ابني عمره سنة وخمسة أشهر( البكر ) , وأنا أود أن يكون ابني من حفظة كتاب الله فأرجوا منكم المشورة في الوسائل والطرق لتحقيق ذلك . كما أود استشارتكم في أمر آخر وهو : أنه حين انشغالنا أووقت الصلاة فإننا نضع إبننا الصغير في حاجز صغير أمام شاشة التلفاز ( الفديو ) يشاهد فيه بعض الاناشيد المصورة الخالية من المحرمات .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يجعله قرّة عين لك ، وذخراً لأمته .
أخي الكريم . .
إن أثمن وأغلى استثمار نستثمره في حياتنا ويدوم لنا أثره ويبقى لنا ذخراً وادخاراً ليوم القيامة هو الاستثمار في الأبناء .
وإن من الغبن أن ترى من يخطط ويجهد تفكيره في الترتيب والسؤال والبحث والتحرّي في سبيل تجارة أو بناء بيت أو شراء سيارة !
ثم هو لا يخطط ولا يبحث ولا يسأل ولا يقرأ في فن استثمار الأبناء الذين هم امتداد عمر الإنسان ، وهم الذخر الحقيقي . . فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث - وذكر منها - أو ولد صالح يدعو له " . .
أخي المبارك . .
هنيئا لك هذا الحرص ، وثق أن من طرق الباب أوشك أن يُفتح له الباب . .
وإن أعظم ما ينبغي استثماره في الأبناء هو تربيتهم على كتاب الله - حفظاً وتعلّماً وتدبراً واستقامة على هديه - الذي هو الهدى والنور والأمان من الخوف والحزن والشقاء والضلال . .
وتعويده منذ نعومة أظفاره ، على حب كتاب الله وحفظه جهد موفق ، وطموح مبارك . .
النصيحة لك :
- أن تحرص أنت ووالدته على أن يلاحظكما الصغير دائماً تقرءان من القرآن وتتغنيان به تلاوة وتدبّراً .
كأن تخصّصا وقتاً كل ليلة لمدارسة القرآن أنت وزوجتك والطفل يراكما ويسمع إليكما ويرى كيف تتعاملون مع القرآن احترماً وإجلالاً .
- الطفل في مثل هذه المرحلة العمرية وبعدها حتى 4 - 5 سنوات لا يستطيع أن يقرأ لكنه سريع التلقين ولذلك لطيف بكما أن يكون هناك تسجيل لبعض التلاوات بصوت جميل ويتم تشغيله في أغلب الأحيان .
- حتى عند نوم الطفل نقرأ عليه بعض الايات من قصار السور كسورة الفاتحة - مثلاً - كل ليلة عندما يريد أن ينام وتتم قراءتها بترتيل . .
وحينما يبلغ عمر ( 3 ) سنوات ابدءا بتلقينه بعض الآيات بطريقة مباشرة وتحفيزه وتشجيعه عند ما يحفظ جزء من آية ... لأن الطفل في عمر ( 3 ) سنوات يكون أكثر قدرة على حفظ ما يُلقن له بطريقة مستمرة .
وهيذه المرحلة العمرية هي أسرع مراحل النمو اللغوي عند الطفل . . لذلك هو يحفظ ما يلقّن له . .
فيُبدأ في تلقينه من قصار السور ولا يشترط الترتيب فيها كأن يلقّن مثلا الإخلاص ثم الكوثر وهكذا . .
الأهم هنا هو أن يحفظ وينجز .. الانجاز يعطيه دافع .
أكثرا من الدعاء له واصلحا ما بينكما وبين الله وثقا أن الله تعالى جواد كريم جل في علاه .
أمّأ عن حجزه أمام التلفاز أو بين ركام من الألعاب . . فالأنسب أن يُمنح الطفل نوع من الحريّة ليجرّب ويتعلّم من خلال الممارسة والتوجيه . . حدّه بمثل هذه الطريقة أعتقد أنها تعطل جزءً من حركة ( الاستكشاف ) والنمو الفكري والعقلي عند الطفل . . .
الأبوّة مسؤوليّة . .
والأمومة مسؤليّة . .
ومحاولة التخفف من هذه المسؤولية ولو للحظات قد يكون لها آثار على مستوى ( التراكم ) .
احرصا على أن تقرءا وتتعلما وتحضرا بعض الدورات التدريبية التي تعنى بقضايا فن تربية الأبناء ، فإن النمو المعرفي عند الوالدين جزء مهم في حسن التربية .
استعينا بالله . . فهو الخالق وأعلم بمن خلق ( وهو اللطيف الخبير ) .
أسأل الله العظيم أن يجعله قرة عين لكما .
أجاب عليها : أ. منير بن فرحان الصالح .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني