عشت طفولة حزينة نوعا ما كوني كنت مع أختي الصغرى كمراعاة لها مع أمي كونها معاقة ثم توالت الأيام ومات أخي وأنا ابنة 12 سنة فأصبحت مسئولة عن إخوتي وأختي المعاقة والشغالات كون أمي لا تصعد للطابق الثاني لوجود غرفة أخي رحمة الله واستمر الحال لمدة 17 سنة ثم خطبت خلالها لولد عمي وعشنا قصة حب 8 سنوات ثم افترقنا وتزوجت من آخر ومكثت معه سنة ونصف وطلقت وتزوجت بآخر ومكثت شهر وطلقت والله يشهد إنهم كانوا سيئين الخلق جدا ثم تزوجت برجل متزوج وعشت معه في بيت واحد مع أسرته لمدة ثلاث سنوات الكل يحبني حتى زوجته الأولى لآني طيبة القلب وابن زوجته الأولى الصغير أبو 3 سنوات يعشقني جدا لأني طيبة مع الكل ولكن الآن زوجي يرغب بالزواج من ثالثة على الرغم أني خرجت من نفاسي بشهر واحد ويخبرني برغبته هذه بعد أن جبت له ولد أنا في حيرة هل اغضب وارجع لأهلي أم اصبر أم ماذا افعل؟
الأخت الفاضلة /....
أسأل الله العظيم أن يمتّعك بطاعته وأن يصلح شأنك ويهدي قلبك وأسأله أن يبارك لك في الموهوب وأن يرزقك برّه.
لا أدري أختي الفاضلة لماذا تغضبين؟!
بمعنى أوضح: هل أساء الرجل إليك في عشرته أو رأيت منه خلقاً سيّئاً لا يمكن إصلاحه؟!
حقيقة من خلال رسالتك هذه المقتضبة لا أرى هناك شيئاً يدعو إلى الغضب الذي نهايته وعلاجه (طلب الطلاق)!!
أعتقد أختي الفاضلة أن زواج زوجك من ثالثة خير لك وله من أن يخونك وزوجته الأولى مع عشيقة يتواصل معها بطريق غير مشروع!!
ثم أختي الكريمة لماذا يتولّد عندك شعور الغضب بهذه الصورة - المزعجة لك - وأنت تعلمين أن الزواج كما أنه كان نعمة في حقك بعد هذا العمر وهذه الأحداث التي مرت بك ومررت بها، فهو نعمة أيضاً في حق غيرك من الفتيات اللاتي لم يذقن للزواج طعماً...!!
واجبك أخيتي أن تستشعري عظيم نعمة الله عليك بالزواج والستر والعفة، وواجب هذه النعمة الشكر, والله تعالى يقول: "لئن شكرتم لأزيدنّكم" فتنبّهي يا رعاك الله من أن تقعي فيما يفسد عليك هذه النعمة من السخط والجزع والغضب.
بدل من أن تغضبي اجتهدي في كسب زوجك وحسن عشرته سيما وأن غضبك لن يحدّ من عزيمة زوجك في زواجه من ثالثة أو رابعة، فلماذا تخسرين كل شيء في لحظة - حب للذات -؟!!
استطعتِ أن تكسبي قلب زوجته الأولى وقلوب أبنائه وصغاره فاجتهدي - وأظنك قادرة على ذلك - أن تكسبي قلب زوجك وكل زوجاته ولا تكدّري طيبتك وشفافية نفسك بوهم الغيرة، ولتكن غيرتك متزنة بحيث تكسبين ولا تخسرين.
تذكّري أخيتي أن طلب الطلاق من غير سبب شرعي جريمة في حق نفسك، يقول صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة طلبت الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها الجنة".
أسأل الله العظيم أن يشرح صدرك وأن يهدي قلبك وأن يرزق القناعة والرضا ويديم بينكم السعادة والاستقرار في ظل طاعة الرحمن.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني