أنا فتاة عمري 25 سنة عزباء ومسئولة عن أسرة مكونة من أخ و3 أخوات وأم وقد توفى الأب من سنوات.. المشكلة في أخي الصغير الذي عمره 10 سنوات، أخي وأختي التي تصغره يدرسان في مدرسة خاصة، ونحاول بقدر المستطاع تربيتهم تربية صحيحة والمحافظة عليهم كثيرا. في يوم من الأيام قبل 8 شهور تقريبا أو اقل طلب أخي منا موبايل وألح كثيرا في طلبه، فأعطيناه الموبايل لكن بشروط، أن لا يأخذ الموبايل للمدرسة، لكن إرادة الله شاءت وذهب به إلى المدرسة واكتشفت الإدارة وأبلغتنا أنه يوجد في الموبايل مقطع فيديو خليع جدا لفتاة وشاب وبالتحقيق معه اعترف أن احد من أولاد الحارة لدينا وضعه في الموبايل عندما كان ذاهب للمسجد، فوبخناه بهذا الفعل ونصحناه وأخذناه منه، ولم نعطه مرة أخرى،، فمرت الأيام والحمد لله لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، اكتشفت بالأمس أن أخي يتحرش جنسيا بولد في عمره من أقاربنا وهو راضي بهذا الفعل، وحققت بالموضوع معهم واعترف أخي أنهم يمارسون الأدوار معا، فكان ردة فعلي أن أخذت الأمر بهدوء الأعصاب ونصحتهم وبينت لهم خطر السلوك وهددتهم ولم اضربهم، لان بحكم معرفتي لا يجوز ضربهم على هذا السلوك, إنما بالنصح والإرشاد... فانا الآن محتارة لا ادري ماذا افعل لكي استمر على متابعته على الرغم أني أحاول أن اهتم فيه كثيرا وأشركته في دورات صيفيه وأشركت أخته وأذهب بهم للتنزه ونحن نهتم بهم كثيرا على قدر المستطاع لكي يتربون في جو وبيئة سليمة.. أنا آسفة على الإطالة لكني محتاجة إلى احد يرشدني إلى الطريق الصحيح...
الأخت الفاضلة..
أسأل الله العظيم أن يعطيكم حتى يرضيكم وان يصلح لكم الذريّة..
أخيتي.. الولد في عمر عشر سنوات يعتبر عمر(الاكتشاف) فالولد أوالفتاة في هذه المرحلة يحب أن يكتشف كل ما هو مخبوء أو ممنوع!!
لذلك ربما أراد أن ينظر إلى عورة غيره أو شيئا من ذلك!!
وهنا ينبغي أن يكون التعامل معه بحكمة وبهدوء وبمنطق الحوار لا التحقيق!!
فمثلاً عندما يفعل الولد مثل فعلته هذه:
- يُسأل لماذا تفعل ذلك؟!
- ألا تعلم أن هذا ليس من فعل الرجال؟!
- ألا تعلم أن الله يراك!!
- من الشجاعة يا حبيبي أن تدافع عن نفسك عندما يريد أحد أن يكشف عورتك!!
والمقصود من هذا الحوار:
1 - هو إعطاؤه فرصة للتنفيس عما في نفسه والشعور بالأمان من جهتك حتى لا يختبئ عنك مرة أخرى,
2 - ومن جهة أخرى يكون مقصود الحوار هو إثارة هذه القيم في نفسه (مراقبة الله - الرجولة - الشجاعة - العيب).
التهديد قد يجعله يهرب بعيداً عندكم.. لكن الحوار يقرّبه إليكم!!
العقوبة والتهديد بها قد تكون مفيدة عندما يتكرر الفعل ويتم البيان بكل الطّرق.
اجتهدي دائماً أخيتي.. أن تشعري أخاك بالرجولة والمسؤوليّة سواء في الاعتماد عليه ببعض الأمور التي في استطاعته أن يقوم بها ويشعر من خلالها بذاته ورجولته.. كأن تمنحوه الفرصة لأن يشتري غرضاً للبيت ولا باس أن يكون تحت نظركم..
فمثلاً.. عندما تدخلون (مركز تموينات) تختارين الأشياء ثم تطلبي منه أن يحاسب هو ويتكلّم مع المحاسب تحت نظر عينك..
وهكذا أن تعطوه وتوفّروا له الفرص التي يشعر من خلالها بذاته ورجولته ومسؤوليته.
عندما يسأل عن بعض الأمور (الخفيّة) كالسؤال في مواضيع (العورة ونحوها) ينبغي عدم تعنيفه بقدر ما يبيّن له الأمر بوضوح وبطريقة تناسب عمره.
اجتهدي في أن تغرسي في نفسه حب الصحبة الصالحة وأن تبيني له صفة الأصحاب الصالحين والطيبين..
كما أنه ينبغي عليك أن تراقبي احتكاكه بأخواته بطريقة حكيمة من غير أن يشعر بالسيطرة أو التملّك..
أشعريه أخيتي بقربك منه.. بعطفك وحنانك عليه.. ليكون أقرب إليك..
أكثري له من الدعاء في كل وقت..
عسى الله أن يصلحكم ويوفقكم ويقر أعينكم بما تحبون.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني