السلام عليكم و رحمه الله و بركاته أنا فتاه أريد أن أرتدي النقاب أو الحجاب الشرعي لأني أجد أن الفتنه في هذا الزمان قد كثرت و أعلم أن والدتي و أبي لن يوافقا ماذا أفعل أرتدي لحماية نفسي و لإرضاء الله عز و جل علما بأن تغطيه الوجه واجبه حتى لو والدتي لم توافق أرجو الإفادة و جزاكم الله كل خير.... و السلام عليكم و رحمه الله وبركاته
الأخت الفاضلة / شيماء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
جعلك الله من القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله وزيّنك بزينة الإيمان..
الفتاة العفيفة الطاهرة تجد من داخلها نداءات الفطرة تناديها بالعفّة والحشمة والحياء، وما دامت أن هذه النداءات حيّة في نفسك فارعيها برعاية الإيمان في قلبك وحسن الظن بالله والثقة به.
شرف الفتاة وحياؤها وعفتها وكرامتها في أن تكون درّة مصونة مكنونة، وليس ذلك إلا بحجابها واعتزازها بشرف انتمائها لدينها وسمو مبادئها وقيمها.
حين تكون هذه العزّة وهذا الاعتزاز فإنه يُسهل على الإنسان أن يفرض على الآخرين عزّته وشرف انتمائه ويكسب احترامهم وتقديرهم على أن المؤمنة لا تسعى بشرف انتمائها إلى تحصيل مديح الآخرين.
الناس اليوم اعتادت على بعض المنكرات الظاهرة المتفشّية في المجتمع كظاهرة الاختلاط وترك الحجاب، ولذلك فهو يستهجن أن يرى فتاة عفيفة طاهرة محجبة فلربما آذاها وضيّق عليها وسخر منها حتى تعود إلى ما هم عليه من العادات السيئة، لكن المؤمنة لا ترضى أن ترضيَ الناس بسخط الله، لأنها إنما تلتزم بحجابها إرضاء لله واستمساكاً بأمره وأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشّر كل صابر وصابرة على دينه وعقيدته بقوله: "من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أسخط الناس برضى الله رضي الله عليه وأرضى عنه الناس" فأبشري أخيتي برضى الله ما دمت متمسّكة بدينك ابتغاء ما عند الله.
ثم إني أوصيك بأمور:
- اعلمي أولاً أن الحجاب للمرأة يكون بأمرين:
الأول: الحجاب بالاستقرار داخل البيت وعدم الخروج منه إلاّ لضرورة أو حاجة قال تعالى: "وقرن في بيوتكنّ".
الثاني: الحجاب بلبس الجلباب والخمار ومنه تغطية الوجه الذي هو محل الفتنة والزينة والجمال في المرأة, والجمهور من أهل العلم على القول بوجوب تغطية المرأة وجهها وجميعهم يتفق أنه إذا حصلت الفتنة فيجب على المرأة تغطية وجهها.
- احرصي على أن تكوني قدوة في بيتك في سائر أمور دينك من صلاة وصيام وحسن برّ بوالديك فإن حسن البرّ والإحسان إلى الوالدين يورثك حبّاً عندهما مما يكون لك عوناً في الثبات وعوناً في أن تكسبي والديك لتوجيههم إلى بعض الأمور التي قد تخفى عليهم.
- لا تكثري الخروج من البيت، وافهمي والديك أن عدم خروجك إنما هو حماية لنفسك وحياؤك وعفّتك، حتى في بعض (طلعات) الأهل من البيت إن رفضوا عليك تغطية وجهك فأعلميهم أن البيت أحب إليك من أن تخرجي كاشفة وجهك.
- بيّني لوالديك في هدوء وأدب ولين فضائل الحجاب وأنه حشمة وحياء وعفة وطهارة، وأن الفتاة التي تعرض فتنتها وجمالها على الناس ترخص عندهم وتجرّأ السفهاء على الإيذاء، وأخبريهم بأن كشف وجهك يعرضك للأذى من الآخرين.
- أكثري أخيتي من القراءة في الكتب واستمعي للأشرطة التي تزيد من إيمانك، وتزكّي نفسك وتطهر قلبك فأكثري من قراءة القرآن بتدبّر وقفي عند آياته واستنيري بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وسيرة أمهات المؤمنين، كما أوصيك بقراءة كتاب اسمه (حراسة الفضيلة) تجدينه على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/bkar/b1.zip
فإن هذا الكتاب يوقفك على بعض اللفتات المهمّة في قضية الحجاب.
- ادخلي الكتاب والشريط الإسلامي داخل بيتكم واجعلي ذلك في مكان عام من البيت حيث يتمكن أهل البيت جميعهم من الاستماع أو القراءة وخاصة الأشرطة التي تعظّم الله عز وجل وتبين مظاهر العظمة والتأمل.
- لا تظهري التضجّر من والديك أو العناد لهما، بل تقبّلي كلامهما بنفس طيبة وأعلميهم بعظيم حبك لهم، ومع هذا أعلميهم أنك أيضا محبة لله معظّمة له، وأن من لوازم محبة الله تعالى أن لا يكون للمخلوق طاعة إلا في حدود طاعة الله لكن حين يأمر المخلوق بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أيّاً كان هذا المخلوق، لكن من غير أن تسفّهي كلامهم أو تتضجري منهما بل أشعريهما بهدوءك وابتسامتك وحبك لهما.
- اجعلي لك حظّاً من الليل تقومين فيه لرفع يديك بالدعاء وسؤال الله عز وجل الثبات والمعونة فإن الله تعالى قال: {أدعوني أستجب لكم} والمؤمنة بحاجة إلى هذا الزاد الإيماني وهذا الافتقار والكفاية بالله والاستغناء به، خاصة في مثل هذا الزمن الذي يقل أعوان المؤمن والمؤمنة فوثّقي صلتك بالله دعاء واستغفاراً وتوبة وإنابة وائتماراً بأمره ما استطعت وانزجاراً عن نهيه.
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يصلح شأنك وأن يرزقك الستر والحياء..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني