لدي صديقة في الخامسة والثلاثين من العمر تزوجت ولها من العمر سبعة عشر عاماً و لديها الآن ولدين. تشتكي من برود مشاعر زوجها و انشغاله الدائم و هدوءه المستمر و رغبته المستمرة في الجلوس وحده و مع أوراقه. حاولت على مضي السنين التغير فيه بالملاطفة أحيانا و بالاعتراض أحيانا وبالخناق أحيانا ولا فائدة من تغير طبعه فهو غير قادر على التغير. عاشت معه سنين طويلة في الخارج و هي في حاجة لامتلاء النفس بالمشاعر و الحب من الزوج ولم يحدث ذلك فحدثت جفوة كبيرة بينهم واستمرت سنين كل واحد يركز على مستقبله وشهادته فقط ويوجد ما هو مشترك بينهم. الذي حدث أنها رجعت إلى وطنها بعد سنين والفراغ وعدم العاطفة مستمرة بينهم. مع اختلاط الأسرة تولد انسجام بينها وبين ابن عمها الذي كان في الماضي يحبها ويريد الزواج منها ولكن لم تسمح الظروف لزواجها السريع. ابن عمها هذا طوال تلك السنين لم يشأ الله له بالزواج. الذي حدث أن صديقتي بدأت علاقتها بابن عمها تزيد ولكن في حدود الأسرة ولكنها بدأت تشعر بالحب له وخصوصا أنه ذا شخصية طيبة وحنونة وهو ما افتقدته في زوجها وفي لحظة ضعف صارحته هي بمشاعرها تجاهه فرد عليها وصارحها هو بحبه. صديقتي متحجبة منذ الصغر وشخصية متدينة و تخاف الله و لا تريد أن تخطئ. هي لا تستطيع أن تمنع تفكيرها ومشاعرها تجاه ابن عمها. لقد حاولت مرارا و لم تنجح وذلك لتمكن العاطفة منهم ولضعف منهم فنحن بشر والعاطفة بيد الله حتى لو اعترفنا أن الاختلاط له مضاره ولكن الذي حدث حدث و نحن نريد العلاج.. و في نفس الوقت تتألم و تخاف من غضب الله و لا تريد خيانة زوجها، فقررت طلب الطلاق من زوجها حتى لا تضره و لاتضر مشاعرها. هل هذا الحل أفضل و جزاكم الله خيراً
الأخت الهدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الاختلاط بين الجنسين مفاسده عظيمة وأضراره جسيمة فهو من أعظم الفتن التي تهلك الدول وتزلزل المماليك فضلاً عن الأُسر، وكلما زادت حدته واتسعت دائرته كلما عظمت محنته وتعجلت عقوبته.. ولهذا استفاضت نصوص الشريعة بمنعه وسد أبوابه حتى إنه صلى الله عليه وسلم عدّ دخول الأقرباء على غير محارمهم كأنه الموت فقال: [إياكم والدخول على النساء] فقالوا: "أرأيت الحمو يا رسول الله؟" قال: [الحمو الموت]. قال الليث رحمه الله: الحمو أخو الزوج وما أشبه من أقارب الزوج وابن العم ونحوه. ومعناه أن دخول هؤلاء واختلاطهم بالنساء محرم "وإنما بالغ بالزجر وشبهه بالموت لتسامح الناس به على الرغم من عظيم مفسدته.
وإني أنصح صديقتك، بأن تتقي الله عز وجل وتحتجب عن ابن عمها وغيره من غير المحارم وتقطع علاقتها المحرمة معه، وتصبر على ما ابتلاها الله به وتحفظ أطفالها وترعاهم وتربيهم وتقوم بالعناية بهم، مع الاستمرار في علاج زوجها وإخراجه من وحدته وإتباع أسلوب المناصحة والمصارحة بينها وبين زوجها فيما تعتب عليه وقصر فيه ذلك خير لها وأطهر وأولى وأشرف وأزكى من أن تهدم بيتها وتشتت شملها. والله تعالى أعلم.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني