتى الأغنيائ يتكدورن . .
حتى الأصحاء . .
حتى الأصحاب ..
حتى الأحباب . .
الكل يتكدّر وتأتيه فترات من الكدر والتعب والضيق .
لأننا نعيش في الدنيا دار البلاء والابتلاء .
وحين نُدرك بيقين أن الابتلاء هو محطة للتزكية والتصفية والتنقية ...
تزكية النفس وتنقيتها وتطهيرها من بعض الذنوب والخطايا ..
فقد جاء في الحديث " إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم "
وفي الحديث الصحيح : " أن أهل العافية يوم القيامة يودّ أحدهم لو يقرّض بالمقاريض لما يرى من عظيم أجر أهلالبلاء في الدنيا "
إن مثل هذه الأحاديث .. ليست أخباراً في جريدة ولا صحيفة ولا قناة فضائيّة !
إنما هي كلام الصّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
وعندما نستشعر ونحفّ. أنفسنا بعظيم أجر البلاء لا لنستسلم للبلاء ، وإنما لتكون هذه النصوص دافعة ومسلية لنا على طريق الصبر والبذل والإيجابية ومدافعة الألم بالأمل .
أخيّة ..
لأجل أن نعتني باستقرار أنفسنا :
- أكثري من ذكر الله ، سيما الاستغفار والتسبيح .
فإن الله قال لنبيّه لما اشتد عليه البلاء " فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً . واذكر اسم ربك بكرة واصيلا ، ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً " .
فأكثري من ذكر الله مع الاستغفار والتسبيح .
وقد بشّرك الله بقوله " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
- أكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ..
وعطري فمك بالصلاة والسلام عليه ... فإن أحد الصحابة قال : يارسول الله كم أجعل لك من صلاتي ؟ يعني ( دعائي ) الربع ؟
قال : إن شئت فزد .
قال : الثلث .
فقال : غن شئت فزد .
قال : النصف !
فقال : غن شئت فزد !
فقال يا رسول الله : اجعل لك صلاتي كلها .
يعني أجعل كل دعائي صلاة وسلاماً عليك .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " إذن يُغفر ذنبك وتُكفى همّك " .
- اخرجي من دائرة الهموم إلى دائرة التأثير .
كثيراً ما نصاب الإحباط واليأس والشعور بالضيق والاكتئاب .. حينما نقع في مشكلة أو تتكاثر علينا المشاكل .
وذلك لأننا نعيش مع المشكلة في دائرة الهموم ..!
دائرة الهموم بمعنى أننا نعيش ونحن نفكّر في المشكلة واثرها علينا .. لا أستطيع .. تعبت .. أشعر نفسي تضيق .. نفسي أموت !!
وهكذا ندور في دائرة ( الهموم ) فلا تزول أو اتخفف المشكلة ولا نحن الذين ارتحنا واستقرن أنفسنا !
لكن .. ماذا لو خرجنا إلى دائرة التأثير ..
دائرة التأثير هي التي نجيب فيها على سؤالين :
* ماذا يجب أن افعل ؟
* ماذا أستطيع أن أفعل ؟!
فعندما نكون في مشكلة لنركّز التفكير والبحث في هذين السؤالين ، وأن لا ننجذب إلى الالتفات للألم ؟!
لمذا لا تفكري أن تخلقي جوّا من الاستقرار في بيتك والدك ووالدتك ؟!
قد يكون صعباً .. لكن ليس بمستحيل ؟!
لو أننا استشعرنا أن هذا عمل خير وبرّ أن نهيّئ جوّا من الاستقرار في بيتنا بأي طريقة كانت ..
غيري من روتين العلاقة بينك وبين أهلك ..
اجعليها بصورة مختلفة ..
حاولي أن تُضفي نوع من المرح على البيت ..
احرصي أن تُضفي جو من الروحانيّة في البيت ..
ليكن - مثلاً - صوت القرآن صادحاً في البيت عن طريق شريط أو مذياع .
اجتهدي في أن تساعدي جميع أفراد الأسرة على المحافظة على الصلاة . .
ما رأيك لو اقترحت على والدتك أو أخواتك أو بعضهم أن تلتحقوا بدار لتحفيظ القرآن ...
ماذا لو اقترحتِ على والدك بأسلوب جذّاب وجميل أن تقرئي عليه كل ليلة بعضا من آيات القرآن أو سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
ماذا لو اعتاد أهل البيت أن يروك كل اثنين وخميس صائمة لله تعالى ...
المقصود ان تغيري من الروح العامة للبيت .
- كلّمي بعض إخوانك أو اخواتك أو قريباتك بأن تتعاونوا جميعاً على التحسين والتغيير على قدر ماتسطيعون ..
- تعلّ/ي من تجارب حياتك ..
كون أنك ارتبطتِ ثم انفصلت .. فهذا لا يعني الفشل .
إنما يعني أنك اكتسبت خبرة وتجربة جديدة في الحياة ، تعينك هذه التجربة على أن تحسني الاختيار في مستقبل الياك وتتجاوزي كل السلبيات التي كانت .
- لا تنتظري . . لكن اعملي بتفاؤل .
لا تجلسي وتقولي متى يُطرق الباب ؟!
متى أخرج من هذا الغم ؟!
ها أنتِ جرّبت الانتظار .. وكنتِ تقولين متى أخرج متى أخرج ... فخرجت لكن بعد 12 سنة رجعت !
فالمسألة ليست هي : متى أخرج .. ومتى أخلص ؟!
المسألة : كيف أساعد نفسي على أن اعيش واقعي بتفاؤل وواقعيّة دون أن أنتظر شيئاً خارقاً !
الأهم يا أخيّة هي الثقة بالله تعالى ... ثم الإرادة .
أخرجي من قوقعة الأمنيات إلى سعة ( العمل ) . .
ثم لا تتوقعي أن يتغيّر كل ذلك في ليلة أو في شهر ...
تأكّدي تماماً أن السعادة ليس محطة أو محلاًّ للزيارة ..!
السعادة رحلة . .
على قدر ما نُشعر أنفسنا بالشغف والمتعة والاستمتاع بما نقوم به فإننا سنكون سعداء !
فالسعادة لا تعني الراحة . .
السعادة عي المتعة والشغف بما نقوم به ونسعى إلى تحقيقه ...
حتى ولو كنّأ نتعب .. إلاّ أننا سنجد أنفسنا سعداء . .
ورددي في يقين ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
واقرئي بتفاؤل وإيمان ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا )
حماك الله ووقاك .. واسعد قلبك وكفاك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني