بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤال يافضيلة الشيخ لقد أحببت فتاة متدينة وخلوقة وقد كنت استخير الله عدة مرات كي أتزوجها وشعرت بالأرتياح نحوها وهي كذلك فقد أحبتني واستخارت الله كي أكون زوجا لها وشعرت بالارتياح نحوي وقد كنت عازم الأمر على خطبتها ولكن قد مررت بظروف مادية صعبة وقد تحسنت الأوضاع الأن ولله الحمد والمنة وكنت عازما على خطبتها واذا أسأل عنها أهلي فأخبروني بأنها قد خطبت لقريب لها فكدت أن أفقد صوابي لأنني أحببتها حبا شديد وأعتقد أنها ظنت أني لن أتقدم لخطبتها فتقدم لها قريبها وهو انسان صاحب خلق ودين وقد قبلت به وبعد أن عرفت هيا من احدى أخواتي أني كنت اريدها بكت لأنها كانت تريديني بالفعل أن أكون زوجا لها ووالله أني أريدها كذلك ولكن هي الأن مخطوبة لقريبها ولكن معاملاتها الرسمية مستمرة بمعنى ان قريبها هو من أحد جنسيات الدول الخليجية وهي من احدى جنسيات الدول العربية ولكي يتم الزواج بشكل نهائي يجب أن تتم الموافقة من الجهات المختصة في بلد قريبها واحتمال ترفض المعاملة. فهل ياشيخ أن هذا فدري وقدرها ولا أحد يستطيع تغير ذلك أم أنني أستطيع أن ادعو الله جل في علاه بأن يقدر الأمور وتصبح زوجتي وأظل أدعو وأدعو وألح على ربي في الدعاء بأن يجعلها زوجتي وأن يفسخ خطوبتها قريبها ويرزقه بزوجة صالحة أخرى قبل أن تأتي الموافقة من الجهات المختصة فكما أريد الخير لنفسي فاني أريد الخير لقريبها . والله يا شيخ لا أستطيخ التوقف عن التفكير بها فقد أحببتها وأشعر بأنها تبادلني نفس الشعور حتى الأن. أفيدونا أثابكم الله وبارك فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك . .
أخي الكريم . .
الزواج نقطة انطلاق وانعطاف مهم في حياة الشاب ، ولأن الزواج هو نطقة بناء مجتمع وصناعة جيل علّمناالنبي صلى الله عليه وسلم كيف نختار شريك الحياة الذي نستطيع معه بناء مجتمع وصناعة جيل نافع منتج .
وهنا قال النبي صلى الله عليه وسلم - يوصي كل شاب مسلم - " فاظفر ذات الدين " و " تزوجوا الودود الولود " .
فالعلاقة والحياة الزوجية ليست انعكاس مشاعر وجدانيّة فقط ، إنما هي انعكاس تعقّل وحسن نظر ورويّة في الاختيار .
والشرع حين يقول للشاب ( فاظفر بذات الدّين ) فإنه لا يُغفل جانب الانجذاب الشعوري والوجداني بين الطرفين بل جعل لهم ما يؤسّس هذا الانجذاب بطريقة صحيحة وهو طريق ( الخِطبة ) لكن أن يتأسّس هذا الشّعور الوجداني بغير هذا الطريق فإن الشأن لن يكون بمثل المثاليّ’ التي أرادها لنا الشرع .
أخي الكريم . . .
بداية لابد أن تُدرك قضيّة أن الزواج ليس علاقة عاطفية أو علاقة حب تتوجّ بالارتباط بقدر ما هو قرار يتبعه تحديات ومسؤوليات قد تزاحم مشاعر الحب والانجذاب بين الطرفين .
الأمر الآخر .. أن تثق تماماً أن الزواج رزق مقسوم . . والله تعالى قد كتب نصيب كل إنسان وما على المرء إلاّ أن يبذل السبب ( المشروع ) من غير بغيّ ولا تعدّ ولا تقصير .
أخي . .
حين نختار لأنفسنا أمراً ونلاحظ أن الله يختار لنا غيره ، فإن الخير كل الخير هو فيما اختاره الله لنا لأن الله وصف نفسه بالعلم المطلق فقال : " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
لذلك استشعر هذا المعنى في نفسك . . في أي شأن من شؤون حياتك ...
وبقدر ما يكون الانسان تابعاً لإيمانه ويقينه بربّه بقدر ما يكون أسعد من أن يكون تابعاً لهواه ورغبات نفسه وأمنياته .
أخي . .
ما دام وأنك تعلم وأن هذه الفتاة مخطوبة لغيرك . . فالنصيحة لك أن لا تديم التفكير في الأمر ولا تقل لا أستطيع !
وذلك لأن مساحة الشعور تابع لمساحة التفكير .. فقط اقطع التفكير في شأن هذه الفتاة ، وقل لعل الله يريد بك خيرا ويريد بها خيراً .
ثم يا أخي . .
ثم إنه لا يجوز لك ان تصرّح لها أو تلمّح لها برغبتك فيها لا بطريق مباشر ولا بطريق غير مباشر .
لأن هذا نوع من الإفساد ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال : " لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب " .
والله لا يصلح عمل المفسدين . ولا يحب الفساد . والتصريح لهذه الفتاة او التلميح لها مع معرفتك بأنها مخطوبة وهي قابلة لخطبة من خطبها ولم تبدِ أي رفض أو اعتراض فذلك من الفساد .
أمّا عن الدعاء فإن الله يحب أن يسمع صوت عبده يناجيه ويسأله ويرجوه وينطرح بين يديه مضطراً ملحّاً عليه في الدعاء .
غير أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علّمنا أن هناك موانع لإجابة الدعاء منها :
- التعجّل والاستعجال .
- والدعاء بإثم أو قطيعة رحم .
والذي يظهر أن الدّعاء بأن يصرف الله هذه الفتاة عن خاطبها ويسخّرها لك يبدو لي أنه نوع من الاعتداء في الدعاء ..
لذلك لا تحجّر واسعاً واسأل الله من فضله فإنك لا تدري أين يكون الخير لك .
قل يارب أسألك من فضلك .. وثق أن الله بيده خزائن كل شيء ، فقد يسخّر لك من تجد معها لذّة الدنيا والآخرة ..
( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ( وهو اللطيف الخبير ) .
أسأل الله العظيم أن يوفقك ويسخّر لك ما يكون فيه قرّة عين لك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني