السلام عليكم و بعد عمري 15 سنة و والدي من النوع الجد عصبي بحيث لا أستطيع الخوض معهما في أي حديث، خصوصا فيما يتعلق بالزواج و إنهما يعتقدان أن الدراسة لها الأولوية في كل شيء و إنني أشاطرهم الرأي و لكن في الآونة الأخيرة تعرفت على بائع متدين اعتدت شراء بعض الحاجيات منه، و قد ذهبت لشراء ما أحتاج منه هذا الأسبوع، مع العلم أن والدي رفضا تماما أن أعود إلى ذاك المكان منذ شهور، ليس خوفا علي منه و لكن لأسباب لا أعرفها و عند ذهابي إليه ، طلب مني إخبار أمي أنه يريد أن يكلمها في موضوع ما، و أظن أنه يريد طلب يدي منها، بل إنني متأكدة أنها غايته من لقائها، و إنني متخوفة جدا من ردها، خصوصا و أنها لا تعلم أني زرته مؤخرا، و إنها ترى أنه من الممنوع علي الكلام عن الزواج و لن يكون ذلك ممكنا حتى أبلغ العشرين من عمري على الأقل، ثم إنني أخاف على مشاعر هذا الشاب و من الكلام الذي سيسمع من والدتي و على المشاكل التي ستنهال علي بعد كل هذا. أغثني يا شيخ غفر الله لك.
الأخت الفاضلة ...... سلّمها الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أنصحك أختي الكريمة بأمور:
• اقطعي علاقتك الآن بهذا الرجل لأن هذه العلاقة على هذه الحال تعتبر علاقة محظورة شرعاً وقد تجرّ عليك وعلى والديك أموراً قد لا تحمد عقباها. سيما وأن والديك يرفضان تماماً أن تعودي لمثل هذا. أضف لما لهذه العلاقة من أثر نفسي وسلوكي على مشاعرك وتفكيرك، حيث أنه ربما يقع الرفض من والديك لهذا الرجل وأنت لا تستطيعين إجبارهم على الموافقة، فإما أن يكون لك تصرف آخر يؤذيك ويؤذيهم أو تقضي دهرك في همّ وغم وطول تفكير وتعلق للقلب.. وأنت غنية عن أن تصلي إلى هذه المرحلة.. لذا أنصحك بقطع هذه العلاقة الآن حتى يقضي الله لك أمراً.
• إن كان حقاً هذا الرجل يريدك فالأفضل أن يأتي هو لطلبك لا أنك أنت تخبرين والدتك أو والدك بالموضوع. فطالما وأن الرجل له رغبة في الزواج منك فالأصل أن يطلبك هو لا أن تطلبيه أنت!
• أنت لازلت في عمر مبكر، ولا أعني أن هذا العمر لا يؤهلك للزواج، لكن أقول أنت الآن لابد أن تكوني ألصق بوالديك وأطوع لهما خاصة في اختيار الزوج لأنه ربما يكون لهما نظرة قد تخفى عليك بحكم صغر سنك وتعجّلك في الاختيار.
• لا يشغلك هذا التفكير عن إبداعك في دراستك والاهتمام بها والحرص على التميز والارتقاء.
• تعرف الرجل (البائع) عليك بهذه الطريقة قد تجعله يتعرّف على غيرك حتى بعد أن يقترن بك.. لذا عليك إن كنت تريدين حسن الاختيار أن تختاري صاحب الدين والخلق الذي يأتي البيوت من أبوابها.
• قد يحب الإنسان شيء ويكون فيه حتفه! وقد يكره المرء شيء ويكون فيه نجاته وفرحه وسروره. والله تعالى يقول: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
وفقك الله للطاعة وشرح صدرك للخير وأقر عينك بما تحبين في رضا الرحمن.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني