لنا بالزواج 15 سنة وحتى الآن لا أفهمه ولا يفهمني. الجمود يخيم علينا والملل يقتلنا لا حوار ولا نقاش هادئ لا صدر رحب أشكي له, أستطيع تركه والاستغناء عنه ولكن أولادي لا أستطيع تعذيبهم!!
الأخت الفاضلة / ....
عسى الله أن يبارك لك فيما بقي من هذه الحياة وأن يقر عينك بصلاح ذريتك. زوجي لا يفهمني ولا أفهمه!!
هي شكوى عامة في طرحها، ولذلك أخيتي لا أعرف ماذا تقصدين بأنه لا يفهمك ولا تفهمينه؟! كلما استطيع فهمه أن الحياة بينكم رتيبة جامدة يقتلها الملل ويغيب عنها التجديد!!
لا حظي أخيتي أن زوجك لن يعتدل حاله إلا إذا استطعتي أن تغيري أنت من حال نفسك!! قد تقولين لماذا التغيير يبدأ من جهتي؟! أقول لك: لأنك لابد أن تكوني أنت أشد حرصاً على بقاء الحياة بينكما سيما وأن بينكما أولاد!! إن بقاء الأولاد بين أبويين جامدين (في عواطفهما ومشاعرهما) ليس ذلك من مصلحتهم أبداً!!
الأبناء في البيت بحاجة إلى أن يشعروا بالعاطفة وأن يحسّوا بها وأن يروها أمامهم تتقد!! إن كثيرا من الأبناء عندما يكبر ربما جنح إلى العنف أو جنح إلى الهروب من البيت وسبب ذلك هو نشأته بين أبوين لا يعرفان معنى للعاطفة ولا معنى للحب!! فيتفاجأ الولد وتتفاجأ البنت بواقع متغيّر عليهما خاصة في سن التمييز، ويجدان في هذا الواقع ما يشبع الرغبة الفطرية فيهم فيهربون نحوه! ولذلك أقول لك لابد أن تبدئي أنت أولاً بالتغيير والتجديد من أجل أبنائك الذين استعديتي لتحمّل معاناة الحياة من أجلهم!! فهل حرصك فقط من أجل أن يكونوا بين أبوين أو من أجل أن تتكون شخصياتهم على نوع من الكمال والنضج العقلي والعاطفي والسلوكي؟!
إن هذا التكامل في نضج الأبناء لا يتكامل لهم بين أبوين متنافرين أو جامدين!! أخيتي...
لا تستثقلي طول سني عمر زواجك بزوجك وطول الأيام التي مضت فتصدّك عن أن تعيدي للحب معنى في بيتك مع زوجك وبين أفراد أسرتك، ولذلك أخيتي وصيتي لك: - صارحي زوجك بالحب وقولي له (زوجي إني أحبك)!!
لا بأس أن تكتبيها له على مرآة الغرفة، أو على ورقة، أو تكتبينها على قطعة من (الكيك الجاهز)!!
- انطلقي في التعبير عن حبك له بالتغيير والتجديد في ملبسك ومأكله ومشربه وتهيئة مكان نومه على حال غير الحال التي اعتاد عليها.
- استغلي كل فرصة ووسيلة للتعبير عن الحب: بسمة - كلمة دافئة - هدية - رسالة جوال..!
- اطلبي من زوجك أن يصحبك وأولادك في رحلة طويلة ولتكن رحلة للبيت الحرام وفي خلال سيركم أغرقيه بعبارات الامتنان والفخر به وحبك له.
- علمي أولادك كيف يقولون لأبيهم (إنا نحبك) علميهم كيف يعتنقونه ويقبلون يديه وهيئيهم له على هيئة حسنة في ملبسهم وهيئتهم ورائحتهم.
- أحسني استقبال زوجك حينما يعود إلى بيته، واجعلي أبنائك يسمعون عبارات ترحيبك به وشوقك وإياهم له.
- تغافلي عن بعض أخطائه التي ربما تقع منه، واعلمي أن دوام العشرة بالحب أهم من أن تتفرغي لمناقشته في خطأ أو خلاف ربما يتأجل وقته إلى وقت يكون فيه أقر عيناً وأهدأ بالاً.
- اقرئي أخيتي في بعض الكتب التي تزيد من ثقافتك في الحياة الزوجية وتعلمك بعض الفنون والمهارات في التواصل الزوجي، واستمعي بعض الأشرطة في ذلك كشريط (سري للغاية) لفضيلة الشيخ مازن الفريح.
- شاركي زوجك مشاركة إيمانية، وذلك بالحرص على مساعدته للقيام بالفرائض في أوقاتها، فإن هذه المشاركة الإيمانية الهادئة سبب من أسباب تنزّل الرحمات عليكم أهل البيت فقد جاء في الحديث: "رحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت ثم أيقظت زوجها للصلاة فإن أبى نضحت في وجهه الماء".
نصيحتي لك أيتها الفاضلة أن تنسي الماضي، وأن لا تستطيلي العمر الذي ذهب من غير أن يكون هذا التجديد!! وما ذلك إلا لمصلحتك أنت أولا ثم لمصلحة أبنائك الذين بهم بحاجة إلى أن يعيشوا حياة سويّة بين أبوين، وليس حياة (السجين بين الجدران)!!
أسأل الله العظيم أن يديم بينك وبين زوجك حياة ملؤها الحب والألفة والمودة والرحمة وأن يقر عينيك بصلاح ذريتك.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني